منذ الإعلان عن رؤية السعودية 2030 ونحن نرى سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على قدم وساق لتحقيق هذه الرؤية الوطنية وتجسيدها على أرض الواقع؛ بقرارات وخطوات ضخمة وجبارة

إن تحقيق أي إنجاز بهذا المستوى الرفيع والضخم يتطلب جهودًا جبارة وعملا متفانيًا للوصول إلى المستوى المطلوب، فبعد أن اتخذ سموه عدة قرارات مبدئية مثل الاستثمار في (أوبر) كدعم لقطاع الخدمات؛ كان لا بد من نقلة نوعية وعاصفة عمل جبارة تكون أساسا متينًا للرؤية الوطنية، والتي رأيناها في زيارة سموه للولايات المتحدة الأمريكية والتي يمكن وصفها بنقطة تحول نوعية لوضع لبنات راسخة لرؤية السعودية 2030؛ الأمر الذي جعل الأمير محمد بن سلمان يجعل من أعرق مراكز المال والأعمال في العالم نقطة انطلاق كبرى لعولمة رؤية السعودية

إن نقطة البداية لأي مشروع تدل في الغالب على مستقبله، وليس في البدايات أقوى وأجمل من أن تبدأ من حيث انتهى الآخرون، وهذا ما فعله الأمير محمد بن سلمان؛ حين اختار أعرق وأكبر بيئة للمال والأعمال والاستثمار في العالم، حيث الشركات الرائدة عالميًا في كل المجالات

استهل سموه الزيارة ببشرى إلحاق 2628 من الطلبة السعوديين ببرنامج الابتعاث؛ فاستبشر أبناء الوطن بهذه البادرة الكريمة غير المستغربة، وازدادوا يقينًا وتمسكًا بالرؤية الوطنية؛ فالاستثمار في أبناء الوطن مقدم على أي شيء آخر؛ فهم عماد المستقبل بإذن الله

قام سموه بعد ذلك بلقاء المسؤولين الأمريكيين فالتقى برئيس الغرفة التجارية الأمريكية ثم وزيرة التجارة الأمريكية واجتمع بالفريق الاقتصادي للرئيس الأمريكي؛ ليمنح أرضية صلبة للعلاقات السعودية الأمريكية الجديدة بما يتفق مع رؤية السعودية 2030 ويصب في صالحها

أعلن سموه إطلاق كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال؛ لتكون رؤيتنا الوطنية أكثر رسوخًا ومهنية، ذات أهداف ورؤى واضحة؛ بعيدًا عن تشتت فلسفات التنمية الاقتصادية المتنوعة؛ ولتكون الكلية خارطة طريق تقود أبناء الوطن إلى مستقبل واعد واضح وفق خطط مدروسة

لقد زار سمو ولي ولي العهد وادي السيليكون؛ الذي يعد عاصمة التقنية العالمية، ويضم أكبر وأعرق شركات التقنية العالمية مثل أبل وإنتل ومايكروسوف وقوقل وغيرها، ليؤكد سموه حرصه على الاستثمار في التقنية التي أصبحت من أهم شروط التقدم في مجال التعليم والاقتصاد والقوى العاملة، وأصبحت موردًا اقتصاديًا مهما، وكانت سلمًا لدول العالم النامية لمزاحمة اقتصاديات الدول الصناعية الكبرى بالتقنية والبرمجة؛ كما هو حال دول مثل تايوان والهند وغيرها

لقد أرسل سموه الكريم رسالة واضحة لقطاع المال والأعمال من عقر داره؛ حين سلم أول رخصة عمل للرئيس التنفيذي لشركة داو كيميكل الأمريكية، وهي شركة رائدة في المنتجات الكيميائية، وتعمل في 180 دولة حول العالم؛ ليعلن جاهزية المملكة العربية السعودية لاستقبال وتوطين الشركات والصناعات؛ بدون تعقيدات الأنظمة والبيروقراطية؛ لتكون بيئتنا بيئة جاذبة للاستثمار مشجعة للشركات ورجال الأعمال

كانت صناعة الترفيه حاضرة في جدول اهتمامات سمو ولي ولي العهد؛ فقام سموه بلقاء الإدارة التنفيذية لمجموعة SIX FLAGS الترفيهية وكذلك مجموعة (سي وورلد) الترفيهية، إيمانًا من سموه الكريم بأهمية قطاع الترفيه الذي يعد من أهم المجالات الاستثمارية والصناعية؛ وما يدره هذا القطاع من أرقام فلكية، ومنعا لهجرة المال السعودي إلى الخارج لغرض الترفيه والذي بلغ أرقامًا كبيرة؛ كما سيكون جاذبًا للمال والأعمال من أنحاء العالم؛ وفق ثوابتنا الشرعية والوطنية

رفع مستوى كفاءة الإنسان السعودي مهمة كانت حاضرة بجدارة في زيارة الأمير محمد بن سلمان، حيث التقى سموه برئيس شركة مايكروسوفت العملاقة ووقع مذكرة تدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية ودعم التحول الوطني، كما التقى سموه بالمسؤولين في شركة (سيسكو) وتم توقيع مذكرة تفاهم لتسريع وتيرة التحول الرقمي وفق رؤية 2030

وسائل التواصل الاجتماعي كانت حاضرة هي الأخرى في جدول اهتمامات الأمير محمد لما لها من أهمية بالغة في التأثير على مجريات الأحداث ولما لها من قبول وانتشار في جميع أنحاء العالم؛ حتى باتت وسائل التواصل الاجتماعي نافذة شعوب العالم لما يجري من أحداث ومنبرًا لطرح الأفكار والرؤى على اختلافها؛ بالإضافة إلى كونها وسيلة جبارة غيرت معالم المال والأعمال في العالم واختصرت طرق المعرفة والتجارة والاستثمار، فقام سموه بزيارة شركة فيسبوك وتباحث مع رئيس ومؤسس الشركة مجالات تدريب الشباب السعودي، كما التقى بالرئيس التنفيذي لـ (تويتر) وبحث معه أوجه التعاون بشأن تأهيل الكوادر الوطنية

المجال الخيري كان هو الآخر حاضرًا، والشيء من منبعه لا يستغرب، وفي هذا الصدد تم توقيع اتفاقية تعاون في المجال الخيري مع مؤسسة (ليل ومليندا جيتس الخيرية)

أبرز نقطة كانت حاضرة بكل جدارة واهتمام هم أبناء الوطن من رجال الأعمال السعوديين والعاملين في الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية؛ فقد كان لهم الحظ الأكبر في جدول اهتمامات الأمير محمد بن سلمان؛ حيث قام سموه بلقاء مجموعة من رجال الأعمال السعوديين في نيويورك وحثهم على استقطاب الاستثمارات للوطن الغالي والمشاركة في الرؤية الوطنية التي تبناها سموه لأجل أبناء الوطن، كما التقى سموه الكريم بمجموعة من السعوديين العاملين في كبرى الشركات الأمريكية؛ ليبشرهم ببيئة عمل مشجعة يتم العمل عليها لنبدأ من حيث انتهى الآخرون بإذن الله

الحديث عن زيارة الأمير محمد بن سلمان يطول؛ فقد كانت جولة حافلة باللقاءات والزيارات والاتفاقيات؛ وكانت نواة لعولمة رؤية السعودية، وأكاد أجزم أن طموح الأمير محمد بن سلمان سيجتاح قارات العالم في قادم الأيام، فلا زالت مراكز المال والأعمال العالمية شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا تنتظر هبوب رياح رؤية السعودية 2030 بإذن الله، وإن سموه الكريم عازم على البدء من حيث انتهى الآخرون وفق التجارب الناجحة في مجال الاستثمارات والتقنية والتعليم والتدريب والترفيه وكل ما من شأنه رفعة هذا الوطن.

" عادل الفراج