و جاء الوعد الحق... - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

و جاء الوعد الحق...

إن الله قال : من عادى لي وليّاً؛ فقد آذنته بالحرب و ما تردَّدت عن شيء أنا فاعله تردُّدي عن نفس المؤمن؛ يكره الموت، وأنا أكره مَسَاءَته

  نشر في 26 يناير 2016 .

جلستُ بجانبها.. بكت شفتاي شوقا ..و هي تُقبّل يديها الباردتين..

شقيقة أمّي..حبيبة قلبي..

أزحتُ عن عينيها السِّتار فإذا هما فراغ..

حرّكتْ لسانها..لعلّها كانت تطلب قطرات من ماء..

بلّلتْ شفتاها به..تذوّقته..

علا صدرها ثُمّ انخفض..

تحسّستُ مواضع النّبض..فإذا كلّ شيئٍ قد سكن..

طريحة الفراش كُنتِ ..و لم تدرِ بأنّ الموت اليوم سيغشاك..

غشِيَ عقلك ..أبْكَمَ لسانك..ضَعَّف أطرافك..عسى الله أن يكون قد هوّنَ عليكِ سكراته..

حبيبتي..دموع صادقة ذُرفتْ مِن أجلك..

دعوات مُخلصة صاحبتْ موكِبك..

كيف لا..و ما مِن موطنٍ من مواطن الخير..إلاّ و قد وطئته قدماك..

فُتح باب قلبك على مِصراعيه..

وَجدَ اليتيم فيه مأوى له..

و الجريح بلسما لجراحه..

و الخائف حُبّا و حنانا..

كانت نظراتك تشعّ براءة..

و لسانك يقطر شهدا و عسلا..

و ابتسامتك تضمّنا قبل أن نصل إليك..

يا شقيقة أمّي..يا من تُشبه أمّي..

اشتقنا إليك حتّى قبل أن يُواريك التّراب..

كوكبٌ  ذُرّي كُنت و ينبوع حنان..

شقيقةُ الأمّ ..أُمٌّ..و رضا الرب من رضا الوالدين..أراضيةٌ أنت؟

الموت مُخلص للأتقياء..و أنتِ ..يا أنتِ..كُنتِ في لياليك تتوسّدين اليقين بالله،و تُعانقين كلماته،و تفترشين الإستسلام له..

و إذا ما هَمسَ مُنبّه الإيمان في أذنك:حيّ على الصّلاة، حيّ على الفلاح..فَزعتِ إلى رفيقة عمرك..إلى سجّادتك و استقبلتِ القِبلة لملاقاته..

ها أنتِ الأن يا قطعةً مني ..تستقبلين القِبلة في حُفرةٍ..أتمنّى أن تكون لك روضة من رياض الجِنان، و أن تُفتّح لكِ نافذة..من خلالها ترين مقاما يُثلِجُ صدرك..

أنتِ بين يديّ ربٍّ رحيم ودود..ليس بعزيز عليه أن يُجلِسكِ على منابر من الياقوت الأحمر في خيام من اللؤلؤ الأبيض..

 يطوف عليكِ خدّام و ولدان كأمثال اللؤلؤ المكنون..تنظرين فيها إلى وجه الملك الكريم..و قد أشرقت في وجهك نظرة النّعيم..و هل هناك لذّة أعظم مِن كشْف الحِجاب و التّلذّذ بالنّظر إلى المعشوق...

وداعا ..يا من كُنتِ قُرّة عينٍ للجميع .

و بسمة أمل للمحزونين..

و سبحان من انفرد بالقهر و الإستيلاء، و استأثر باستحقاق البقاء

و له الحمد في الأولى و الآخرة..


  • 6

   نشر في 26 يناير 2016 .

التعليقات

رثاء صادق أختي خديجة، هكذا هي الحياة ، هي الان بين يدي رب رحيم،
رحمة الله عليها و جمعك بها في الفردوس
0
خديجة
أسأل الله أن يجمعنا جميعا في الفردوس الأعلى على سرر مُتقابلين..شكرا لك عبد الله
فاطمة أحمد منذ 8 سنة
محظوظة كنتي بخالتك ومحظوظة هي بك الان بهذا الذكر الجيل
الله يرحمها ويصبركم
0
خديجة
رحم الله جميع موتانا و أسكنهم فسيح الجنان..شكرا حبيبتي
عمرو يسري منذ 8 سنة
كلمات صادقة نابعة من القلب، رحمها الله و ادخلها فسيح جناته
1
خديجة
آمين..جزاك الله خيرا

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا