نظرة من الاعلى

حلقت يوما بطائرة لا املكها ولكن خيالى اخذنى بها حتى اعتليت السحاب فكدت لا ارى الارض من الغيام وبينما انا فى طريقى الى مكان مجهول لا اعلمه رايت رجلا اخر يركب حصانا ابيضا له جناحان وشعره طويل وعيونه سوداء وله بياض الحور فاستوقفته مع العلم انه لاتلاقى فوق السحاب فانظر لما نعيشه من الوحده فلم يستمع لى فعدت ادراجى وسرت خلفه ولكنه كان اسرع منى مع انى اركب طائرتى التى لا املكها وهو يركب حصانا ليس مجردا من الروح وانما كانه يعلم انى خلفه فصار اسرع من ذى قبل فاسرعت مع خيالى فاسرع فلم يزل بسرعته وأسرع من خلفه حتى استوفته لا لانى لحقته بسرعتى وانما لانه تعب فتعجبت من ذلك وسالته اولا عن سبب وقوفه قال اتعرفنى قلت لا قال انا النصيحه

قلت وما النصيحه قال النصيحه قلت وما هى النصيحه قال انا النصيحة من انت ولم يجبنى قلت انا رجل من البشر وتعارفنا فقال انت ومن معك نيام قلت له صدقت نحن نيام فهو وقت الليل قل لى ما اعنى ذلك وانما انتم نيام عن طلب النصيحه ومتابعة الحق واجتناب الباطل فاخذتنى الدهشه من كلامه الموجع هكذا حال من يعترف بخطأه قلت وما تنصحنى قال لى عرفتنى اذا فاستوقفت النفس واخذتنى تنهيدة اضطرب لها قلبى وقلت انت النصيحة اذا فقلت له متابعا وما تنصحنى قال لى فى صوت دافئ شعرت بانه اقرب لى من نفسى اذا حدثتنى وهو يقول متابعا عليك بنصرة المظلوم حتى لا تظلم واعلاء الحق حتى لا يعلو الباطل فتنغم بغم اهله وهناك فارس ينتظر له عونا فاذهب فكن له عونا قلت ومن هو قال لى بكل اسى وحزن الاولى ان تقول اين هو فقلت له واين هو قال بالقدس موجود فاذهب اليه قلت لا ادرى كيف الوصول اليه فانا لا اعلم هذه الاماكن لم اذهب اليها مرة قبل ذلك قال هناك من يعرف المكان فاستعن به قلت ومن هو قال مرة اخرى الاولى ان تقول واين هو قلت له واين هو قال بمصر موجود قلت نعم انى اعرفها ولى فيها صديقا مقربا قال نعم هو ذلك فقلت من هو اتعرفه قال نعم هو موجود بالمكان الذى بدا منه صلاح الدين تحرير الاقصى الشريف من دنس الصليبين قلت اتعرف مكانه قال نعم هو بارض الشرقيه بلد تسمى العدوة فارض الشرقية وما حولها مليئة بالرجال انى اذكر نصيحتى يوما لرجل منها نصر صلاح الدين حتى انتصر على الاعداء قلت اذا اذهب لهذا المكان وابحث عن صديقى وارى حاله واعلم خبره وكيف سيوصلنى الى بيت المقدس فكيف بى اذا جئت بيت المقدس فاين الرجل الذى سانصره واعاونه على الاعداء قال هو رجل فى كل رجل من اهلها فهم خيرة الخلق عند الله فى هذا الزمان ولتعلم لاتتخلف عنهم حتى لاتصير من المتخلفين عن موكب الجنة قلت لا لا لن اتخلف ان شاء الله عنهم وعن نصرتهم ثم تركنى وانصرف ثم نظرت فاذا رجل يخطب فى الشاشات وهو يقول غزة ليست وحدها والاقصى للاسلام والمسلمين ونحن مستعدون للتخلى عن ارواحنا ولا يكون المسجد الاقصى بيد اليهود ابدا فعرفته فاذا هو صديقى المقرب من مصر الحبيبه فذهبت اليه وانا فى واحة لا اعلم لها وطنا ولا مركزا لها وانما هى واحة فى مكان ما من هذا الكون الفسيح ودعوت الله ان يبلغنى هذه الارض وهى مصر فما زلت ادعوا الله حتى هيأ لى سبل الذهاب الى مصر ولقيت صاحبى فقلت له ما حدث قال لى انت اذا قلت له مامعنى ما تقول قال لى لقد جاءنى فى منامى رجل يركب على حصان ابيض قال لى قم اعرف رجالا ينصرون المسجد الاقصى فهيا الى هناك قلت له هيا ولكن هل نذهب وحدنا دون رفقه قال هم هناك سبقونا فلا تدعنا نتخلف عنهم قلت له هيا والله المستعان فانصرفنا حيث الرجال مرابطون فلله الحمد الذى بلغنا مقام المرابطين

،، اللهم اتم لنا فضلك باحدى الحسنيين يارب العالمين ،،