هل القادم منطقة عازلة في جنوب اليمن على غرار شمال سوريا ؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هل القادم منطقة عازلة في جنوب اليمن على غرار شمال سوريا ؟

مشروع المملكة العربية السعودية في جنوب اليمن بعد تحرير قاعدة العند الجوية .

  نشر في 07 غشت 2015 .

- هل القادم منطقة عازلة في جنوب اليمن على غرار شمال سوريا ؟ :

- قبل أكثر من أسبوعين من الآن أعلنت تركيا الضربات العسكرية على كل من حزب العمال الكردستاني و تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق و سوريا في آن معاً ، الهدف الرئيسي من الحملة العسكرية إقامة منطقة عازلة في السوري على إمتداد " 90 " او " 85 " كيلو متر مربع بداخل العمق السوري كما قالت الحكومة التركية ، بعد إخراج كافة الفصائل التي تقول عليها أنقرة بأنها إرهابية ولا يمكن القبول بها ، مشروع المنطقة العازلة في الشمال السوري لم يزل في بداية التحضير ، ومازالت كافة الأوراق مطروحه على الرغم من أن هذا المطلب التركي كان منذ فترة طويلة يناقش مع الإدارة الأمريكية التي بدورها كانت تتململ في أتخاذه نتيجة لأسباب كثيرة لايتسع المكان لذكرها .

المشروع التركي يقوم بصدد إيجاد منطقة آمنه لعودة اللاجئين السوريين وتوفير كافة الإحتياجات لهم بالإضافة إلى المهام الأمنية التي ستكون على أنقرة توفيرها بمعنى إخراج التسعين كيلو متر من السيادة السورية إلى السيادة التركية بصورة كاملة ومن غير رجعه .

مشروع المنطقة العازلة قد يبدو أيضاً من ضمن السيناريوهات التي تطبخ في الرياض على نار مرتفعة الوتيرة لـ إيجاد مكان آمن في جنوب اليمن بعيداً عن يد الحوثي وصالح ، خصوصاً بعد دخولهما عدن قبل عدة أشهر وتحريرها من قبل المقاومة قبل فترة قريبة .

،وفي المقابل يبرز هذا المشروع كخيار إقليمي و إستراتيجي لـ مواجهة القوات العسكرية لـ صالح و الحوثي و تلقين هذه الجبهة درساً قاسياً يصعب نسيانه على مدى التاريخ من وجهة نظر التحالف السعودي الذي يرمي بكل أوراقه في محاولة منه لإستعادة الوجود الخليجي الجذري الممتد تاريخياً في الأراض اليمنية .

السعودية عندما دخلت إلى المربع اليمني عسكرياً دخلت بكافة ثقلها السياسي و العسكري والمالي ، لذلك تحرير عدن ماهو إلا بداية المشروع الذي يراد به من الرياض .

وعلى مستوى الإستراتيجيات العسكرية ، يبزر خيار المنطقة العازلة كحل سريع وقوي لـ إيقاف الشرايين الصالحية الحوثية في آن معاً ، في المناطق الجنوبية بالتحديد ، حيث إن قطعة الأرض الجنوبية هي الأساس لكل عمل و خطوة مهمه في تحقيق أي هدف سياسي - إقتصادي قادم .

لذلك السعودية تتخذ في هذا الإطار من الجنوب قاعدة مهمه لـ تنفيذ سياساتها على الواقع اليمني جنوباً وشمالاً بكافة الأصعدة و التفاصيل .

وهذا ما يفسر أيضاً التدخل و الدعم السعودي الوافر و الكثيف في عملية تحرير عدن و بعض المناطق الجنوبية الأخرى " و المعارك التي تدار في أبين و لحج بالضرورة حالياً " ، إذ إن المنطقة العازلة تعني أغلاق كافة منافذ الوصول إلى المنطقة المستهدفة من الأطراف الأخرى، وبالتالي سيكون الجنوب اليمني في خانة السعودية دعماً ومالاً وسلاحاً دون أي وجود لـ الجانب الحوثي الصالحي مهما بلغ الأمر .

في هذا الصدد تبرز قاعدة العند كمنطلق هام لتنفيذ هذا المشروع كون العند هي مربط الفرس المغذي للولوج إلى داخل الجنوب أو إلى الشمال عسكرياً و سياسياً ، لذلك إسقاط القاعدة الكبرى في الجنوب يعني خسارة كبيرة لللقوات الموالية لـ الحوثي و صالح ، وسيؤدي إلى شلل كبير في المستوى العسكري و السيياسي وربما خسارتهما في الجنوب بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ، وبالتالي يكون قرار المنطقة العازلة قرار على وشك التنفيذ و أكثر ليونه مما كان عليه إذا ماقررت السعودية تبنيه بصورة كاملة وشاملة .

وفي نفس الوقت .. يعتبر مشروع المنطقة العازلة إذا ماتم تطبيقه غاية في الصعوبة وعلى المملكة إذا ما تبنت هذا المشروع أو القرار الأتيان بحلول جذرية لأبز المخاطر المترتبه عليه كمشروع إستراتيجية بنيوي وتحتي يحول اليمن إلى مناطق نفوذ دولية كثيفة الابعاد و التصورات وتلكم الأخطار والتوجسات التي تواجه مشروع المنطقة العازلة إذا ماتم تبنيه كمشروع يطبق على الواقع فعلياً تتشكل في الآتي؛

أولاً .. من سيؤمن المناطق الجنوبية أمنياً ؟ ، وخطورة الإقتتال الداخلي على غرار ليبيا ؟ ..

المنطقة العازلة تعني خروجها عن الخدمة للعاصمة السابقة وبالتالي عملية فرضها على الواقع يتطلب خطة بعيدة المدى وسريعة التنفيذ وقادرة على إحتواء كافة التفاصيل و تحديد سلم الأولويات ، و الأمن على رأس هذه القائمة ، فهل ستكون المقاومة الجنوبية في كافة المناطق المعزولة هي المسؤولة عن الملف الأمني بدعم إماراتي سعودي عالي الوتيرة؟ ، وماهو مصير تنظيم القاعدة و الدولة الإسلامية من هذا الأمر حيث ستكون المقاومة الجنوبية معرضة لإقتتال داخلي جنوبي جنوبي في حال تطبيق هذا القرار ، خصوصاً في المناطق الوعرة و كثيفة التعقيد

كـ مناطق شبوة التي تبعد عن عدن العاصمة عشرات أو مئات الكيلومترات ؟

كما أن وجود تنظيم القاعدة و الدولة الإسلامية في حضرموت يعد مصدر خطر لـ تنفيذ هذا المشروع السعودي . وهذا ماينبئ إلا مايحصل الآن في ليبيا و إقتتال و دمار وحالة من الفوضى تعيش فيها طرابلس وبنغازي

والزنتان وغيرها من المناطق التي لم تستقم بعد على حل واقعي يضمن للجميع حق الحياة . وهذا مايؤثر الإستقرار الداخلي كـ كل وبالتالي يمكن أن يكون الجنوب اليمني عرضة لـ هذا التمزق و التقزم و الضعف إذا لم ينتبه التحالف السعودي لـ هذه النقطة بالذات بصورة إستراتيجية ومبنية على أسس منهجية معدة ذات طابع بنيوي لا تفتيتي .

ثانياً .. الغلاف السياسي بعد الأمني .

يرجح على الطاولة أن الفراغ السياسي ربما يكون عمق المشكلة الجنوبية الجنوبية ذاتها ، على غرار التجارب السابقة التي لم تنجح في تشكيل نفسها في بوتقة واحدة طوال مسيرة الثورة الجنوبية منذ 2007 ، ، فهل سيكون الجنوب اليمني معرض لـ إقامة دولة جنوبية قائمة السيادة مبنية على الدعم الإماراتي السعودي السخي ؟ ، في مقابل أن يوافق كافة الأحزاب المعارضة للحراك الجنوبي في توجهه المعني بإقامة الدولة الجنوبية مثل حزب الأخوان المسلمين " الإصلاح " وغيره ، و الأكثر أهمية .. هو من الذي سيتصدر المشهد الجنوبي في المناطق المعزولة سياسياً ؟ .

عودة بحاح إلى عدن المحررة ربما تؤكد بإيحاء إن القادة السعوديين يريدون مشروع خليجي جنوبي بقيادة هادي وبحاح في آن معاً ، وهذا مايؤكده أيضاً التعيين الذي حظي به هادي لـ مستشارين كـ بن دغر و السيد حيدر أبوبكر العطاس ممايفسر أن المناخ السياسي القادم سيكون سيكون عبر هادي وبحاح و بن دغر و العطاس بإشراف القيادة السعودية الخليجية الموحدة ، لذلك تبرز عدة تساؤلات عن مدى تطبيق هذا المشروع سياسياً وكيف ستكون إدارة الحكم الآتية ؟ ، بمعنى هل هنالك قدرة سعودية على سد الفراغ السياسي و درء كافة أشكال القلقلة الداخلية وسد كافة الفراغ السياسي مهما بلغت كلفة الثمن ؟ .

ثالثاً .. العامل الإقتصادي المهم و الأكثر أهمية .

يعد العامل الإقتصادي أحد أهم العوامل التي ممكن أن تؤثر على قرار المنطقة العازلة في الجنوب اليمني ، إذ توفير كافة الإحتياجات الإقتصادية في المناطق المعزولة يعد أولوية قصوى لاغنى عنها ولايمكن إتخاذ أي إجراء سياسي مستقبلي إلا من خلال المواد الإقتصادية اللآزمة.

حيث إن الموارد الإقتصادية خصوصاً في المناطق المحررة في الجنوب تعد شبه معدومة إلى حد الآن ، وتحتاج إلى فترات متعاقبة حتى تستيعد عافيتها من أفولها جراء الحرب ، إذ سيكون على السعودية توفير كافة الإحتياجات الجنوبية في كافة المناطق سواء عن طريق البر الذي سيكون بحوزتها أو عن طريق البحر أو الجو اللذان يقبعان تحت سيطرتها منذ فترة طويلة ، لذلك الحل السياسي و الحل الأمني لابد أن يرافقهما خطة إقتصادية طويلة الأمد و ضخ كبير وكثيف جداً لهذا الأمر في الجنوب لـ تطبيع السيطرة الجنوبية الإقتصادية على المناطق المعزولة بكافة ألوانها و أطيافها و بالطرق المتاحة ، خصوصاً إنها ستكون بمعزل عن سلطة صنعاء إقتصادياً وبالتالي رفد البنوك التجارية و الحكومية بالعملة النقدية سيعتبر هذا أكبر و أهم الأمور التي ستساعد على تطبيع الإنعزال الإقتصادي و السياسي عن صنعاء ، لذلك يصبح إذا ماتم جعل القرار في موضع الفعل هم جاثم على صدور دوائر القرار السعودية و الخليج بشكل عام .

رابعاً .. خطر التدخل الخارجي في المناطق العازلة مجدداً :

من غير المنطقي إستبعاد أن يكون هنالك رد من قبل تحالف صالح مع الحوثي في مشروع ينوي إخراج منظومة الجنوب عن الشمال بصورة كاملة دون أي عودة سياسية دولية عبر قطع اليد الجنوبية بالسيف السعودي الإماراتي الطويل و الناصل ، لذلك تبرز مهمة تأمين المناطق الجنوبية من التدخلات الأخرى وعدم إجتياحها مجدداً مهمه بالغة الخطورة و التأمين للسيطرة الكامنة على الجنوب ، ذلك إن صالح و الحوثي لن يكونا مكتوفي الأيدي إتجاه عملية نوعية كهذه قادمة من الرياض اللذان يحملان لها الكثير من العداء و إلقاء اللوم عليها في كل ماقد حصل ، وقد برز هذا جلياً في خطابات عبدالملك الحوثي و تصريحات صالح مع وسائل الإعلام ، ذلكم الأمر سيحتم عليهما بناء إستراتيجيات جديدة لـ رفض هذا المشروع العازل وبالتالي خلق قلقلة جنوبية داخلية ممكن أن توثر على الوضع داخلياً خصوصاً إن هنالك من من لديه ولاء العسكري و السياسي لـ صنعاء حتى هذه اللحظة وبعضهم عليه حالة إستفهام كبيرة ومصيرة ملبد بالغموض . إذ إن خطورة الرد الخارجي تقارن بخطورة الإقتتال الداخلي و إنعدام تشكيل بوتقة سياسية موحدة في الداخل في ظل تناقضات التوجهات الموجودة على أرض الجنوب ، إذ سيكون هذا الأمر عرضة للزعزعة من الخارج إذا ماتطلب الموقف ، وعلى مشروع المنطقة العازلة إيجاد حلول كامنة وسريعة لـ لهذه النقاط و ألا فالكلفة ستكون غالية وعالية عل جميع لاطراف خصوصاً الشعوب و السكان الذينلا ناقة لهم فيها ولا جمل . 


  • 3

  • هشام الكاف
    سياسي وكاتب يمني ، من أصول يمنية ، أهتم بالامور الإجتماعية الفكرية و التنموية الإنسانية ، متجرد من أي فكر يحاول إهدام العقل .
   نشر في 07 غشت 2015 .

التعليقات

mossad hassan منذ 9 سنة
اخى الفاضل مقالك جيد للغايه و لكن ساعدنى مقالاتى التى اكتبها لا تظهر على الصفحه العامه .. كيف تظهر مقالاتى على الصفحه العامه.؟ شكرا
0
هشام الكاف
- شكراً لك أخي الكريم مسعد ..
هي تظهر على الصفحة من خلال رابطها الذي في الأعلى .
تأكد منه ، أو راسل أحد المشرفين على الموقع . .
شكراً لك مرة أخرى , تحياتي عزيزي ..

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا