نظره جديده للعلوم الأنسانية
كيف ظُلمت العلوم الأنسانية فى العالم العربى فى العصر الحالى ؟
نشر في 31 يناير 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
عندما نبدأ الحديث عن العلوم الأنسانية يجب أن نذكر ما هى العلوم الأنسانية فى واقع الأمر ، إن العلوم الأنسانية هى كل العلوم التى تتخذ من الأنسان موضع البحث أو النشاط البشرى فتبحث على سبيل المثال فى الأخلاق القيم المبادئ أنواع الشخصيات المختلفة و أيضاً كيفية التصرف إذاء ما يواجهنا فى العالم من مشاكل إلى آخره و بالتالى فهى مهمة جداً .
بدأت العلوم الأنسانية فى الظهور فى القرن التاسع عشر و ذلك للتخلص من شمولية الفلسفة فكانت الفلسفة تضم كل تلك العلوم التى هى مقسمة الأن إلى علم الميتافيزيقا و هو العلم الذى يبحث فى الأله و الكون ( علم ما وراء الطبيعة ) و علم الأجتماع الذى قام العالم الفرنسى "أوجست كونت" قام بفصله عن الفلسفة وأعطى له أسمه الحالى و هو بأختصار العلم الذى يبحث فى المجتمع ومشاكله بوجه عام .
لكن أين الظُلم الذى وقع على العلوم الأنسانية ؟
الظُلم يتمثل فى عدم الأهتمام بتلك العلوم من قبل البشر لها أو لدارسها أو حتى الذى يتحدث عنها أو يبحث فيها .
و فى النهاية أنت يا عزيزى القارئ كيف تنظر إلى تلك العلوم الأنسانية وإلى من يدرسها ؟
أتنظر له أنه غبى لأنه لم يدرس العلوم الطبيعية كالفيزياء والكمياء على سبيل المثال لأنه لم يستطع أن يفهم أى شئ من تلك العلوم .
وقعياً أنت مخطأ إن كنت تنظر هكذا لأن فى حقيقة الأمر أن لكل فرد منا له قدراته و الوظيفة التى خلقه الله لأجلها و التى يستطيع أن يبدع فيها من خلال قدراته حتى و إن كان يعمل عملاً بسيطاً فغيره لايستطيعون أن يفعلوا مثله بالتأكيد لأنه مبدع فى مجاله .
فى نهاية المطاف معظم البشر نجدهم فى العالم العربى ينظرون تلك النظرة التى تنظر بها أنت و من نفس منظارك أيضاً آخراً أحب أن أقول مقولة صغيرة لعلها تكون الزاوية التى ستحرك منظارك إلى أن العلوم الأنسانية لا تقل أهمية عن أى علوم أخرى و قبل أن تنقد أو تقول أى شئ فكر بتلك المقولة لصاحبها "الغزالى" تقول ( علمت أنه لا يقف على فساد نوع من العلوم من لا يقف على منتهى ذلك العلم ) تلك المقوله عن الفلسفة لأنه كان ينظر لها نظرة عدم أهتمام و أنها فاسدة و كان من أشد خصومها لا سيما و أنه عالم جليل فى الدين و منحاز له إنحياز تام يرى بالتبعية أنه لا فائدة ترجى من الفلسفة و التفلسف فى ظل وجود الدين الذى هو من عند الإله لكن بعد أن قرأها وتفقه فيها نصح الجميع بالفهم قبل الحديث ؛ ذلك حتى لا ننعت بما لا نفهم فنردد كالحمقى البلهاء ؛ هذا ما قاله "الغزالى" صاحب الفكر فماذا تقول أنت ؟
( أستقرأ العلوم الأنسانية أم ستظل تهاجمها دون فهم و لا علم و لا معرفة ) .
-
Ahmed Mohamed Fathiأقوم بالبحث والتفكير وكتابة كل شئ له علاقة بالعلوم الفلسفية تلك العلوم التى هدفها التفكير ؛ ذلك لمحاولة صنع مجتمعات مثقفة فاضلة هدفها التفكير للوصول إلى واقع أفضل ملموس وصنع الوعى لكل فرد .