جاري البحت عن زوجة..... 2
تذكرت، ناقلا بصري في أركان البرتوش الحقير بضواحي الرباط، بعد قيلولة جاثمة، السردين والخبز، ميعادا لسرير... لم أتأكد منه مطلقا... عسى أن يكون بلسم روحي المهترئة...
راودت ذهني صور كثيرة، استدعيت صورتها، على الخصوص حين بكت في أول مرة عبرنا نصف مسار اللذة بعد فراق...قبلات... عناق... وعيون تشي بعنوان...
هل كان بكاء من الشوق واللذة ؟...أم الخوف؟ أم من أمر لا أدركه؟...
في أول مرة عبرنا، بين دروب محاكاة الغرام، بكت بكاءً صامتا... لم أطمئنها كما ينبغي، طاقتي من الكلام خارت. أحسست بتعب شديد، شل قدرتي عن النطق... أنا الذي أمضيت دهرًا لإقناعها بالمجيء إلى غرفتي بعيدًا عن أعين المتلصصين... مجرد زيارة لا غير... كان أمرًا عسيرًا... استعملت كل وسائل الإقناع بما فيها كيف تتعلم غواية النساء في سبعة أيام؟.
وضعتْ سياجا بيننا من الخوف ومسافة كبيرة، أضحت تتحكم في أزقتها... أسئلة الجيران عن العزاب الذين يعيشون حياة هانئة، لإدراك سيل الزبى... ذات يوم التقيتُ بها في مكان تصطدح الحناجر بالتغيير والنضال لمستقبل مغاير... هي الفتاة بنت القاع والباع والشمعة فيها ذراع، التي ترتدي سروال الجينز، تترك خصيلات من شعرها تغوي الريح تحت حجاب الرأس... ترتجل كلاما من الحلال والحرام... الالتزام والأخلاق... عن الشرعية والسرية... كانت تشبه قناة اقرأ في الأعلى وقناة روتانا في الأسفل...
أجيبها: لا أريدك على سريري... أريدك أيضا ثريا في سقف منزلي... تبتسم قليلا لإغوائي... تحذرني من ذالك الشيطان الذي سيكون ثالثنا...
عجيب أمرها تقبل بملامستي، احتكاك على الشواطئ وحدائق المدن... تقبلني في ظلامات دور السينما... ولا تريدني العبور إلى خاصرتها والاغتراف من جسد دون ضريبة أو جب... كانت سهلا ممتنعا...
أحس حرارة في الجو من كثرة النقاش والقلق مع نفسي، بعصبية أجيب الأنا القابعة داخلي... أعرف كما هي تفاصيل جسدينا رغم الملابس... الله يجعل البركة في كتب علوم الحياة...
ما العيب بالتسكع بسؤال لساني في جميع خرائط جسدها المحفظ في سجل الذات، تحت خانة الملكية الخاصة، دون إذن ولاية الفقيه الجاثم على عقلها، ضاربا عرض الحائط صك بيعها وموافقته؟...
لمادا أفضلها هي بالذات؟ مع العلم أن ساحات المدينة على مرمى بصر، مملوءة، مفتوحة لاصطياد أجساد النساء... وعلى الأشكال تقع في دروب وجع الملذات والمتع... تعجبت لأجساد لا تنطوي على أسرار لا نفهمها... لكن تحل مشاكل كثيرة... وتحرجنا...
كنت كاذبا بشكل صادق، أو صادقا بشكل كاذب.
سمعت دقات مدوية على الباب... ابتسم وجهي فرحا لها... بسرعة نهضت من فراشي أرتب ملابسي... ماشطا شعري... مجيبا بصوت عالي ربحا للوقت:
- آشكون.
لم يرد دالك الضيف على إجابتي... زاحمت الوقت في ترتيب وتجهيز نفسي الأمارة بالسوء... بعطر فرنسي مستورد خصيصا للإغواء... دق..دق..دق...
- بلاتي ... هاني جاي
فتحت الباب، على صرير أصم أذناي... صاحب البرتوش يريد واجب الكراء...
سعيد تيركيت