كنت اسير فى شارع متسع ظاهريا و لكنه يضيق عليا كلما خطوت خطواتى المسرعة ، ظل يضيق حتى شعرت بان صدرى لا يستطيع التنفس..
الساعة فى معصمى تشير الى السابعة مساءا و فى قلبى تشير اليها فقط..
كنت قد اقتربت الى الكافيه الذى يقطن بحى الزمالك ، اعتدت ان التقيها هناك جميلة مبتسمة ، و كإنها صبغت بريشة فنان لم يعهد العالم فنه من قبل..
كلما اقتربت من الكافيه ، اشعر ان المسافة تبتعد ، حتى وجدت ضربات القلب تزداد ك ضربات ملاكم فى مراسه الاخير قبل مباراته النهائية..
وضعت اصابع كفى على قلبى ليهدأ لكن هيهات !
لاول مرة اصل قبلها ، كنت اعلم ان تلك المرة الاخيرة التى سوف التقيها بها..
لربما لن تاتى ، كان عقلى يرمينى بجمرات الشك و الوسواس..
تخطت الساعة فوق المعاد ساعة ، مما اضطرنى لاطلب قهوتى السادة ، لتساعدنى فى تهدأة نفسى التى لا تهدأ ابدا..
مرت ساعتين و نصف ، و انا منتظر..
لن تاتى قالها القلب ، ف رد العقل من هى ؟
قال القلب حبيبتى ، فرد العقل لا يوجد حبيبة لك من قبل..
بكى القلب و كأنه طفل يستجدى ابيه فى محاولاته الاخيرة ليمنع عنه قسوة العقاب..
ادركت اننى كل يوم افعل ذلك و لكن اتناسى ، ادركت انه يكفى ذلك القدر من الانتظار..
فى المرات السابقة كنت اجلس معها دون جسد..
ولكن اليوم اخر مرة انتظرها..
ارتشفت الرشفة الاخيرة من القهوة ، و رحلت من الكافيه ، و رحلت عن عقلى ، و لكن قلبى مازال يحاول ترتيب موعد لها غدا..
-
على نور الدينإن عالم “الواقع” لا يكفى وحده لحياة البشر إنه أضيق من أن يتسع لحياة إنسانية كاملة !