غرفة الاعدام - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

غرفة الاعدام

  نشر في 09 فبراير 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

سكون حالك خيم علي ارجاء قاعة المحكمة حالة من الاستنفار شهدتها اياها الكل ينتظر قرار القاضي تدخل لجنة القضاة ووكلاء النيابة في آن واحد يستقلون مقاعدهم و نظرات الحضور تتجه اليهم.. 

علي جانبي القاعة نبصر مجموعة من الحراس الممتطين اسلحتهم يراقبون قفص الاتهام باحكام..  بداخله آويآ ذلك المتهم الشاب باديآ ملامح الوجوم و التعب علي وجهه و جسده الهزيل بعدما امتنع عن الطعام و الشراب لثلاثة ايام.. علقت في يداه بعض المحاصيل الطبية لإصابته بالهبوط.. يتدلي علي وجهه علامات الاسي و الحزن.. ترتجفان يداه فتكات تنكسر المحاليل يهمس قلبه الحزين بصوت كاد لا يسمعه القاضي..  برئ لا تزجوا به الي غيابات السجن.. 

تتجه جموع الحاضرين الي القاضي الذي حدد هذه الجلسة للنطق بالحكم.. و معه يرتجف قلب المتهم - زين - الذي ذهب في عالم نفسي مضطرب.. 

من اصعب اللحظات ان تنتظر حكمآ يكاد يقضي علي روحك كلها في آن واحد من رحمة الله تعالي ان لم يعرف الانسان موعد موته و الا لعاش في جحيم دائم... 

يدوي صوت القاضي المستشار - مجدي - مجلجلآ في قاعة المحكمة كلها نظرات متبادلة بين القضاة و ووكلاء النيابة يبدوا ان لها مغزي واضح بعد ان قضي الامر و لله الامر من قبل و من بعد.. 

بعد الاطلاع علي كافة اوراق القضية حكمت المحكمة حضوريآ علي المتهم - زين - بإحالة اوراقه الي فضيله المفتي.. 

ما بين تصفيق من اهل القتيل - ريان - يحيي العدل و صراخ و عويل من اهل المتهم - زين - دوي المشهد جلآلآ امام الحضور..  بدت علامات الابتسامة و الرضا واضحة علي القضاة ووكلاء النيابة بعدما انهوا مهامهم.. في جانبي قفص الاتهام بات المتهم - زين - في شبه انهيار يتمتم بقلبه برئ..  و هو يدر ان لا احديصدقه لم يصدق قلبه ان يدفع ثمن شهامته و انقاذه رفيق العمر - ريان - بأن يزج به الي قفص الاتهام.. يدخل اليه اثنين من الحراس يشدون وثاقه لادخاله الي - غرفة انفرادية - كان يتابع بعيناه نظرات امه المكلومة الواثقة ببراءة ولدها الا ان نظرات الام لا تؤخذ في عين الدفاع.. 

ممر طويل يزج به وحيدآ برفقة الحارس الي تلك الغرفة المظلمة الانفرادية بات الحارث يثق ببراءة - زين - بات يدر المجرمون من وجوهم و سلوكهم الا انه ليس منهم ابدآ.. ولج به الي داخل الحجرة و اعطاه بدلة حمراء معطيآ اياه التعليمات :

اعدامك بعد ثلاثة ليال اثق بك انك ستلتزم الهدوء.. 

ينظر اليه و الدموع تتسلل من وجنتيه: 

لله الامر من قبل و من بعد.. 

صدقني انا اشعر انك برئ و لكن ليس بيدي شئ كتب علي كل نفس ان تري ما كتب الله لها و قضاء الله نسلم به خيرآ او شرآ.. 

اثلجت صدري يا - راجي - - قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا - 

ينظر اليه - راجي - باسي: 

ان كنت بحاجة الي اي مساعدة لا تتردد في ابلاغي.. 

اشكرك جزاك الله خيرآ.. 

يخرج الحارس - راجي - موصدآ خلفه الباب باحكام.. ظلام دامس حل بارجاء الغرفة خاوية بلا اثاث بات يفترش الارض نيامآ و جسده يرتجف من شدة برودة الشتاء غطاء صوفي بالي مسجي علي جانبي الغرفه تواري به - زين - من البرودة.. يجول بخاطره تلك المشاهد الابية الا تفارقه..  صبي صغير في عمر الطفولة - زين - في الليلة الاولي له في - المدرسة الداخلية - كاد جسده يتبدد خوفآ من الموضع و الزملاء الجدد لاذال يذكر استعطافه زوج والدته ان يبقي معهم الا انه رفض بشدة تربية طفل يتيم...  لم ينسي لامه خزلانها و تركها له من اجل زوجها...  تلاقت عيناه برفيقه - ريان - بات مثله وحيدآ بلا رفقاء تلاقت ظروفهما -فريان مثله مطلقان وكلاهما قد تزوج و انجب.. و زجوا به في مدرسة داخلية.. 

اجتمعا الرفيقان معه علي الحلوة و المرة كما يقولون..  اقتسما معا كل شئ الي ان رحل الصبا و ولجا الي عنوان الشباب.. 

الشهامة صفة انسانية يملك حاملها قلبآ من ذهب و لكن ليت كل البشر يقدرها البعض يدفع ثمن شهامته من حياته.. 

لاذلت تلك الليلة آوية الي ذاكرته جيدآ بات سكينآ في منزله منهمكآ في اعداد بعض التقارير الطبية التي سيقدمها الي المشفي صبيحة اليوم التالي..  

لفت انتباهه تلك الحالة - جواد - ذلك الصبي الطائش الذي قتل زوجته - يمني - و ابنه الطفل الصغير الذي لم يجاوز الثالثة من ربيع عمره - ليث - و هو في حالة ثورة هائجة لمعانته من ظروف مالية.. ثم انتحر بعدها فورآ.. 

بات يفكر في تلك الحالة لم ينسي انه يعرف - جواد - لانه رفيق - ريان - منذ ان عهده كان طائشآ متهورآ الا انه لم يتوقع ابدآ ان تصل به حالته الي ان ينهي حياته و حياه اسرته بهذه الطريقة الشنيعة... 

طرقات مدوية علي باب المنزل ولج - زين - الي الدركاة المدخل ليفتح الباب ليجد امامه صديقه - ريان - الذي بدي علي وجهه علامات الغضب و الوجوم الشديدين: 

مرحبآ - ريان - تفضل 

يدفعه - ريان - غاضبآ الي داخل المنزل..  

- ريان - ماذا حل بك ابتعد عني.. 

يحاول ان يفلت بجسده الا ان - ريان - ينهال عليه ضربآ...  

تدوي اصوات صراخ - زين - و هو يستعطف - ريان - يصرخ - ريان - و علامات الغضب ألية علي وجهه :

التقرير الطبي عن - جواد - و اسرته يجب ان تغييره الي حالة قتل عمد للأسرة جميعآ.. 

ماذا هذا مستحيل انا لن ابيع ضميري ابدآ.. 

و انا لن اقبل تظهر صورة رفيقي - جواد - رحمه الله قاتلآ امام الناس ابدا..  

و لكن تلك هذه الحقيقة ما تقول يعني ان نزج برئ الي السجن بتهمة قتل - ريان - و اسرته.. 

و انا لدي الحل اذن ستموت يا - زين - و اعهد بالتقرير لغيرك.. 

ينظر اليه - زين - و هو غير مصدق لصيانة رفيق العمر - ريان - دائمآ تأتي الخيانة ممن لا نتوقع... 

فلتقلني يا - ريان - لن امدد يداي بايذائك ابدآ فقد عاهدتها الا تقترف اثمآ.. 

سأقتلك بطريقة اخري سلامآ يا -زين -

ينصرف - ريان - تاركآ - زين - في حيرته.. رأي امامه ذلك الصبي الصغير - ليث - و هو يبتسم له ابتسامة حالمة و يشير له بيديه - ننتظرك يا - زين - 

نظر امامه و هو لا يصدق عينيه اما رآي حقيقة خيال اختفي الصبي في آن احد و - زين - لا يدر اما شاهد كان شبح!  

صبيحة اليوم التالي اتجه الي عمله في المشفي ليفاجئ بحركة غير طبيعية تجمعت قوات الشرطة و عند ولوج - زين - الي المشفي قبض عليه في الحال..

صرخ - زين - غاضبآ 

ماذا يحدث؟  

لدينا امر بالقبض عليك دكتور - زين - 

لماذا؟  

انت متهم بقتل السيد - ريان - 

لالا مستحيل...  انا برئ.. 

يعود - زين -  الي الواقع حينما سمع دق علي الباب كان الحارس - راجي - اتىآ بدي علي وجهه الوجوم: 

دكتور - زين - لديك زيارة.. 

لا اريد ان اري احدآ.. 

يولج الي الداخل دكتور - يوسف - رئيس المشفي.. 

- زين - انا اثق ببرائتك دعني اساعدك 

ينصرف الحارث مستئذنآ :

سأعود وقت انتهاء الزيارة.. 

لماذا تصر علي الصمت.. 

لا استطيع ان اخذل رفيق العمر وان خذلني... 

انا اعرف الحقيقة جيدآ لماذا لم تخبر النيابة بتهديد - ريان - اشعر انه مازال حيآ.. 

ساقول لك شيئآ و لا تخبره احدآ - ريان - حي و قد ارسل لي مع رفيق السجن - جهين - يسخر مني انه اودي بي الي السجن ظلمآ و هو الان غادر الي مدينة اخري و لا يمكنني خيانته و ان خانني.. 

لا انت تؤدي بحياتك الي الموت..

لان اموت شريفآ حرا شجاعآ احب الي من اعيش نذلآ مخادع خائنآ فاللهم شهادة في سبيلك 

لكن المحكمة لا تدر  ذلك هم يظنونك قاتلآ.. 

لا يعنيني ان تسوء صورتي امام الناس كل ما يعنيني ان اغار الدنيا طاهرآ امام الله.. 

يولج الحارس الي الداخل لقد انتهت الزيارة.. 

ينظر اليه نظرات وداع و الوجوم و الدمعات تترقرقت من عيناه.. 

يعود الي مآواه في الغرفة حزينآ شاردآ بعد رحيل الحارس - راجي - يشعر باختناق شديد يفتح المصحف لتقع عينيه علي الاية الكريمة { ففروا الي الله } و باتت  تلك الاية الكريمة باردآ و سلامآ علي قلبه آتته سكينة القرب من الله... 

صبيحة يوم الاعدام..  اذن المؤذن بصلاة الفجر بات دكتور - زين - يصلي الفجر جماعة مع الحراس يأمهم امام المسجد باتت قلوبهم سكينة في ذكر الله كان يدر انه سيتم اعدامه عقب تلك الصلاة الا انه لم يبال الا بذكر الله صغرت الدنيا و ذلت امام ما عند الله.. فرغ الامام من الصلاة و اجتاز الحارس - راجي - الي غرفة الاعدام.. في الممر الماضي الي غرفة الاعدام لن يبدي علي - زين - الا السكون و التسليم بقضاء. الله ولج الي غرفة الاعدام و اقترب منه الشيخ ملقنا الشهادتين ردد لا اله الا الله محمد رسول الله..  غلف عشماوي راسه بكيس و اعدم في الحال.. 

بعد عدة ليال مضت من حادث الاعدام اعتاب شعور الندم - ريان - بانه قتل رفيق العمر و اذهق روحآ ظلت صورة - زين تطارده في كل موضع.. 

ال الي وكيل النيابة يخبره بالحقيقة الذي بات مندهشآ في الحال.. 

باتت حكاية - زين - تمثل بطل شعبي عند اهل المدينة و رمزآ للإنسانية و الشجاعة.. 

لا تمض عمرك منتظرآ  تقدير الناس لك و لن يتحقق ذلك الا بعد وفاتك 

{ و للآخرة خير لك من الاولي } 







  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 09 فبراير 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا