دخل ابني علىّ الغرفة وأنا في حالة بكاء شديدة . للمفاجأة لم يسألني ماذا بي ، عاد مسرعاً ونادى على والدته التي حضرت في لمح البصر ، وجلست بجواري .
فقالت ما الذي حدث ؟. ما اصابك ؟. هل اطلب لك طبيب ؟. هل هناك من ابلغك بخبر سيء لا قدر الله ؟. اطمئن الست الوالدة ستكون بخير !.
كل هذا وأنا لا أرد فالدموع تغلبني ولا استطيع الحديث .
هنا طلبت من أبني أن يذهب مسرعا ليأتي بعصير ليمون من الثلاجة وعلبة المناديل . فقال لها ماما ألا تلاحظين أن العلبة بجوار بابا وأظنها فارغة !.
فقالت له من الواضح أن بابا استخدمها كلها ؟. على العموم اذهب بسرعة اشتري علبة اخرى من محل للبقالة المجاور، هنا تحدثت وقلت له ، لا يا بني لا تشتري علبة واحدة بل أشتري دستة سبعة علب !!؟.
نظرت الى زوجتي وقالت خيراً اللهم أجعله خير.. ماذا بك طمني !؟.
فقلت والدموع مازلت تلاحقني ، لقد انتهيت لتوي من سماع خطبة عصماء مبكية للشيخ (الجليل) عمرو خالد . لقد طالبنا بألا نشمت في قتلى الطائرة الروسية وضحايا السيول في الأسكندرية و البطالة التي طالت العاملين في قطاع السياحة ، كما ذكرنا بأن الشماتة ليست من الإسلام وقيمّه السمحة النبيلة ولم ينسى ان يوصينا أن نتصالح مع أنفسنا ومع الآخرين ، لأن القيم في الإسلام مطلقة وليست جزئية ، بمعنى أنه لا يجوز أن تحزن من أجل إنسان وتفرح في مصيبة إنسان اخر وإن خالفك في العقيدة !.
انتفضت من جواري و فقالت : بعد اذنك ، هل هذه الهرتلة هي التي تبكيك ؟. ولن احضر لك عصير الليمون واستخدم اي قطعة قماش جفف بها دموع التماسيح هذه !!. .
فقلت : اتهزئين من عموره (بيه) ؟.
لقد هزتني كل هذه المواعظ الطيبة !، فلم اتمالك نفسي أعذريني !!.لقد لامس كلامه اوتار قلبي وضميري لأني إنسان واحترم القيم الكلية والجزئية للإسلام !!.
عموره ...
حقاً إن لم تستحي فهرتل بما شئت .. !.
لقد ظهر عمرو خالد (الأمنجي) في احد ملاهي العسكر وهو يرتدي بدلة النفاق المعهودة عليه ، وفاجأ الحاضرين وامسك بالميكرفون والقي موعظة في غير محلها ، سالت لها دموع السكرى من مدمني منقوع عصير البيادة من اشباهه حين راح يستحث الناس علي عدم الشماتة في الأخرين وأن الإسلام دين إنسانية وعفو !!.
عمروه انت اكبر منافق علي وجه الأرض .
أين كانت إنسانيتك حين حرضت الجنود علي قتل معتصمي رابعة والنهضة وفي كل ميادين مصر ؟.
هل غابت إنسانيتك عن اطفال ونساء سوريا المذبوحة من جراء الراجمات الروسية ؟.
لماذا لم تمنح إنسانيتك للملايين لأهلنا في غزة حين خنقهم السيسي وعصابته وإغراقهم بالمياة واغلق المعابر إرضاءً لبني صهيون ؟.
لماذا لم تمطر إنسانيتك على حالات الإغتصاب التي كانت تتم في سجون سيدك السيسي ؟.
هل تعطلت إنسانيتك عن عشرات الألاف المسجونين في سجون كلبك الأكبر السيسي ؟.
أين كانت إنسانيتك من عشرات المئات المختفين قسرا و المختطفين من بيوتهم ؟.
هل قبرت إنسايتك وانت ترى فتاة (إسراء الطويل) مصابة في ظهرها يتم سجنها لشهور بلا جريرة ؟.
أين كانت إنسانيتك وأهالي الأسكندرية يستغثون ولماذا لم تتبرع لمن تضرر منهم وانت تمتلك الملايين ؟.
سحقاً لحقارة ووضاعة حين تتمسح بثياب الإنسانية وهي منها ببراء .
-
رزق محمد المدنياتعلمون من انا؟؟اتجهلون من أكون؟؟ ... انا الذي علمتني سورة الصف النظام .. وللتوحيد وجهتني الاخلاص والأنعام.. والحجرات ادبتني بأخلاق الاسلام عــلمتني الحيــاة ، أنا لا أبيــع " هيبة الصمــت " بالرخيص من الكـلام ، فالكـلا ...