والعمر يجري مسرعاً
وهذه الأيام والأعوام تمضي ..
نشر في 15 يناير 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
بطبيعتنا البشرية نتعلم دائماً من تجارب الآخرين فكيف إذا تحولت هذه التجارب إلى خبرات نستمع إليها من كبار السن خاصة الجد ،والجدة .. إنها الحكمة ،والرحمة.
يوماً ما كنت أستمع لحديث قاله جدي قبل وفاته بعامين تقريباً : يا ولدي مرت هذه الدنيا بتفاصيلها كأنها حلم .. جدي الذي كان يناهز الثمانين من عمره يقول : "كأنها حلم" .
الآن يا جدي بدأت أدرك ذلك عندما مشيت في الثلاثين أشعر بالعمر يركض هرباً تزوجت، ورزقت طفلة بعد رحيلك ،واشتعل الرأس شيبا .. وبالرغم من ذلك لا زلت شاباً في منتصف العمر أكتب قصتي وأدرك أن الأيام ،والسنين تطوى طي ،وأن الموت لا يفرق بين أحد يأتي فجأة وفي أي وقت مع ذلك أعيش الدنيا بتفاصيلها الكبيرة، والصغيرة بالحب ،والأمل ولتذهب أفراحنا ،أحزاننا ،ضحكاتنا، دموعنا، و مشاعرنا التي امتزجت وأصبحت ذكريات مع الرياح المسخرة علها تصل إلى قلوب من سيأتي بعدنا محملة ببذور الخير ،والنماء لتنبت الأزهار ،والرياحين.
و مضى على رحيلك يا جدي أكثر من أربعة أعوام وسيمضي على رحيلي يوماً ما أعوام لكن تأكد بأن ما نصحتني به من حكمة سيصل لمن بعدك بإذن الله .. نم قرير العين فكيف لا ؟ .. أتذكر عندما قلت لي يا ولدي سوف أدخل الجنة .. قلت لك وهل بالمستطاع نتمنى ذلك إن شاء الله ، ثم قلت يقول الله تبارك وتعالى في الحديث: (أنا عند ظن عبدي بي) وأنا اظن أنه سوف يدخلني الجنة بفضله.. رحمك الله يا حبيبي وموتى المسلمين .
-
mohammed alhashimطالما أنت على قيد الحياة.. ازرع شجراً تترك أثراً بعد رحيلك.