دلفت حنان الغرفة بعد أن تحققت أن كل شيء على ما يرام ، حاولت أن تسترخي وتقنع نفسها أن ذلك الصوت مصدره قطة مشاكسة ، إستلقت على سريرها و تنفست بعمق ، أغمضت عينيها ثم غطت في نوم عميق،

حنان..حناان.. استيقظي يا كسولة ستتأخرين عن المدرسة

كانت الخالة أمينة تنادي على ابنتها من داخل المطبخ ، نهضت من فراشها و هي في حالة كسل ، تحس أن جسدها مخدر ولا تعلم السبب ففراشها جد مريح و لم تقم بأية أعمال مرهقة!!

بدلت ثيابها على عجل و همّت بالخروج أوقفتها امها وهي تقول:

حنان ألن تفطري معنا؟! اجابتها حنان بصوت متعب: لا .. لا أريد أن آكل شيئا ، أحس بمغص .. اجابتها أمها بامتعاظ : طبعا هذا ما يحدث عندما تأكلين صحن العدس البائت على الساعة الخامسة صباحا!! ارتبكت حنان و استغربت من كلام أمها ثم قالت لها: لكنني لم آكل شيئا هذا الصباح!؟ و منذ البارحة و أنا أغط في نوم عميق كأنني مخدرة! تفاجأت أمينة من رد ابنتها وقالت اذا من قام بتسخين طنجرة العدس! عندما استيقظت لأداء صلاة الصبح وجدت مكان الموقد ساخن و الطنجرة كذلك! وقد سألت البقية و لكنهم اجابوا بلا! أحست حنان أن الدم في عروقها قد تجمد، ابتلعت ريقها و تسمرت في مكانها ، تذكرت ذلك الصوت ، وتلك الهمهمات التي سمعتها أغمضت عينيها ثم خرجت تركض دون توقف ..

وصلت إلى المدرسة دون أن تنتبه لمسافة الطريق ، ولجت إلى الصف مرتعبة و تحس أن نفسها يكاد ينقطع، رأتها فادية فذهبت تسألها ما بك؟ أطاردك كلب أم ماذا ! قالت حنان : ليته كذلك!

هنالك شيء غريب يحدث في البيت ،

سألتها فادية و علامات الإستفهام تملأ دماغها : ما هو هذا الشيء؟ اهلك بخير؟

حنان: نعم كلهم بخير، لكن..اعتقد أن لصا يسكن معنا ، أنا خائفة

ثم قصّت عليها ما يحدث معها كل ليلة، نصحتها فادية أن تخبر أهلها و أن يترقبوه الليلة ، فكان ما قالته فادية .

ظل الجميع يترقب اللص لكنه لم يأتِ !! دلف كل إلى غرفته ونام

إلا حنان فهي متأكدة ان شيئا ما يحدث ، كانت مرتعبة جدا نامت بصعوبة بالغة ،

وفجأة استيقظت تركض في كل أرجاء المنزل تحاول الوصول إلى كأس ماء و تصرخ أيقضت الجميع بصراخها كان وجهها يزداد زرقة و عيناها جاحظتان كأن احدهم يطبق على رقبتها بكلتا يديه ، الكل في هلع لا يعلمون ما بها ، ثم فجأة وقعت على الأرض مغشا عليها ،

أصبح هذا الامر يتكرر في كل ليلة مذ أن قصّت ما حدث معها لفادية و عائلتها،كأن شخصا ما يريد ان ينتقم منها لإفشائها السر...يتبع