عادة ما آوي إلى الكتابة في لحظات حزن، وكذلك هذه المرة.
منذ فترة، ظننت ان تغييري لرقعتنا الجغرافية المشتركة، سيكون فأل خير على نفسي، وانني سألقي بك في سلة النسيان، لكن حبل اطمأناني كان قصيرا.
كان أخر عهدي بك اعوام مضت، لم أرك بعدها، و لم تزوري ذاكرتي حتى. لست أذكر أي شيء يتعلق بك، هنالك في سجل ذكرياتي، ثقب يمتد على فترة لا أدري كم كانت. وان حاولت استحظار ذاكرتي، فلن اجد سوى احداث قلة تخصك. على اي، ذاكرتي منهمكة بما أصابها من صفعات.
ككل مرة، اجول أرجاء الحي، شارد الذهن غالبا. إلا أن مر على مسامعي صوت لم يكن بالغريب على أذناي. التفت ذات اليمين وذات الشمال، عسان اهتدي إلى صاحب الصوت.
جحظت عيناي عندما رأيتك، اضحت ملامحي تشيئ ببعض الحنين، رغم الاعصار الدائر في حلقي، التزمت الصمت. لوهلة توقف الزمن، وعم صمت لا قبل لي به.
ترجلت من شرودي، وناديتك عدة مرات، إلا انك لم تنتبهي، او تعمدت ذلك. لم يكن لي سوى ان الحقك مهرولا، فقد انسبت مع المارة، ولم لعد لك أثر. رؤيتي لك، أذكت جذوة الامل التي خابت في نفسي. بعض لحظات، بعض ان ادركت سخف محاولاتي إجادك، وخفت وهج الامل في نفسي،ادرت ظهري ومضيت. كانت أحلامي، التي بنيت في لحظات، تتهاوى.
استقر بي المقام ثانيا، عند رأيتك مرة أخرى، ركظت مسرعا تجاهك، ومسكتك من يدك، ظلت معالمك خالية من كل تعبير غير الاستغراب، وقبل أن تتفوهي بكلمة، رن منبهي الهاتفي، فاستيقظت من حلم لن انساه.
عدنان الامغاري