عقارب الساعة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

عقارب الساعة

  نشر في 20 أكتوبر 2016 .

نستيقظ صباح كل يوم لنؤدى مهام يومنا الرتيبة التى من شدة رتابتها حفظناها ولم يعد أداؤها يمثل لأحدنا أى مشكلة فهو يوم يمضى كأى يوم آخر ..

فربة المنزل تقضى يومها فى تنظيف المنزل وتنظيمه وإعداد الطعام للزوج والأولاد .. ومن تعمل تقضى يومها فى عملها حتى تعود منه ظهراً لتبدأ المرحلة الثانية فى يومها من إعداد الطعام والإتيان باولادها من المدرسة .. وغير المتزوجة قد تقضى يومها فى العمل ثم تعود منه منهكة هى الأخرى تطلب النوم والراحة .. أو إذا كانت لا تعمل فقد تقضى يومها بعدة وسائل وسبل أخرى من زيارة الأقارب والصديقات والتسوق أو حتى السعى للزيادة فى العلم من ماجستير ودكتوراه وغير ذلك ..

كل هؤلاء يسعون لشىء واحد ومطلب واحد لا غير .. أن يمضى اليوم ويمر ..

وما يغيب عن عقولنا هو أن اليوم سيمر حتماً بأى حال من الأحوال حتى لو قضيناه صامتين متأملين السقف ، لكن السؤال المهم هنا هو .. كيف مرّ .. وكيف كان ؟

كل يوم يمضى فى العام يحمل ذكرى ميلاد أحد ما فى مكان ما من الأماكن ، فغداً ذكرى مولد صديقتى .. وبعد أسبوع ذكرى مولد أختى وهكذا ، الأيام تتراكم لتكوّن أسابيع .. والأسابيع تتراكم لتكوّن أيام .. والأيام بدورها تتراكم مكونة شهور .. والشهور أعوام .. وكله يُحسب من عمر الإنسان ، فمن عاش عشرين عاماً مثلاً قد لا يعش مثلها .. ومن عاش أربعين قد لا يعش حتى الخمسين ..وشمعة العمر تحترق بانتظام حتى تنتهى فى وقت لا يعلمه إلا الله ، ونحن مازال كل شغلنا الشاغل هو أن يمضى اليوم ويمر ولا تهم الوسيلة التى يمضى بها ، ومازال هناك العديد من الناس الذين يشغل بالهم كيف يضيعون اليوم ، بل ويتفنن البعض فى إيجاد سبل مختلفة لتضييع الوقت حتى ظهرت لفظة ) فن تضييع الوقت ) على ألسنة العديد ممن حولنا وهذا فى حد ذاته يثير العجب ، كأنك تجد إنساناً يخرج ما فى جيوبه من مال يحتاجه ويلقيه على الأرض بلامبالاة متخلصاً منه ، فرصيد الإنسان فى الدنيا هو عمره وأيامه..

وهو بنفسه من يسعى للتخلص منه وإنهاؤه بشتى الوسائل!!

وهؤلاء حتماً الذين يتفننون فى إضاعة الوقت والعمر لا يعرفون الهدف من الحياة ولا يعرفون لماذا خُلقوا أصلاً ، بل نجد على ألسنة العديد منا يتردد لفظ ( أهيه أيام وبتعدى ) نعم هى أيام لكن .. كيف تمر وكيف تمضى ؟

اليوم هو رصيد الإنسان ورأس ماله فى الدنيا ، فلنجعله يمر إذن وقد فاز الإنسان منه بشىء ولو يسير ..فلا نجعل يومنا يمر بدون أى عمل صالح ولو ضئيل .. ولو كان بسمة فى وجه مسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ) ولو كلمة طيبة ..

فاليوم الذى يمضى بلافائدة وبدون أى طاعة أو عمل صالح هو حقاً اليوم الضائع الذى يستحق البكاء على ضياعه ، ولا أقصد بكلمة طاعة تلك ما نعرفه من الطاعات من صلاة وصدقة وتسبيح .. بل الدائرة أوسع من ذلك بكثير .. مثل قيامكِ من مجلس غيبة وتركك له مخافة الله .. ومن ترك المزاح مع الرجال والتبسط معهم فى الحديث تقوى لله .. ومن أخت طلبت نصيحتكِ فى مشكلة أو أمر ما أو حتى كانت مهمومة وذكرتِ لها كلمة واحدة خففت عنها ما هى فيه ..

ومثل سلام باليد منكِ على أخت قامت بإيذاءكِ .. أو جلسة نسائية أمسكتِ فيها عن الغيبة وإفشاء أسرار بعض صديقاتكِ .. أو طفل صغير ابتسمتى فى وجهه .. أو لحظة أمسكتِ فيها غيظكِ وغضبكِ طاعة لله .. أو ساعة من وقتكِ تصدقتِ بها لحل مشكلة احد معارفكِ ..أو بسمة قمتِ برسمها على شفاه أحد ..

فأبواب الخير كثيرة لا تعد ولا تحصى وماذكرته مجرد امثلة قد تبدو بسيطة لكن ثمارها جميلة جداً .. فمن منا لم تؤثر به كلمة أو نصيحة أو حتى ابتسامة من شخص لا يعرفه وكانت سبباً فى يوم من الأيام لصلاح حاله ؟ ومن منا لا يقتنى فى منزله كتيباً أو مطوية صغيرة أعطاه إياها شخص لا يعرفه من عدة أعوام وكانت الخطوة الأولى لتغيير حياته بأكملها !!..ومن منا لا يذكر جملة سمعها فى مجلس ما ذكرها من لا يعلم بمشكلته وكانت سبباً فى حلها بأكملها !!

لو جرّب كل منا هذا الأمر وألا يمر عليه يوم بدون أى طاعة صغيرة فسيكون حتماً حقق معنى العبودية التى من أجلها خلقنا الله ..قال تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ) (57) الذاريات ..ووالله هذا وحده ما يحقق للمرء سعادة لا حصر لها ويشعر بقيمته لا كما نقول لأنفسنا حال الاكتئاب ( لا فائدة لى فى الحياة ) بل لنا فائدة وأهمية كبرى لكننا نغفل عنها ..

فالعمر يمر والأيام تمضى كما هى لكن الأجمل .. أنها تمضى فى طاعة الله .. فتمضى فى سعادة .. وفى رضا .. وفى عبادة


  • 1

  • أميرة توفيق
    خريجة كلية الزراعة جامعة القاهرة - احب الكتابة جدا منذ الصغر
   نشر في 20 أكتوبر 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا