لا دموع مع الحب (1)
هيام فؤاد ضمرة
فيكَ قرأتُ مزاميري
وفي ملاذِ نبضِكَ
أقمتُ صلاة تعبدي
وتسابيحي
وهذا الكف الذي
صافح لغة إشارتي
شهد قيام وِتري
وهمسِ تراتيلي
ورحتُ أطوفُ حولك
سبعاً
ألملمُ عن مبسمك
شغفي
وأحبُك أطراف مناديلي
لا دموع تَنساحُ تبللها
لا رمد
يدُقُّ بالعُيُونِ مَساميري
أسألُ القلبَ عنكَ
والعقل فيكَ مُنشغِلٌ
يُشاغِبُني صَوْتكَ
ليَعزِف في ليلي
لحنُ وسني
ويرسمكَ شغفاً
ليس يَقدرُ أنْ يُشافيني
تُحيلني أسيرة مع قيدِ وجدي
أفترشُ فيكَ أضلعي
لأكتشفني بالقيدِ فيكَ
تَنشطِرُ جُملة ظنوني
لستُ أعرفُ فيك مبتدأ
كوني مِنْ كوانين
وأنا التي تبَعثرَ فيكَ جُرمي
فصرتُ أقتات
شَغفي فيكَ بشراييني
قد عشقتُ رحيقَ الزهرِ فيك
حين وِدَادِك يَقطفني
لتسقيني العيون مِنكَ
كأس شهدي
فأترنحُ كالسكارى
لا أتبين ليلي من نهاري
ولستُ أستدِلُ في أيهما
يثورُ النبضُ لتحتويني
********************************************
لا دموع مع الحب (2)
لا نوافذ تشرَّعُ للغياب
إذا ما عصفتْ الريحُ
وغدوْتَ للعِشقِ أماً وأبا
وشِفتاكَ تُرَدِدُ إسمي
ولا تقبل لغيرِ هذا
الإسم تردُدَا
فلا تحجبني عنكَ أسوارٌ
ولا عيني تغيِّبك عن ذي الرُبا
أبدا
زرَعَكَ العِشق جذوراً بقلبي
وأطلقَ بعقلي أورَاقاً وزَهراً
يُثمرُ بقلبي الشذى
وأعذاقك تفترشُ جسدي
كلما واتاكَ الربيع
وأطلقَ فيكَ الندى توَدَدا
يا قلبك الذي تفتَّحَ زهرهُ
يا عيناكَ التي عانقتْ الرُبا
ورقي ما زال يزهو بخضرته
وما زال قلبي يرتع فيه الصبا
فاغرفْ من نبضي شهداً
ومتِّع عينيكَ على ما اغتذا
وقل لحدقتيكَ هيت مرآيا
تتبدى في عينيك
سحرُ المرايا وانعكاسُ المدا
سوفَ أسكنكَ وإنْ لم تسكني
وسوف أأثثُ فيك
الذي يرتديه أفق وجدي
إذا ما النبض بداخلي عصفا
ليس يُرضيني منكَ طيفاً
ولستُ أقبلُ فيكَ
غير طفلي الذي إذا ما بكى
اهتزتْ أرضُ مدينتي
وانهارَ البناءُ غير أسِفا
*****************************************
لا دموع مع الحب (3)
أيا صقراً هبط هوناً على أعنابي
أيا طيراً يحومُ بفضاءِ مِحرابي
أنتَ الوليفُ إذا ما تبادلنا الأنخاب
فاملأ كأسي نبيذَ العشق
واسقيني ما يَستقيه خَمر الرِضَاب
وانعشْ قلباً جَفَّ ماء نبضهِ
وأقفلَ بالمزلاجِ ذاتَ يوم أبوابهُ
وادفعْ الحياة بأنحائِهِ
كي تُعيدَ في عَقلي صَوَابي
واذرو على لهفي مواد حريقي
وأشعلْ بموقدي عُذوق لبلابي
كي أكون أنثاك التي
تعطر شهدها
فنسجَتْ خيطَها بقعرِ السَّحاب
وصنعتْ عالماً حالِماً
لتسطرَ في شعرِها
بيتاً مُلفعاً بالضباب
فامزجني بأنحائك أكن لك
ملجأ ود
حين تنغلقُ دونكَ كلّ الأبواب
فليس قابيل مرتع اختبار
ليذبح قلبي ووتري
ويواري جثماني
فأنا التي تسترجع من الطفولة
نبضها
حين يحتضنَها صوت الرباب
فأقول بكَ قولي
فلا يغرنك أنْ في قولي
بعض عذابي
فلست أطلب لناري رماداً
ولست أنوح وجعاً
كلما تعثرتْ بلا جدواكَ
أسبابُ اغترابي
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية