ذهبتُ كما الإتفاف بيننا .. في تمام الساعة السادسة والنصف ، في المقهى المعتاد .. عندما أهم بالذهاب ل رؤيته أذهب قبل الموعد بنصف ساعة أجلس وأتامل المكان ، تأخذني تخيلاتي إلى البعيد .. حتى يأتي في هذا الوقت النادل ليقطع عليّ حبل تخيلاتي وأستفيق على صوت السراب الذي أعيشة ليقول ما طلبات الآنسه .. أخبره أنني أنتظر شخص ..
وما هي إلا دقائق حتى وصل ساجد ( لم أقم مسبقاً بالحديث عنه لكنه هو الشاب العشريني الطموح ذو العلاقة القوية مع المقاومة أخبرني ذات مرة أنه يقوم بتنفيذ مهام خطيرة لدرجه أنه قد تودي بحياته إلى الهاوية في غفلةٍ منه ،
رأيته أول مرة في المكتبة عندما كنت أقتني الكتب من أجل المنخفض الجوي القادم ، كان لقاء عابر بين بائع كتب ومشتري .. صادفته عدة مرات في عدة أمسيات عقدت ، كنت أحرصُ على حضورها ) "
لم تطول جلسته معي كثيراً بل إنها لم تتعدى العشر دقائق حتى اتاه ذلك الإتصال لينهض بسرعة .. ويقول أنه لديه أمر طارئ الأن وعليه الذهاب ، أنا اعذرة ..
فهناك الأهم فالأهم .. ذهبت خلفه .. لكن لم أستطع اللحاق به والحديث إليه بأي شيء ﻷن الرصاصة كانت أقرب إليه ..
كان كمين يراد به إيقاع ساجد ووقع به فعلاً .. إخترقت القميص الذي يرتديه لتدخل إلى بطنه .. إخترقت قلبي قبل ان تخترق قلبه ،عندما تم نقله أخبروني بأنه إن نجى من الموت تكون هذه معجزة إلهيه ..هو لم ينجو ولم يحظى بالمعجزة الإلهيه .. أخذته بين يداي ، وعجزت عن البوح بأي كلمه لأن 28 حرفاً لم يسعفونني لاقول حرف، صرخت به ، ناديته ، ضربته ، لكنه لم يستفيق على أي من ندائاتي ..
أخبرته بكل كلمه كان عليّ ان أخبره بها ..
لقد تم تنفيذ المهمه على أكمل وجهه .. ﻷنه ما هي إلا دقائق من وصولنا المشفى حتى تم الإعلان بذلك الخبر .. لخبر وفاتك أتصدق ؟! لا لا أريد أن أصدق !! كيف أصدق وأنت من عشر دقائق كنت تقف على قدميك ، والأن ؟! حل الشتاء باكراٌ وأصبح كل ما حولي معتم والهواء لا يكفي ليملئ رئتي ! أشعر بالإختناق ! أصبحت الصورة من أمامي غير واضحة ! مشوشة ! وليس بيديّ سوى الصمت ! وأنا صرت إكّبر !
كان أول مكان جلست وإياك به أخر مكان إلتقط أنفاسك الأخيرة به .. !!
هذه هي المعجزه بذاتها ..