رواية كوما للكاتب والمترجم الفلسطيني د.حسام رمضان، تقع الرواية في 166 صفحة من القطع المتوسط وقد صدرت عن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع، تميزت الرواية ببساطة الطرح وجمال الصياغة وسلالة اللغة، وتعمق الكاتب بإظهار مشاعر السارد الذي هو نفسه بطل الرواية، يحملنا الكاتب في هذه الأوراق إلى عالم الأمل والتفاؤل حينا، وفي نصوص أخرى نهبط معه إلى عالم اليأس والإحباط وكأنه يعزف على وتر الألم والأمل معاً، فنرى هذه المعاناة لوجوه القيم الإنسانية في صراعه النفسي ومما يختلج في صدره من بواعثه النفسية منذ البدايات.
تمتد أحداث الرواية على مدار عقدين من الزمن تبدأ في أواخر التسعينات وحتى ما بعد حرب 2014 على غزة، وتدور أحداث الرواية حول مراهق عاشق يدعى وسام يقع في حب سلمى ابنة الجيران ولكن ضعف الدراسة وفقر الحال والمستقبل المجهول والمكائد التي تدبر له تشكل عائق أمام هذا الحب، حال وسام كحال الكثير من الشبان الذي يعيشون في بلاد يلفها الحرب، كما نلاحظ أن الأب له دور مهم في الرواية، وبالرغم من واقعية الرواية ولكننا نرى استحضار لشخصيات أسطورية في ثنايا النص.
يأخذنا الكاتب جولة معه للتعرف على المعالم السياسية والثقافية والاجتماعية والتاريخية لعدة مدن فلسطينية، وكانت نابلس وحاراتها القديمة لها النصيب الأكبر في الرواية ثم استحضر غزة في ثنايا الأوراق وما عانته من المصائب، كما نرى في الرواية ما يسمى بالكوما حيث يقول الكاتب: سأعود للحياة مرة ثانية حينما تصبح كما أراها هاهنا الآن، يسمع المرء ولا يتأثر، يدعو له الناس من صميم القلوب، لا ضجيج ولا صراخ، سكينة واطمئنان، رعاية واهتمام، لا حسد ولا كراهية، أعدكم أنني سأعود مجددًا، فجسمي هو المحاصر، لكن روحي مازالت تتوق للحياة.
-
سهام السايحمؤلفة كتاب كأنه سديم وكتاب عمر مؤجل