تُعجبك الألقاب و تَنْتَشِي لسماعها و تنزعج إذا سُحِب مِنك أَحد ألقابك.
و كأنك جئت للحياة تبحث ضمن ما تبحث عن لقب..
لو كانت الألقاب تُباع و تشتري لذَهبت لشرائها ..
فهذا يفتخر بلقبِ عائلتِه و لسان حاله يقول أنا ابن الأَكْرَمِين سليل الحَسبِ و النسبِ.
و ذاك مأْسُور بلقب مهنته و طالما كان يحْلم بهذا اللقب الذي سيصنع له وضع آخر فوق البشر.
و آخر وجود لَقبه في صبغةٍ دينيةٍ و كتبها بالخط العريض الحاج فلان أو الشيخ فلان لعل الناس يُصيبهم نفحة من كرماته.
و هذه فرحت بحرمِ فلان باشا و أم فلان بيه.
مع أن الباشوية و البكوية قد أنتهت و لكننا مازلنا ندور في إطارها.
قد تمنحنا الحياة ألقاب و قد تنزع منا ألقاب و قد نسعي بكل جهد للحصول علي لقب و لكن ما يجب أن ندركه أننا جميعا لآدم و آدم من تراب.
و كما قال الإمام علي رضي الله عنه:
الناسُ مِن جِهَةِ التِمثالِ اَكفاءُ ...أَبوهُمُ آدَمُ وَالأُمُ حَوّاءُ
فَإِن يَكُن لَهُمُ مِن أَصلِهِم شَرَفٌ...يُفاخِرونَ بِهِ فَالطينُ وَالماءُ
و لا أقول أن الألقاب عيب فقد لَقَّب رسولنا الكريم كثيراً من أصحابه فهذا سيف الله و هذا أمين الوحي و هذا ذو النورين و هذا حَبر الأمة و هذا الصديق و هذا أسد الله و هذا الفاروق و كثير و كثير..و لكن هذه الألقاب لم تزد في أصحابها إلا تواضعنا و ذلاً و انكساراً لربها.
و لم نسمع عن أحدهم أو روي عنه قول ( أنت مش عارف أنت بتكلم مين؟!)..كما هو حالنا الآن.