في كل صباح فيروزي مليئ بأشجان العصافير ونسمات الفجر التي تغازل أغصان الأشجار تجلس تلك العجوز بحلتها البيضاء على شرفة حجرتها تنتظر رجلها الذي بات انتظاره طقسا من طقوس الصباح ، رغم أنها ناهزت الخمسين عاما إلا أنها تمتلك أمل كبير بعودته والإختباء بأحضانه..
تتربع هذه العجوز بين ذكرياتها معه وبجانبها تقنط عكازتها التي شهدت عليها لحظات الإنتظار ، وترسو معها أمانيها اللانهائية في أزقة قلبها الضعيف والنصب...
في خلال رحلتها إلى عالمها الصغير وبين زوايا ذاكرتها الكهلة عادت بالزمن خمس وعشرين عاما إلى الوراء حيث اليوم المشؤوم الذي إجتاح فيها قلبها عاصفة عرقلتها وجعلت منها عجوزا في مقتبل العمر ، وأصبحت إمرأة أرملة عذقت روح زوجها أثناء الحرب...
ولكن قلبها لم يتقبل خبر وفاة رجلها وكانت موقنة بأنه سيعود إليها حي يرزق وباتت تجلس كل يوم على عتبة النافذة تنتظر إما جثة هامدة أو رجلا يحمل بين طياته وتر الحب...
لقد كبرت العجوز وبدأ ظهرها في الإنحناء وإنتشرت التجاعيد بوجهها وإستطاع عجزها أن يستحوذ على ذاكرتها ليجعل منها جسدا دون روح ، أصبحت تعيش أيامها بروح يعتريها السأم كأرض يباب إنقطع عنها الحياة...
وبدأ محرابها يكتظ بأشباح الموت معلنا نهاية الأمر برمته لتقذف روحها إلى السماء السابعة حيث تبدأ نكسة جديدة وإنتظار جديد بأنين الأمل.
التعليقات
تحيتى اليكم
لديك مفردات لغوية جديدة ،
إضافة إلى الألفاظ السهلة التي استخدمتها وتعبيرك السلسل ،
ابدعتي يا صغيرتي في مجال القصة ، اتمنى ان ارى لك مؤلفات قصصية في المستقبل القريب ....
موفقه ``
أحب قلمك كثيراً :)
ننتضر مقالك القاادم خيتو " بالتوفيق "