نستيها - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

نستيها

فرصة اخرى

  نشر في 26 نونبر 2017  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

"نستيها"هكذا قالت نور ابنتي ذات العامين وهي ترى  والدها وجدتها يغادران المنزل،"نشتيها"بالعامية هي احبها.

لم تكن تدري اننا امضينا الليلة في المستشفى ولم نعد الا فجرا،لا تعرف معنى المرض ،معنى كبر السن او معنى الموت.

طفلتي تعرف من يحبها ،تعرف من يخرج حبة حلوى ليرى بسمتها ،تعرف نظرة الاعجاب في عيني جدتها وتمشي متمايلة ،مفتخرة ،تقترب منها وترمي نفسها في حضنها،وبحروف مكسرة،توصل الفكرة الى جدتها ،تخبرها بكل دلال انها تحبها،"نستيكي"(احبك).

هل نوصل افكارنا الى من نحب ،هل تعبر كلماتنا عن احاسيسنا ،ام ان الواقع مملوء بتفاهات تشغل تفكيرنا بكل مساوئ اقربائنا ،حتى لا نكاد نرى فيهم ميزة نغفر لاجلها اخطاءهم البسيطة،لا نتذكر اجمل اللحظات و احلى الضحكات ،فقط نتوقف عند كلمة او نظرة او تصرف قد يحمل بين ثناياه سبعين عذرا،التعب ،كثرة المشاكل،كبر السن،قلة الوعي،..اعذار لو التمسناها لكانت حياتنا ابسط واجمل.

كانت الاسرة كلمة مقدسة ،خويا ،ختي ،هكذا ينادون بعضهم البعض ،احترام ومودة،عندما ارى معاملة راقية ،وادبا تزينه مودة ادرك كم تهنا وضيعنا مفهوم الاسرة الكبيرة،حتى نتذكر امام سيارة الاسعاف بان هذه المرأة تجمع اسرة بكاملها،حكمة وتربية قويمة ،جعلتها تقف امام كل مشقات عالم سرق التسامح والمودة.

والدتك ،هكذا سالتني الطبيبة وهي تعلم سلفا بانها ليست والدتي وكانها رسمت بابتسامتها لي وانا اخبرها بانها حماتي  اعجابها بلهفتي على هذه المرأة المسنة.لم تكن تدري بانني كنت اشعر بالذنب لانني شعرت بانني لم اوفها حقها،بانني تمنيت ان لا تغادر لاحادثها اكثر ،لنخرج اكثر ،لاهديها قارورة عطر، لنشاهد اخر الاخبار لوقت اطول،لكي اتعامل مع شخص مسن بصبر اكثر،بحب اكبر.عندما يتوقف جهاز قياس ضغط الدم عن تسجيل ضغط الدم لانه تعدى قياساته،نقيس مشاعرنا حين نتمنى ان لا ينقطع خيط الامل...

ولا  ينقطع ،فرصة اخرى،بل فرصتين،درس اخر  ، بل درسين ،اثنان في واحد ،هكذا يكتبون في الاعلانات التجارية ،ساكتب اعلانا تجاريا ،استغلوا الفرصة الاولى حياتكم و الفرصة الثانية حياة من تحبون لتخبروهم كم تحبونهم ،استغلوا كل لحظة لتقاسم فرحة ،لتبادل بسمة،لنسج ذكرى جميلة في اذهاننا،فرصة اخرى لنصلي بخشوع ،لنصوم غدا...غدا وليس بعده،لنقرأ القرآن حالا و ليس بعد قليل ،فكل شيء يحدث فجأة ،نمرض فجأة ،يموت من نحب فجأة،نموت نحن فجأة،فليكن يوم الفجأة على الاقل يوما للحساب و الندم على اخطائنا ،ولكن ليس يوما للوم انفسنا على عدم بذل المزيد من اجل من نحب، اجتهدوا لتسعدوهم،اخبروهم كما فعلت نور بانكم "تستيوهم"(تحبونهم).






  • 4

   نشر في 26 نونبر 2017  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

عمرو يسري منذ 6 سنة
خاطرة رائعة . نحن بالفعل نحتاج أن نتعلم من الأطفال كيف نعبر عن حبنا و إمتنانا للآخرين فهذه قيم نفتقدها في عالم الكبار لجحود البعض أو لعدم قدرة البعض الآخر على التعبير عن مشاعره .
يعجبني استخدامك للمصطلحات العامية مثل (نستيها) و (راني زعفان) في المقال السابق فهي تضفي مزيداً من السلاسة و القرب من الكاتب على الكلام .
بالتوفيق و في إنتظار كتاباتك القادمة .
1
Salsabil Djaou
الكلمة هي نشتيها و كتبت نستيها كما ينطقها طفل صغير يتعلم الكلام ،فعلا نتعلم من الاطفال كيف نعبر عن احساسنا ،كيف نسامح ،وكثيرا من المشاعر البريئة،اعترف بان تشجيعك لي كان سببا مباشرا في تعزيز ثقتي بكتاباتي ،وهذا راي اغلب كتاب المنصة ،خاصة بعد مقالك الرائع عهد الكتابة ،والذي يمثل دفعة ايجابية لكل كاتب مبتدئ،اشكرك
على قراءتك وعلى تشجيعك ،في انتظار كتاباتك ايضا ،وفقك الله،

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا