للذنب صور كثيرة و في الحقيقة للذنب هيئة واحدة تختلف العقول في تجسيدها …
بهذه الجملة البسيطة أستطيع بداية المقال و ختامه فهي فكرة أكثر من كونها مجرد عامة عن الذنب و كيف يراه الناس ، الذنب لم يكن إطلاقا يقتصر فقط على الديانات السماوية أين يتجنب المرء المتدين القيام به لمجرد ارضاء ربه ، هذا في حالة ان كان ربه موجود حقا…
المذنبون كثيرون في عالمنا البائس و إن قدمت لكم التعريف التقليدي للذنب فأنا سأكون من مسج الخيال أكتب ، يقولون أن الذنب هو عمل يستوجب الإدانة و العقاب و انا لا أرى اي عقاب له في زماننا هذا و يقولون أيضا أنه إثم و جرم ومعصية لكن حروف الكلمات تختلف و المعنى واحد.…
في الحقيقة أنا مذنب ، و انت مذنب ، و كل شخص أعرفه او لا تعرفه مذنب ، فلو لم نكن جميعنا مذنبين لكنا انا و انت لفي حال أفضل في لحظتنا هذه ، ربما لم تفهمني بعد و هذا ذنبي لأنني لم أصغ أفكاري كما يتطلب الأمر ، أرأيت؟ الذنب يكون غير واضح وهلة لعقلك الى ان تختلط أفكارك بأفكار الآخرين فيصبح الأمر الطبيعي ذنبا و الذنب أمرا طبيعيا إن أرادوا ذلك ، فكل امرء غافل يرى نفسه في الطريق الصواب ولو أزهق نفسا بغير حق.
فالقاتل المهتاج و السارق المحتاج و كل انسانٍ مضطر شاربٍ للأجاج يرى أعلى الذنوب سافلها رغم كون بعض الأسباب أحيانا سخيفة عندما يكون القلب قد انشق النور منه و استحال ظلمة و سوادً …
و على ذكر هذا سأقدم لكم المذنب الذي قمت باختياره لهذا المقال الملقب بالذئب أو "مجنون أنغارسك" انه الشرطي ميخائيل بوبكوف الأب و الزوج الصالح لعائلته و القاتل لأكثر من ثمانين امرأة على مدار حوالي 20 سنة حيث كان من أشهر السفاحين الروسيين دموية و وحشية قبل أن يحكم عليه بالمؤبد خلف قضبان السجن سنة 2012 بسبب محاولاته التخلص من النساء اللاأخلاقيات حسب زعمه…
فحسب نظر السفاح كان على أشد من الحق و الصواب بفتكه خلال السنوات المتتالية لعشرات النساء الفاجرات منهم او الصالحات و هذا يختلف حسب رؤيته لهم...
فما أكثر البريئين المذنبين للناس و ما أعظم المذنبين البريئين لأنفسهم ، فرحماك بهم يا رب.