اطول الموائد - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

اطول الموائد

في العراق هناك مائدة طويلة جداً ولكنها رغم ذلك مخفية عن الاعلام ولم ولن يتجرء احد على اضافتها الى غنس للارقام القياسية لان صاحب المائدة اكبر من غنس وارقامه القياسية.

  نشر في 31 ديسمبر 2016 .

تكلم عن ملك او كريم غني، تكلم عن شيخ عشيرة او زعيم قوم، تكلم عن دولة عظمى مواردها لا تعد ولا تحصى، رغم كل ذلك فانهم لو ارادوا ان ينفقوا الاموال لمد مائدة من الطعام تكفي عشرة ملايين انسان لعشرة ايام وبثلاث وجبات، مع تنوع الطعام والحلوى والفواكه، فانهم سيعجزون بلا شك، فليس هناك مقدرة على جمع هذا العدد الهائل واطعامه، فالعقل يرفض ان يستطيع اي شخص او دولة ان تطعم هذا العدد بهذه الكيفية.

كم برأيك ستكلف هذه المائدة؟ فلو فرضنا ان كل شخص كلفت وجبات طعامه لليوم الواحد 5 دولارات، فانه لعشرة ايام 50 دولاراً، وللعشرين مليوناً سيكون المجموع مليار دولار ، وهذا الرقم كبير جداً لبعض دول العالم.

بعد كل ذلك هل سيظن احد ان هناك مائدة ستمد بهذه المواصفات؟ ومن سيدير هذه المائدة؟ ومن سيدفع لها الاموال؟

في الحقيقة نعم هناك مائدة اكبر مما ذكرت، مائدة يصل طولها الى 80 كم تمتد من محافظة النجف الاشرف الى محافظة كربلاء المقدسة، تستمر في تقديم الطعام لمدة 25 يوماً متواصلة، وتقدم كل انواع الطعام من كافة الاصناف، الخبز والرز واللحوم الحمراء والبيضاء، البيض والخضار والفواكه، الحلويات والاكلات الخفيفة والسريعة، المشويات والمقليات، الشراب الدافئ والبارد.

لا واكثر من ذلك فان الطريق فيه خدمات كاملة، من المبيت والحمامات والتدليك والطبابة واي خدمة كالاتصال والانترنت، وكل ذلك مجاني!

يصل عدد الزائرين في هذه الفترة الزمنية الى 25 مليون شخص من كافة الاعمار والجنسيات والاجناس، وهذه المائدة عامرة كل عام في نفس الوقت وبنفس العطاء.

هل عرفتم لمن هذه المائدة؟ وما سر بقائها واستمرارها وزيادة بركاتها؟

انها مائدة سبط رسول الله ص واله، مائدة الحسين ع الذي استشهد في شهر محرم الحرام عام 61 هجرية، وهو يدافع عن الاسلام وحرمته، مطلقاً كلمته المشهورة "هيهات منا الذلة" ليواجه في اول ثورة اسلامية اعداء الدين والمستكبرين والطغاة، ويشهد قتل اصحابه وابنائه وابناء عمومته واخوته، وقتل ابنه الرضيع بين يديه، ومن ثم يمثل بجسده الطاهر ويقطع رأسه ويدار به من بلد الى اخر، وتسبى عيالاته ونسائه.

وبعد كل هذه السنوات فان الثورة الحسينية مازالت تفور في قلوب المؤمنين، فالشخص الذي علمنا الحرية يستحق ان نسير له، ورغم كونه استشهد الا ان مائدته تمتد كل عام رغم كل الصعاب.

ورغم ان العبودية قد انتهت ولم تعد المتاجرة بالبشر جائزة، الا ان هناك عشرات الالوف من المؤمنين قد سجلوا انفسهم خدمة للحسين ع، يؤدون الخدمة على احسن وجه دونما مقابل او اجر.

لا توجد اي فروض او اجبارات، الكل متطوع، الكل يرجوا رضا الله عز وجل، الكل يبذل المال والمجهود في سبيل احياء ذكرى شهادة الحسين ع، اكراماً لرسول الله الاكرم ص واله الذي قال فيه "حسين مني وانا من حسين احب الله من احب حسيناً".



   نشر في 31 ديسمبر 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا