عن خلق محمد صلى الله عليه وآله سلم تجيبنا زوجه عائشة رضي الله عنها - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

عن خلق محمد صلى الله عليه وآله سلم تجيبنا زوجه عائشة رضي الله عنها

النبي صلى الله عليه وسلم قرآن يُحتذى بأخلاقه

  نشر في 22 يناير 2015 .

      إن محمّدا صلى الله عليه وآله وسلم أعظم من أن يصفه أيّ كتاب غير كتاب ربه جلّ في علاه؛ الذي وصف خلقه فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، وأيّ وصف أكمل من هذا الوصف، أن يكون محمد بشهادة من ربه جلّ جلاله عظيما في خلقه، فقد استوعب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيّ وصف آخر أعظم وأكمل وأحسن.

يأتي سعيد بن هشام إلى عائشة رضي الله عنها، وقد استبدّ به الشوق إلى معرفة خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليتّخذ منه سمتا وأسوة، وشرْعة وقدوة؛ فيقول لعائشة رضي الله عنها مُخبرا عن سؤاله، متلهّفا إلى معرفة الجواب الشافي لعيّه والكافي لسُؤْلِه:

نص السؤال:

قال سعيد بن هشام رضي الله عنه: سألت عائشة رضي الله عنه فقلت: "أخبريني يا أم المؤمنين عن خلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟"، وفي لفظ قال: "سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"، وفي لفظ قال: "أتيت عائشة أم المؤمنين فقلت: أخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟"، وفي لفظ قال: "حَجَجْتُ فدخلت على عائشة، فسألتها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟".

نص الجواب:

أجابت عائشة رضي الله عنها سعيدا بن هشام قالت: "أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟"، فقال سعيد بن هشام في تأكيد تعلّقه بالقرآن الكريم كلام رب العالمين؛ الجامع لكل خلق عظيم اقتبسه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتَزَيّا به: بلى، وفي لفظ قالت عائشة رضي الله عنها: "أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟"، فأجابها جازما من غير تلكّؤٍ أو تردّد: "نعم".

وبعد أن تأكدّت وتيقّنت عائشة رضي الله عنها من تعلّق السائل الحريص على كل خير دلّ عليه محمد صلى الله عليه وآله وسلم بدستور الأخلاق الذي بُعث به محمد صلى الله عليه وآله وسلم بشيرا وهاديا، أجابته دون تردّد: "فَإِنَّ خُلُقَ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ الْقُرْآنُ"، وفي لفظ قالت: "كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنُ"، وفي لفظ آخر يبدو منه أن عائشة رضي الله عنها لم تنتظر فيه جواب السائل سعيد بن هشام حتى يُؤكّد لها قراءته للقرآن الكريم؛ لتجيبه دون مَهَلٍ: "كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنُ. أَمَا تَقْرَأُ: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)".

كُتُبٌ تَصِفُ النبي محمّد صلى الله عليه وسلم

إن للعلماء في حب نبي الله تعالى محمد صلى الله عليه وآله وسلم أحوال، وإنّ من أحوالهم في ذلك أن جمعوا لأمة الإسلام ما ثبت من صحيح وَصْفِهِ وخصائصه وشمائله عليه الصلاة والسلام، إن ما تعلّق منها بجميل خِلْقَةِ طلعته البهية، أو دمث أخلاقه الزكيّة، أو هدي سنّته التشريعية من عقيدة وعبادات ومعاملات، أو أحوال حياته العادية؛ من ملبس وأكل ومشرب ومسكن ومركب، وحُسْن رِفْقةٍ وصُحْبَةٍ، فكل ما وصل بأسانيده الصحيحة نقله إلينا هؤلاء العلماء العامرة قلوبهم بحب محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

قال أبو الفداء إسماعيل بن كثير: "قد صنّف الناس في هذا قديما وحديثا، كتبا كثيرة مفردة وغير مفردة، ومن أحسن من جمع في ذلك فأجاد وأفاد الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى بنِ سَورَة الترمذي؛ أفرد في هذا المعنى كتابه المشهور بـ "الشّمائل"..." ؛ يقصد: "الشمائل المحمدية"؛ ويعني بالإمام الترمذي: صاحب السّنن.

بل نجد أن ابن كثير نفسه ألف كتابا في الشمائل؛ فكلامه الذي سقته مقتبس من مطلع مدخل كتابه: "شمائل الرسول وبيان خلْقه الظّاهر وخُلُقه الطّاهر"؛ وقد اعتمد فيه على توْليف الإمام الترمذي؛ حيث يملك الإمام ابن كثير بخصوصه إجازة متّصلة السند إلى الإمام الترمذي نفسه، وقد صرّح بذلك، كما صرّح بأنه قد اقتبس منه عيونا ونقولا، وفي ذلك يقول: "ولنا به سماع متّصل ٌ إليه، ونحن نُورد عُيون ما أورده فيه...".

وممن كان لهم اهتمام بخصائص النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشمائله الخُلُقية والأدبية: الحافظ أبي محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان الأصْبَهَاني المعروف بأبي الشيخ؛ فقد ألف كتابا ترجم له بعنوان: " كتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه "، صدرت له طبعة في العام 1972 للميلاد، حقّق وكتب حواشيها الشيخ أحمد محمد مرسي؛ الذي أُجيز بسند متّصل إلى الإمام الأصبهاني صاحب الكتاب البديع؛ ساقه قائلا:

"روايتنا لهذا الكتاب: نروي هذا الكتاب عن شقيقنا الحافظ أبي الفيض، عن الطيب بن محمد النِّيفر التونسي، عن محمد بن علي السنوسي، وعن شيخنا محمد إمام، عن والده إبراهيم السّقا، كلاهما عن ثعيلب، عن الجوهري والملوي، عن عبد الله بن سالم البصري عن البرهان الكوراني، عن الصفي المدني، عن الشمس الرملي، عن الزين زكريا الأنصاري، عن الحافظ ابن حجر العسقلاني، عن الصلاح ابن أبي عمر، عن الفخر ابن البخاري، عن ابن اللبان، عن الحداد، عن الحافظ أبي نعيم، عن الحافظ أبي الشيخ ابن حيان الأصبهاني".

وعن فضل الكتاب وقيمته العلمية يقول الشيخ أحمد محمد مرسي محقق الكتاب والمُجاز فيه: "...وكتاب أخلاق النبي وآدابه من أمتع الكتب في هذا الباب، وأغزرها مادة. وهو أوسع من كتاب الشمائل للترمذي، إلا أنه على نفاسته، ظلّ مغمورا في زوايا النسيان، مطمورا في بطون بعض المكتبات، لا يعرف عنه شيء. إلا ما يوجد من نقل عنه في بعض المؤلفات، حتى أذن الله له أن يظهر، وأراد لكنوزه وجواهره أن تنشر، يسّر لذلك أسباب، وإذا أٍراد الله أمرا هيّأ أسبابه".

كتبه: د/ عبد المنعم نعيمي.

أستاذ بكلية الحقوق- جامعة الجزائر 1

naimi.abdelmounaime@gmail.com


  • 3

  • عبد المنعم نعيمي
    وما من كاتبٍ إلا سيفنى *** ويُبقي الدَّهرَ ما كتبت يداهُ *** فلا تكتب بخطك غير شيءٍ *** يَسُرّك في القيامة أن تراهُ
   نشر في 22 يناير 2015 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا