حِوار بين متدين وملحد.... حِوار بين الآن والمستقبل .. كلاكيت تاني مرة ..؟؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

حِوار بين متدين وملحد.... حِوار بين الآن والمستقبل .. كلاكيت تاني مرة ..؟؟

  نشر في 19 غشت 2015 .

بقلم الكاتب المحامي : إيهاب ابراهيم  -


تدور أحداث هذه القصة الإفتراضية بين فترتين زمنيتين بين عام (2012) وعام (5012) أبطالها شخصان الأول متدين من الزمن الحالي والأخر ملحد من الزمن المستقبل وهما شخصان من عامة المجتمع قد يكونا أي شخصين ربما أنت عزيزي القارىء او أنا ..!

وكان صباح يوم جديد إستفاق الرجل المتدين على صوت الأذان فنهض مسرعاً الى الحمام ليتوضىء وبعدها قام بفرش سجادته تمهيداً لأداء صلاته المفروضة عليه ككل يوم من أيام حياته الروتينية وكأنه يدور في حلقة مفرغة او أن الزمن يعيد نفسه ويلتف على محوره ..؟

بعدها قرر الرجل أن يقرأ بعض المقاطع من كتابه المقدس والذي إعتاد على قراءته كما كل يوم بإعتبار ذلك من أقدس الأعمال التي يقوم بها الرجل الملتزم دينياً .. وخلال قيامه بواجبه المقدس شرد الرجل بعض الشيء وخيّل إليه أنه انفصل عن الإحساس بالزمان والمكان ركز قليلاً فرأى من بعيد ضوءاً شديد السطوع ما لبث أن تضاءل حتى برز من خلاله رجل مثله يرتدي لباساً عصرياً فأخذ يتمتم ببعض العبارات ..والآيات الدينية ثم وجه حديثه الى ذلك الرجل قائلاً : هل أنت من الإنس أم الجان ..

لحظة من الصمت .. عندها أخذ الرجل المتدين يستعوذ بربه ويردد عبارات غير مفهومة .... لحظة وترددت بضع كلمات من الشخص الغريب قائلاً : مرحباً كيف حالك ..

المتدين : أعوذ بالله من أنت ..؟.. وكيف إقتحمت عليّ خلوتي مع ربي هل أنت إنسي أم جني ..

الملحد : أنا رجل مثلك وإسمي يحيى وقد أتيت من كوكب الأرض ومن أنت ..؟

المتدين : أنا اسمي عبد الله وقد كنت أصلي واناجي ربي وأقرأ في كتاب ربي المقدس عندما إقتحمت عليّ خلوتي آلا تستحي يا رجل لقد ألحقت بي ذنباً عظيماً .. من أرسلك هل هو الشيطان اللعين ..؟؟؟

الملحد : أولاً أنا لم أقتحم عليك خلوتك .. أما عن ذلك الشيء الغريب الذي كنت تقوم به فلم أفهم قصدك بالتحديد هل يمكن أن توضح مقصدك

المتدين : بماذا تهذي يا رجل هل أنت غبي أم تحاول استغبائي لقد كنت أصلي وأدعو ربي الذي خلقني وخلق هذا الكون الواسع بما فيه أنت وأمثالك من الجاحدين المتغابين أم تريد أن تقنعني بأنك لا تعرف ما هي الصلاة والعبادة ..!!

الملحد : لحظة واحدة فقط ... مع من كنت تتكلم والى من كنت توجه حديثك أنا اعتقدت بأنك كنت تخاطبني .. لا تقل لي بانك كنت تخاطب الفراغ او الخلاء وإلا أضحكتني منك ..

المتدين : لا حول ولا قوة إلا بالله .. يبدو أنك شخص سفيه وستتعبني كثيراً ألم تدعو ربك يوماً ما ... يبدو لي بأنك من أولاءك المتعجرفين والمنكرين لله وكتبه وأنبياءه .. أنتم أساس الشر في هذه الدنيا واستغرب كيف أن الرب القدير لم يفنيكم ويبيدكم عن بكرة أبيكم حتى نستريح منكم ومن هرطقاتكم ..( مع أننا ندعوه ليل نهار في ذلك ) .!! يقول هذا في الكلام الأخير في باطنته ..

الملحد : انا استغرب هذا الحديث منك وأنت تعيش في القرن الواحد والعشرين .. هل من المعقول أنكم ما زلتم تعتقدون بتلك الخرافات والأساطير آلا تتابعون الأبحاث والإكتشافات العلمية التي تثبت وتؤكد يوماً بعد يوم بأن هذا الكون لا يتسع لإثنين إما نحن البشر او تلك الألهة المزعومة .. إن أسلافنا وأجدادنا هم من أوجدوا تلك الأرباب ونحن بإعتبارنا ورثتهم قمنا بإحالتهم على التقاعد والمعاش .. حتى أنهم في الماضي البعيد كانوا يعدون بالعشرات ومن ثم تناقصوا تدريجياً حتى وصلوا الى واحد !! .. فما المشكلة في إختفاء هذا الأخير كما اختفى أقرانه وأشباهه .

المتدين : ألا تخشون من غضب الإله العلي القدير وإنتقامه منكم أيها الكافرون المتغطرسون .. حين يُنفخ في الصور يومها ستودون لو أنكم لم تولدوا في هذا اليوم يوم الوعد الصادق ستتلقون صنوفاً وألوانا من العذاب لم تسمعوا بها من قبل يوم تُسقون الحمم السائلة الملتهبة في أحشائكم وتذوقون العذاب الكبير يوم يُنكر الأخ أخاه والأب ولده حينها فقط ستعلمون أي منقلب ستنقلبون ..يومها ستكونون أنتم وسلالاتكم في الدرك الأسفل من السعير المشتعل في ذلك اليوم العظيم الذي سيظهره الرب على رأس كل العباد لتعلموا ايها الخونة مدى خذيكم وعاركم ..

الملحد : استغرب هذا الكلام اللاعقلاني من شخص لديه ملكات عقلية مثلك ويدعي أنه شخص مٌحب للخير أمّا عن ربك العلي القدير فأستغرب تركيبة هذا الإله المزاجي العصابي صاحب الأهواء الذي يغضب ويلعن وينفعل ويفتعل بالبشر كل هذا الجنون والإرهاب فهو بهذه الحالة يتحلى بصفات بشرية بحتة فهو يغضب وينفعل ويلعن ويقطّع الأوصال ويمشي وراء غريزة إنتقامية تذكرنا بعقلية الإنسان البدوي الذي قرأتم عنه أنتم في كتبكم وذممتموه في الكثير من أشعاركم إنه إله يشبهكم .. وهو لأكبر دليل على أنه صنيعة أيديكم ومخيلاتكم المتطرفة ...

المتدين : أعوذ بالله لقد ازداد يقيني بأننا أصبحنا في نهاية الزمان وأن الساعة آتية لا ريب فيها كما أخبرنا ربنا المنتقم الجبار .. أنتم وتبجحاتكم لقد أفسدتم عقول الناس وسممتموها بهذه الأفكار الشيطانية لعنة الله عليكم وعلى أمثالكم وأشباهكم من الأبالسة والشياطين لقد فسدت البلاد والعباد من ورائكم ...

الملحد : يا صديقي وأخي في الإنسانية نحن نعيش في القرن الواحد والخمسين وهنا لا وجود لهذه الاقاويل والأساطير نحن قوم نعتمد على العقل والأبحاث العلمية والمخبرية ومن ثم نقوم بتطبيق ذلك على أرض الواقع لقد سبرنا أغوار الفضاء الخارجي وقمنا بإنشاء عدة مستوطنات في الكثير من الكواكب الأخرى وخارج حدود المجرة ..

يا صديقي إن الشمس تشرق وتغرب بإرادتنا لقد قمنا بتصنيع عدة شموس اصطناعية تضيىء كل الجوانب المظلمة من كوكبنا .. وبواسطة المعارف التقنية توصلنا الى تصنيع أشخاص شبيهة بالبشر تقوم بكل المهام الأساسية لراحة ورفاه الإنسان وهي مزيج من البشر والألة ..

المتدين : أعوذ بالله لا بد وأن ابليس اللعين قد تقمص في جسدك او أنك بعت روحك للشيطان إن ما تنطق به ما هو إلا هرطقات ووساوس الشيطان الذي يغوي البشر من أمثالك ... عليك بالتوبة وإستغفار ربك لعل وعسى أن يغفر لك هذه التعديات والتطاولات على الذات الالهية ...!!

الملحد : إن ما تقوله لم يعد ينطلي على أحد إن ما ترددونه وتعتنقونه من أمور غيبية وغريبة لم يعد صالحا ً للإستعمال في زماننا فهذه الكتب التي تقدسونها وتتبعونها أصبحت موجودة في المتاحف وتستعمل كقصص وحكايا للترفيه وأحياناً تُحكى للأطفال قبل النوم ..

إن ما تتحدث به كتبكم تلك تؤدي في النهاية الى الهلوسة وانفصام الشخصية هذا اذا ما تحدثنا عن الأثار الكارثية الاخرى كالتخلف الإنساني والمعرفي على كافة الأصعدة .. نحن في عصرنا هذا توصلنا الى معرفة أصول نشأة الحياة في هذا الكون بشكل يتناقض تماماً عما هو مذكور في قصصكم وكتبكم .. الامراض غير موجودة عندنا وأصبحت من التاريخ نحن على بعد خطوات من أن يصبح الإنسان خالد بعد القفزات النوعية الهائلة في علوم الوراثة وتقنيات النانو تكنولوجي .. كل شيء عندنا له تفسير علمي ومنطقي أما المعتقدات الغيبية وتلك السخافات التي تتناحرون وتتنازعون عليها لم تعد موجودة إلا في قصص الخيال والتشويق التي يشتريها أطفالنا بعد تعديلها وحذف كل العنف والشرور الموجودة فيها ..

المتدين : متوجهاً الى ربه .. يا ربنا لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا وارحمنا من هذا الإبتلاء العظيم ونجنا من عذاب النار أما هذا الإبليس اللعين الذي ضل الطريق ربما وضعته في طريقي لحكمة ما لا نعلمها نحن الضعفاء وما عِلمنا إلا ما أنت علمتنا إياه فتولانا وارحمنا فأنت مولانا يا أرحم الراحمين أما أنت أيها الشيطان اللعين فإنصرف بإذن الله الى جهنم وبئس المصير ...

الملحد : قبل أن أذهب أريد أن أقول لك شيئاً هاماً أتمنى ان لا تأخذ منه موقفا مسبقاً قبل أن تعقله وتتفهمه عليك أن تكون مستعداً دائما ًلتقبل أية أفكار وآراء لا تنطبق او تتوافق مع معتقداتك وخاصة اذا كانت مطابقة للواقع والعلم لأن إنكارها هو إنكار للوجود وأن لا تقيسها بمقياسك الزمني والمعرفي المحدود وإلا سيأتي اليوم الذي تشعر فيه بأنك وأمثالك خارج التاريخ والزمن والجغرافيا ولن تنفعك الدعاوات والإستخارات التي إندثرت مع ظهور العلوم الحديثة والتقانات التي توثق كل صغيرة وكبيرة مؤكدة بأن السماء لم تكن يوماً عوناً للبشر بل كانت وبالاً عليهم وقد أعاقت تقدمهم في كثير من البلاد وجوهر القضية أن الإنسان هنا موجود لخدمة أخيه الإنسان في هذه الحياة رغماً عن أنف السماء وساكنيها المزعومين .....

وهنا إستفاق المتدين من أحلام يقظته التي إقتحمت عليه خلوته مع ربه .. كان مزعوراً وشاحباً وأخذ يتصبب عرقاً وأحس بالبرودة .... في تلك اللحظة كانت الكثير من المشاعر والأحاسيس والأفكار المتضاربة والمتناقضة تدور في خلده لكنه فجأة قرر حسم أمره فإنتفض واقفاً وهرع مُسرعاً الى الحمًام مرة أخرى ليعيد وضوءه بعد هذا الرجس الذي لحق به وأفسد وضوءه وصلاته ولسان حاله يردد بشكل هلوسي .. استغفر الله ..استغفر الله ... إرحمنا يا رب ونجنا من عذاب النار وأبعد عنا وسوسات الشيطان الخناس الذي يوسوس في صدور الناس ولا تتوفانا إلا ونحن مسلمين ...؟؟؟

اللاذقية 12\11\2012

 www.facebook.com/ihab.ibrahem.54

www.twitter.com/ihab_1975

e.mail:ihab_1975@hotmail.com

gmail:ihabibrahem1975@gmail.com



   نشر في 19 غشت 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا