مراجعة رواية الرجل الذي ابتلع نفسه.. بقلم أسماء حسين - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مراجعة رواية الرجل الذي ابتلع نفسه.. بقلم أسماء حسين

اقرأها، وانصح من تُحبهم بأن يقرؤوها

  نشر في 17 غشت 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

عن الكاتبة

أسماء حسين من مواليد أغسطس 2001، من اليمن تحديدا من عدن وعلى قولها: "أنتمي إلى عدن… وأنا منها كالسمكة من البحر، ما إن أخرج منها حتى تنقطع أنفاسي".

تُدوِّن بصورة شبه يومية في مُدونتها “مدونة لافندر” حيث المُحتوى المُسهب والفلسفة المُكتسبة.

عن الرواية وبعض التعقيبات

الرواية من 140 صفحة تُنهيها في جلسة واحدة فالنص جذاب واللُغة سلسة وسليمة. أحداثُها في مدينة عدن، تحكي قصة سالم الرجل الذي ابتلع نفسه.

هذا السالم ليس بإنسان اجتماعي أبداً، قد أُشبههُ بشخصية "إليوت ألدرسون" من مسلسل "السيد روبوت" في بعض السِمات، كالإنحشار في الذات والمشي في بواطن الفكر الشبيه بالحُفرةِ المُضلمةِ.

بعد واقعة البئر المُكللة بزيجة فاشلة، فقد الأمل بالزواج أو بالأحرى لا ولن يتزوجَ بدونِ حب.

عائشة -زوجة الأنف ذكره- امرأة فاضلة ذات جمال باهر مع مثالية تتماشى مع يبتغيه سالم من كمال.

قصة أحباء (أبطال قِصتنا) غير سامة -أي لا تحوي مشاهد صراع العروش- وفي سرد سليم من بعدين (تفكير ذكوري ونسوي) مما يدل على ذكاء الكاتبة الاجتماعي والعاطفي.. تم توضيح معنى أن يكون المرء خارج عن الأمر المفطور عليه وهو الروح الاجتماعية والاحتكاك ببني جنسه.

بين البياض والسواد -لم ألتمس المنطقة الرمادية- كانت أجواء الرواية هادئة حتى بعد صيرورة سالم منفتح ولم يعد بالبالع نفسه فقد الْتٓقى بشمسه المنيرة عائشة الشاب الرشيقة المُتسلقة.. وعلى قول الشاعر الكبير أبو نواس: "من النهد الأبكار بديعات الحسن والجمال".

عندما تكون إنسان مُفلس اجتماعياً، ستتذكر هذا الإفلاس وتشعر بتلك الغُبطة نظرا لأجواء الراوية الاجتماعية و/أو البدوية.

القصة حقيقية -كما نوهت الكاتبة- وعلى ما يبدو أن البطل متوفي.

أعجبني الانتقال التسلسلي في الأحداث لكن لم تُعجبني العُجالة، شعرت بتسارع واضح.

غصنا في شخصية سالم وابتلعنا نفسنا بدورنا، لكن لم نغص في شخصية عائشة فصراحة لا أدري الكثير عنها، سوى أنها زوجة سالم والقارئ الكريم سيُعجب بها بعد قِراءته للرواية.

حصلت على رصيد لغوي عدني لا بأس به فمثلاً، أتمنى لك أن تُصبح "امحريو" يوماً ما، طبعا في حالة لم تكن إنسان عدمي يائس من الحياة.

اقتباسات راقت لي

لطالما أردت عيش قصَّة حب، ولم أعرف ماذا يعني هذا بالضبط، ولكني أختبره الآن، شيء من حياة، حياة حياة.

إنني لا أعرف سوى نفسي، شكلي وعقلي وفكري وحلمي وطريقي، كل شيء يخصُّني وحدي، إنني لم أكن يوماً إنسان كفاية كي أسمع ماذا يفكر الآخرون، أو كيف هو شكلهم، أو ماذا يحلمون، كنتُ غارقاً جداً بنفسي، للحدِّ الذي نسيتُ به فطرتي التي تدعوني للامتزاج مع الآخرين.

أحتاجك، إني أحتاجك بكل أنانية ولهذا أنا خائف، خائف أن أبتلعك كما فعلتُ مع نفسي، إن داخلي ليس آمن، أبداً ليس آمن، أرجوك أحتاج أن أعطيك هذه الرسائل، يجب أن أفعل، يتوجَّب عليك قراءتها قبل أن تأتمني نفسك معي، لا كلا، لا أريد أن أبتلعُكِ ليس هذا ما أريده... هناك حل وحيد لكل هذا، أرجوك ابتلعيني.

ولعلَّ دعائي الدائم بـ "ربِّي اهدني صراطك المستقيم"، قد أنقذني فوهبني إياك وجعلك خريطتي نحو الحياة، نحو الشروق، نحو إيمان أكبر بالسقوط والنهوض، نحو الأمل الذي لا يزال موجوداً ما دام الإله الرحيم في سمائه يرعانا...

كلمة أخيرة

خِتاماً، وبعين قارئ ومتابع مُتبصر لكل جديد المحتوى والنشر العربي، وبالأخص ما تُبدعه أنامل الصاعدين أمثال الأستاذة أسماء، أقول: أنَّ أعمال مثل رواية الرجل الذي ابتلع نفسه.. فن، فن يحتاج للدعم والصقل.

أنصحك بمطالعة الرواية وعمل مراجعة لها لتساهم في دعم وتشجيع الكتاب ممن لا يدخرون جهد في إفادتنا وإمتاعنا.

الكاتبة قامت بفعل جد طيّب وجعلت الرواية بشكلٍ مجاني، لذا يمكنك تحميلها من هنا.


  • 4

   نشر في 17 غشت 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

كم أنا محظوظة ، محظوظة جدًا يا منير ، بهذه المراجعة التي جعلتني أتنفَّس بعمق و أبتسم ، لطيفة جدًا ، حدَّ أني تعلَّمتُ منها درسًا ، و هو أن المراجعة المُنقَّحة ، المراجعة التي تكتب بتؤدة ستكون أكثر وقعًا ، و أكثر ثقة ، أنا فخورة جدًا بقراءتك لروايتي البسيطة منير ، لقد كنتُ بانتظار المراجعة بفارغ الصبر ، و ها أنا أقرأها عشرات المرَّات بدون كلل أو ملل ، و مع أنَّك قلت بأنها ليست طويلة إلا أنها كذلك حقًا ، أطول من هذا سأصاب بنوبة من اللا تصديق
2
محمد999
أهلا أسماء،
قرأت تعليقك بالكامل على الإيميل المتعلق بحسابي في مقال كلاود، لا أدري لِم لٓم يظهر بالكامل هنا.
عموما تعليقك لوحده يحتاج لمراجعة (أمزح) وفقك الله وشكرا على كلماتك الطيّبة. وصراحة أخاف -بعض الشيء- من فكرة أن أصير "محريو"!

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا