طريق نحو السماء - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

طريق نحو السماء

  نشر في 15 أبريل 2018 .

...

خالية من الألوان،منفصلة عن طينتي،عيناي تلتقط قطرات المطر المنيرة من السماء وتجففها على جفني،كما٠ يجفف البحر أجساد عابريه من أرواحهم ويمحو جميع أحلامهم..

أنا أمحو كل أحلامي بسيجارة من الأوهام أحركها في الهواء حركات سرمدية كالحمقوات أرسم بها بيتا في السماء، أنتظر أن يفتح لي أحدهم لكن لا روح تفعل...

 أترك السيجارة مشتعلة الخيال بالشرفة،يرتفع دخانها كأفعى هندية ملبية لترنيمة ناي يعزف على أوتار نفَسي، تخرج من كبوة أعماقي ،زاحفة في  زرقة السماء ومتخطية بياض الغيوم   متبعة أهواء جنوني، تنتصب برأسها الأسود  على عتبة البيت...تنتظر مني أن أصعد لكنني لا أفعل..ليس أقله  الان...

أطفئ السيجارة،أغلق سلة الأفعى أعيدها حيث اعتادت عيناها الضلام وحواسها السكون،أنهي كل هذا الجنون  وأدخل

أنا في الغرفة،

كل شيء هنا في فوضى،كل شيء هنا يغرق،الأرض والمحيطات..الكواكب والنجوم..الأجسادوالأرواح..الجنةوالجحيم..طهري ورجسي

ذنوبي وحساناتي..هنا في غرفتي كل شيء يناقض نفسي  يهوي

ويسقط بداخلي،يتعدى روحي يوحي بموتي..

أبحث عن أي شيء لألفظه خارجا كما يلفظ البحر الموتى.. وكما تلفظ الام ابنها الى الحياة ..بكل غضب بكل ألم وبكل شعور ممكن مختلط

لكن الأجساد كثيرة وحملها أثقل وروحها كئيبة..

تتلاطم الاشياء داخلي  تلاطم الامواج بالصخور

.. يغرق اليابس في المياه ويغمر البحر ارضي

،يتسلل الماء الى الغرفة

يتساقط قطرة قطرة في كل مكان حولي  وفوقي إلا داخلي

كل جسدي أزرق مبتل ويقطر بالمياه...

أركض الى الشرفة مرة أخرى حتى أجفف نفسي أسمح للشمس بأن تتسرب إلى أمسي..ألقي نظرة هناك لكن لا شيء غير الغبار..بعض الرماد ..بقايا أوراق محترقة...كلمات مبعثرة...المكان  أكثر هنا ويحرق رأسي يصلب روحي  ويأكل الطير من جمري وأنا ضئيلة بحجم حبة الرمل..كل روحي هنا جافة قاحلة تفتقر إلى قطرة ماء..

 بيدين مرتعشتين أدرك أين أكون.. أشعل سيجارتي الأخيرة..أعزف للأفعى الخاصة بي لحنا منسيا...أرسم بيتا ثم أصعد للسماء


  • 5

   نشر في 15 أبريل 2018 .

التعليقات

آلاء بوبلي منذ 6 سنة
كتاباتك عميقة والتشبيهات كتير حلوة ، مبدعة اتمنى لك التوفيق .
1
أميمة الدرڨال
شكرا كثيرا لك يعني هاذا لي الكثير أتمنى لك التوفيق أيضا
علي العربي منذ 6 سنة
خيالك خصب حقّاً، وأمّا تشبيهاتك فيتجلّى فيها حظّ كبير من الإبداع. هل تدخّنين كثيراً؟ ههه لم يكن بين سيجارتك الأولى وبين الأخيرة غير أنك رميت الأولى وأشعلت الثانية. تحيّتي لموهبتك الّتي اتوقّع لها مستقبلاً مشرقاً.
0
أميمة الدرڨال
شكرا لك كثيرا لتعليقك الجميل،والطريف في الأمر أني لم أدخن يوما بحياتي لكن بخيالي ألتهم السجائر فكما قلت بين سيجارتي الأولى والأخيرة غير أن رميت الأولى وأشعلت الثانية.
Salsabil Djaou منذ 6 سنة
أميمة يا أميمة ، خيالك خصب و لكنه مرعب ، كلما تذكرت الصورة التي اخترتها لمقال سابق لك وكيف انني اخفيتها بيدي حتى اتمكن من قراءة كلماتك ، تذكرينني بتوتري وانا اشاهد "الجمعة 13" لألفريد هيتشكوك ، القارئ لمقالك يتوتر ،يترقب ، هل انت ما تكتبين او انك هاوية لأفلام الرعب ، عبارات متميزة "أسمح للشمس بأن تتسرب الى امسي"...،و غيرها ، هل سأقرأ لك مقالا بنفس الروعة وأقل غموضا ورعبا من السابقين ،سأنتظر التفاؤل و السعادة بين كلماتك "بشفتين مبتسمتين المح من أكون ،أطفئ سيجارتي الأخيرة ،اعزف بقلمي لحن الخلود ،أرسم الى آخر لحظة وردة ..حتى وروحي صاعدة الى السماء"،دمت بألف خير وسعادة صديقتي .
3
أميمة الدرڨال
هههه اه يا صديقتي سلسبيل تشبيهك لما اكتب لفلم الرعب ذالك هو أمر حقا طريف أضحكني لم أتخيل أبدا أن نصوصي مرعبة لتلك الدرجة أنا أعتذر حقا أنك اضطررت لتغطية ابصورة مع انني أنتقي صوري بشدة كما انتقي الكلمات في خواطري...أحببت تعليقك كثيرا أنه مختلف شكرا لك كثيرا على هذه الجرعة من الأمل والتشجيع أعدك أن أنشر نصا قد يليق بأعجابك يتحدث عن شيء لم يسبق وان تحدثت عنه اعدك انه مختلف...دمتي بألف خير وكل عام وانت بخير❤
Salsabil Djaou
وانت بألف خير اميمة ،عيدك مبارك.

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا