من الحب ما قتل ومنه ما يثير الجدل, هنا داخل اطار الحب في زمن الكوليرا حدث حب يثير الجدل قصة عاطفية ابدية اذا لم اقل اسطورية سطرها قلم الاديب الكولومبي غربيل كارسيا ماركيزا في هذا الصرح اللاتيني الاسباني بادوات وتقنيات ادبية على طريقة الكبار. نسج خيوطها فلورينيتواريثا( ') وبرع في ذالك واتم المسير على سكة الى النهاية, متشبث برياح فيرمينا داثا( ') دافعا ضريبة ذالك من سنوات عمره المريرة الى ان التواء ظهره بفعل الزمن الغابر. لكن ما لبث هذا الوضع مستمر, فقط احاسيس ومشاعر على ورق متبادلة على صيغة الرسائل الى ان صب وابل مطر بطعم الخيانة الغير مبررة على فلورينيتواريثا واتى خوفينال اوربينو(') وحصد اكليل الياسمين الذي زرعته اذرع الرجل البائس كما وصفته الرواية.
لازيد من قرن من الزمن الغابر ظل ذالك الولاء يتجدد ذالك العشق السهادي الارقي الى نهاية الممر رغم ان الممر لم ينتهي, يقال " ان المرءة والخمر متشابهان فكل منهما سيفقدك عقلك بطريقته " صحيح ان فلورينيتواريثا لم يقف او بالاحرى لم يفقد عقله لكنه فقد قلبه الذي اسر من طرف ملكة الكاريبي التي لو ضحكت لطاف الجميع حول خاسرتها بالتسبيح والتهليل .
قرابة ازيد من قرن قضاها فلورينيتواريثا في ممارسة الحب السريري ومضاجعة العابرات على اختلاف انماطهم, دون ان نغفل _ ليس عمدا_ مرارة هذه الايام التي توارات عليه في حضن اسرة مختلفة في حين ان فيرميناداثا صاحبة الحياة الناعمة الحميمية داخل قصر الكاريبي وتحت ظل خوفينال اوربينو حيث باريس واروبا في الخارج والمال ونفوذ والنسب الشريف في داخل. هنا تحدث الصدفة التي غيرت مجرى المياه بل غيرت المجرى ذاته هي اعادة تشكيل لقطات هذه المسرحية وكانها البداية, السيناريوا الابرز فيها هو تسليم خوفينال اوربينو الروح لمهندسها وعودة رياح تحمل اسهم العشق والحب الابدي لتصيب كل منهما وتحدث نزيف باللون الاحمر الميال للسواد لكن هذه المرة بطعم امر قليل الا وهو الشيخوخة .
-
خالد بوفريواكاتب