إلى الرفاق وحبيبة الطفولة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إلى الرفاق وحبيبة الطفولة

  نشر في 11 غشت 2018 .

أتصفح الفايسبوك أشاهد فيديو حديث يعود لقرية نشأت وترعرعت بها، فيديو تفاديته كثيراً لكن هذه المرة لا مهرب،

عدة مشاعر تجتاحني وتغمرني دون أن تخرج بشكل يمكن الأهتداء إليه

يأخذني الفيديو إلى مسقط رأسي و منبت أجدادي،إلى أيام الطفولة وأحلامي التي ذبلت، مروراً بكرم الفستق والحارة الفوقانية عليلة القلب وتفاحته، ثم الحارة التحتانية لأشتري البوظة من دكان أيمن وأعود إلى الموشية لآخد قيلولة تحت شجيرات الصنوبر التي كنت أغامر بتسلقها كما لو أنني أتسلق برج شنغهاي.

يذكرني بأشياء تعمدت نسيانها مراراً،

المدرسة..حبيبتي..مُدرسة الأجتماعيات..

مُدرسة الأجتماعيات طريقة لفظها لأسمي جعلتني أحبه،

تبالغ بفتح الجيم وتمده ليصبح "جَمااال.. عود يخرب بيتك.."

تحتشد في رأسي الاحداث الاخيرة التي شهدتها القرية، أحداث وقصص لو تحكى لأنفجرت القرية بمن فيها من نازحي مدينة عفرين.

عند الدقيقة 1:13 تنحرف الكاميرا إلى اليسار نحو المقبرة، ماذا لو أمهلتني تلك القذيفة وقتاً لأدفن ذاكرتي بأحد القبور قبل أن أهاجر، عبء ثقيل أن تغادر الأماكن التي تحب وأنت محمل بكل هذا القدر من الذكريات

يعلق أحدهم بلكنة أهل القرية "اييه ايمت عليها نعود "

أتسائل لو أنني عدت فمن سيعيد لي حبيبتي والرفاق؟

فنحن لا نشتاق للحجارة والجدران بل نشتاق لمن يشاركنا حياتنا بها.

محمد الصديق المغامر منذ صغره كان لديه موقف عدائي مع الزنابير "الزنابيط" كان يحشر نفسه بصلب أعشاشهم دون خوف أو تردد

قبل أيام شاهدت له صورة سيلفي على الفايسبوك في المهجر مع صديقته السويدية كتب فوق الصورة بأنه يشعر بالسعادة، من يدري لعله ألآن فعلاً يحظى بحياة سعيدة خالية من "الزنابيط"

بينما مصعب أختار ولاية قونية مكان إقامة له، لا أدري من الذي أختار الآخر، كل ما أعرفه أنه أصبح لديه أصدقاء جدد هناك، فرضتهم عليه الغربة، يشاركهم شغفه بكرة القدم والتنزه بالحدائق، لكن خلو قونية من بساتين "طاهر وابو غزوان" تفقده متعة الجلوس تحت أشجار العقابية في ظهيرة يوم صيفي حار.

ولاية قيصري يقطنها العدد الأكبر من الأصدقاء المقربين لي، أتواصل معهم على الفايسبوك أحيانا، أحمد أصبح من جماعة "الدولة ولاك" يمازحني كلما أنشئ حساب جديد "راقب حسابك" و 'علي' كلما جرى اتصال بيننا يخبرني بأنه سيعود إلى سوريا قبل العيد القادم، مرت أعياد وأعوام ولا يزال بمكانه، يبدو أنه وقع في غرام قيصري الزائف.

أما أنا أبتعدت قليلا، أجوب أحياء إسلامبول، أتجول بين شوارعها العريضة، أبحث عن شيء ضاع مني في زحام الحياة، أحاول أن أتأقلم وأنسى، عبثاً أحاول..

في إسلامبول لغتهم غير لغتنا، وبيوتهم تختلف عن بيوتنا، وبازاراتهم ليست كبازاراتنا، وأنا لستُ أنا..


  • 1

   نشر في 11 غشت 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا