لحظات ضعف - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لحظات ضعف

لحظات ضعف

  نشر في 29 مارس 2015 .


يجب على كل إنسان أن يعرف عدوه الأول في هذه الحياة ألا وهو الشيطان الذي قعد لإبن أدم ليغويه ويضله عن سبيل الله، وأصبح الانسان شغل الشيطان الشاغل ليلاً ونهار لا يغيب عنه طرفة عين، يجري في أبن أدم مجرى الدم في العروق، والله سبحانه وتعالى خلق الانسان ضعيفا، فكان هو المدخل القوي للشيطان بأن يستغل هذا الضعف في الانسان خاصة من لم يتمسك بحبل الله لأن الشيطان كيده ضعيف ( إن كيد الشيطان كان ضعيفاً) فإذا لم يلتجأ المسلم إلى ربه ويعتصم به وبحبله المتين سهل ذلك على الشيطان أن يدخل للإنسان ويضعفه ويبدأ في هلاكه وإغوائه

ومن ثم فإن لكل إنسان منّا لحظات ضعف يفقد فيها عزمه وتضعف قوته ويشعر بأنه غير قادر على المواصلة والجهد يشعر بأنه ضعيف هذيل لا يستطيع أن يحرك ساكناً وأصبح غير قادر على الصبر يشعر باختناق شديد يصل به إلي الاستسلام أو التلفظ بقول يغضب رب الأرض والسماء أو يفعل شئ قد يندم باقي عمره عليه أو يفكر في أشياء قد تؤدي إلى ضياعه وهلاكه، كل ذلك وارد في لحظات ضعف البني أدم، ولذلك يجب علينا أن نعرف أن لكل نفس إقبالاً وإدباراً فلعل بعد إدبارك إقبالاً، واستسلامك لهذه الضعف هو أشد فرح الشيطان ولابد أولاً ألا تخجل من هذه اللحظات الحرجة التى تمر عليك وأنت ضعيف أو تسرف في لوم نفسك فهون على نفسك فأنت مصنف من ضمن البشر تخطئ وتصيب، جعل الله لك استغفار ويقبل توبتك قال الله تعالى (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) لا تعطي أي مشكلة أكبر من حجمها وأعلم أن دوام الحال من المحال ولا يدوم حزناً ولا فرحاً فكل يوم هو في شأن، بل يجب عليك بالإسراع بالخروج من هذه اللحظات التى تكون أصعب لحظاتك ولن تخرج منها إلا بطريق واحد وهو اللجوء إلى الله والإخلاص في العبودية والتقرب إليه بالأعمال الصالحة ولا تكف عن ذكر الله في كل وقت فقد جعل الله لك ذكراً في كل وقتك فعند خروجك من المنزل وعند دخولك وعند الركوب وعند النزول وعند دخول المسجد وعند الخروج وعند الأكل وعند الشراب وعند النوم وعند الاستيقاظ وعند العمل وعند السفر وفي كل وقت جعل لك ذكراً يقربك إليه ويطرد عنك عدوك الذي يراك ولا تراه الذي يريدك في قاع جهنم وليس في جهنم فقط

أنتفض من فراشك واستعذ بالله من الشيطان من نفخه ونفثه وهمزه، أسجد لرب الأرض والسماء فقد أمره الله بالسجود فلم يسجد فاسجد أنت واقترب لا تجلس فارغ أبدا فاذكر الله كثيراُ صلي واستغفر وأقرأ القرآن سبح وتأمل ساعد وتصدق لا تفكر في ماضٍ لن يعود مهما حصل ، ولا مستقبل لا تعلم هل تعيش إلى أن تراه أم لا،  لا تفكر في غير يومك، فأكثر لحظات الضعف تأتي من تفكير في ماضٍ لن يعود ومستقبل هو في علم علام الغيوب، فأترك كل هذا لرب الملكوت، واشغل نفسك بطاعة أو علم نافع أو عمل صالح ولا تستسلم ليأس وفراغ قاتل وتذكر عدواً لا يغفل عنك لحظة واحدة ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض فقد يكون وراء المال جحود ووراء الجمال كبر ووراء العلم رياء ووراء الصحة بطش فاحمد الله على ما أتاك من فضله واستعن به على عدوك، ولعل أجمل ما أختم به رحلة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف التي كانت فيها من العبر والدروس ما لا يحصى تذكر كيف فعل أهل الطائف مع الحبيب وكيف كان رد الحبيب وتفكر في الكلمات التي تهتز لها القلوب والمشاعر

اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني ، إلى بعيد يتجهمني، أم إلي عدو ملكته أمري، إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل بي غضبك، أو يحل عليّ سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك

وأخيرا أدعوك ألا تجعل للشيطان عليك سبيلا وكن قريب من الله حتى لا يصيبك هم ولا غم ولا حزن ولا لحظات ضعف

وإلي لقاء آخر بإذن الله

Momenms@Gmail.com



   نشر في 29 مارس 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا