دوى صوت انثوي في محطة القطار معلنا عن انطلاق الرحلة على الساعة التاسعة مساءا. يرتفع دوي الوت فترتفع معه شهقاتها المكتومة.
يظهر شاب يافع يجر حقائبه متجها الى احد المكاتب ليدلي بجواز سفره بينما تتبعه فتاة مطاطاة راسها في صمت اشد ضجيجا من فوضى افكاره, ادلى بجواز سفره فدعته الموظفة البشوشة الى الالتحاق بالطائرة. استدار اليها فشل لسانه عن الكلام, ماذا سيخبرها, كيف سيودعها و هو لم يحظى بفرصة مقابلتها كما يريد, كان يعلم ان الوطن يقبر كل شيء و طالما اخبرها ان الحب لا يستطيع, كائن خرافي يعيش في عالم الشعر و الروايات, بين اسطر مستغانمي و شكسبير, احساس عاجز تماما .انه كائن يتغذى على الحروف الندية والعبارات اللذيذة و من دونها لا يستطيع العيش .
فهل يستطيع الحب حقا توحيد الامم كما فعل مع عائلتي مينتيغيو و كابوليت ? ام اننا فقط لم نقدم قربانا كروميو و جولييت ?
هل يستطيع الحب حقا ان يدمر الاوطان كما فعل مع باريس الذي تسبب في دمار طروادة من اجل هيلين في رواية الكاتب اليوناني هوميروس ?
هل يستطيع الحب حقا التعالي عن الزمن كما فعل مع بينلوبي و اوديسوس اللذان ظلا ينتظران بعضهما بعد عشرين سنة من الفراق ?
تطلعت اليه بعينين كانما تترجاه ان لا يرحل, انب نفسه بشدةلقد غيرها, غيرها كثيرا اين ذاك الكبراء الذي صقلته تجارب سنين طوال, تلك الحياة البائسة التي اصبح فيها المال ثمنا للعشق, حريتها المطلقة بعد ان عانت استعباد النفس لسنين .خلف كل ذلك توجد شابة حالمة اسمى امانيها ان تسند ظهرها له كلما اهلكها التعب و لم تكن تعلم انها تستند لظهر هش اهلكه الياس.
-
بشرىالاسم : بشرى السن : 23 سنة العمل : مهندسة