الاستيقاظُ مِنَ الـ"حُلُم" - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الاستيقاظُ مِنَ الـ"حُلُم"

الرَّدُّ الوافي، عَلى مَن قَيَّمَ أحلامي

  نشر في 15 نونبر 2017 .

طَلَبَ مِنّا مُعلِّم اللُغَةِ العَرَبيةِ كِتابةَ موضوعِ بِعُنوان (الأحلام)، فَتَسابَقَ الشَّبابُ في كِتابَتِهِ طَمَعًا في الدَّرَجاتِ الدِّراسِيَّةِ التي وُعِدنا بِها، وبَعدَ أن انتَهَينا وطَرَحنا مُختَلَف المواضِيع، أعطى مُعَلِّمُنا ما كتبناهُ لِإحدى طالِباتِهِ وطَلَبَ مِنها تَقييمَها، فأتى رَدُّها صادِمًا لِجميعِ الطُّلاب، إذ أنها لَم تُعطي العلامَةَ التَّامّة لأحد!! فَكَتَبتُ فقرةً قَصيرَةً أّرُدُّ بِها عَليها، جاءَ فِيها:

غَفَت أحلامُنا تَحتَ إحدى الأشجارِ تَنتَظِرُ المَنِيَّةَ أن تُوافيها فَتُرافِقُها نَحوَ مُستَقَرِّها الأخير، حَيثُ سَتَغفو إلى أجَلٍ غَيرِ مُسَمَّى، تُرى لِماذا؟ ألِأنَّ شَبَحَ الذِّكرياتِ باتَ يُلاحِقُنا ليلًا ونَهارًا؟ أم لِأَنَّ الأَحلامَ باتَت تُسلَبُ مِنّا رُغمًا عَنّا لأنها "لا تُناسِبُنا" كَما يقولون؟

عَجَبًا لِأَمرِكُم! ألَيسَت لَنا الحُرِّيَّةُ حَتّى في اختِيارِ أحلامِنا! تَقولينَ لَنا (تَمَسَّكوا بِأحلامِكُم)؟ وهَل باتَ لَنا حُلُمٌ بَعدَ أن أَحثَيتُم التُّرابَ على كُلِّ بارِقَةِ أمَلٍ حاوَلَت النُّهوضَ يَومًا ما، فالكتابَةُ والتأليفُ صارَت مَضيَعَةٌ للوَقت، والجَريُ والرّياضَةُ أَمرٌ مُرهِق، وقراءة القرآنِ مُجَرَّدُ عادة!!

لِماذا نَستَمِرُّ بِالكَذِبِ عَلى أنفُسِنا؟ حينَ نَكتُبُ عَن أحلامِنا، فَهُوَ لِأنَّ حَضرَةَ المُعَلِّمِ طَلَبَ ذَلك، ولأنَّ نَجاحَنا في المادَّةِ مَرهونٌ بِذلك العَمَل، لكن إن سَألتِ نَفسَكِ بِصِدق، ما هُو الحُلُمُ الذي يُراوِدُكِ وتَتَمَنَّينَ تَحقيقَه؟ ثِقي تَمامًا أنَّ إجابَتَكِ سَتَختَلف في بِضعِ نواحٍ، إذ أنكِ حينَ تُسطِّرينَ أحلامكِ وآمالَكِ على سُطورٍ وأوراق، سَتَكتُبينَ ما يَرضى بِهِ الواقِعُ فَقَط، لَن تَكتبي تِلكَ الأحلامَ المَجنونةَ الطُّفولية، ولا الآمال الهَزَليَّةَ التي كُنا نَهذي بِها، لِماذا؟ لأننا نَفِرُّ إلى واقِعِنا الظالِم!!

ثُمَّ إنني أعارِضُ فِكرَةَ تَسطيرِ الحُلُمِ في بِضعِ "وُرَيقات"، إذ أن هَذا يُسَمّى "هَدَفًا" وَليسً "حُلُمًا"، أتعلمين الفَرق؟ الهَدَفُ يُمكِنُ بُلوغُهُ يَومًا ما، لكن بالتأكيد سيأتي يَومٌ تستَيقظينَ فيهِ مِن ذلك "الحُلُم".

وَيومًا ما، سأكتُبُ على غِلافِ كِتابي: (إلى مَن قالَ لي يَومًا: سَتَموتُ قَبلَ أن تَكتُبَ حَرفًا مَسموعًا، أُهديكَ أحرُفي هذه، فاستَمِع لَها بِعِناية).


  • 3

   نشر في 15 نونبر 2017 .

التعليقات

creator writer منذ 6 سنة
طرت بأحلامي الجميلة للسماء ، وما لذّة الأحلام إلّا بجنونها .
1
Salsabil Djaou منذ 6 سنة
ساذج من لم يمنحك العلامة الكاملة على حلم ،تمنح العلامة الكاملة لكل الاحلام ،لما سميت احلاما اذن،جميل جدا ما كتبته،يمزج بين التحدي و الشرح و النقد والتهكم ،مقالك رائع يا قاسم رغم قصره،فعلا خير الكلام ما قل ودل،بالتوفيق في الاتي.
2

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا