الاستيقاظُ مِنَ الـ"حُلُم"
الرَّدُّ الوافي، عَلى مَن قَيَّمَ أحلامي
نشر في 15 نونبر 2017 .
غَفَت أحلامُنا تَحتَ إحدى الأشجارِ تَنتَظِرُ المَنِيَّةَ أن تُوافيها فَتُرافِقُها نَحوَ مُستَقَرِّها الأخير، حَيثُ سَتَغفو إلى أجَلٍ غَيرِ مُسَمَّى، تُرى لِماذا؟ ألِأنَّ شَبَحَ الذِّكرياتِ باتَ يُلاحِقُنا ليلًا ونَهارًا؟ أم لِأَنَّ الأَحلامَ باتَت تُسلَبُ مِنّا رُغمًا عَنّا لأنها "لا تُناسِبُنا" كَما يقولون؟
عَجَبًا لِأَمرِكُم! ألَيسَت لَنا الحُرِّيَّةُ حَتّى في اختِيارِ أحلامِنا! تَقولينَ لَنا (تَمَسَّكوا بِأحلامِكُم)؟ وهَل باتَ لَنا حُلُمٌ بَعدَ أن أَحثَيتُم التُّرابَ على كُلِّ بارِقَةِ أمَلٍ حاوَلَت النُّهوضَ يَومًا ما، فالكتابَةُ والتأليفُ صارَت مَضيَعَةٌ للوَقت، والجَريُ والرّياضَةُ أَمرٌ مُرهِق، وقراءة القرآنِ مُجَرَّدُ عادة!!
لِماذا نَستَمِرُّ بِالكَذِبِ عَلى أنفُسِنا؟ حينَ نَكتُبُ عَن أحلامِنا، فَهُوَ لِأنَّ حَضرَةَ المُعَلِّمِ طَلَبَ ذَلك، ولأنَّ نَجاحَنا في المادَّةِ مَرهونٌ بِذلك العَمَل، لكن إن سَألتِ نَفسَكِ بِصِدق، ما هُو الحُلُمُ الذي يُراوِدُكِ وتَتَمَنَّينَ تَحقيقَه؟ ثِقي تَمامًا أنَّ إجابَتَكِ سَتَختَلف في بِضعِ نواحٍ، إذ أنكِ حينَ تُسطِّرينَ أحلامكِ وآمالَكِ على سُطورٍ وأوراق، سَتَكتُبينَ ما يَرضى بِهِ الواقِعُ فَقَط، لَن تَكتبي تِلكَ الأحلامَ المَجنونةَ الطُّفولية، ولا الآمال الهَزَليَّةَ التي كُنا نَهذي بِها، لِماذا؟ لأننا نَفِرُّ إلى واقِعِنا الظالِم!!
ثُمَّ إنني أعارِضُ فِكرَةَ تَسطيرِ الحُلُمِ في بِضعِ "وُرَيقات"، إذ أن هَذا يُسَمّى "هَدَفًا" وَليسً "حُلُمًا"، أتعلمين الفَرق؟ الهَدَفُ يُمكِنُ بُلوغُهُ يَومًا ما، لكن بالتأكيد سيأتي يَومٌ تستَيقظينَ فيهِ مِن ذلك "الحُلُم".
وَيومًا ما، سأكتُبُ على غِلافِ كِتابي: (إلى مَن قالَ لي يَومًا: سَتَموتُ قَبلَ أن تَكتُبَ حَرفًا مَسموعًا، أُهديكَ أحرُفي هذه، فاستَمِع لَها بِعِناية).
-
قاسِم أَحمَد غَزالأضغاثُ أقلام..