ما هي أسباب التنمر وكيفية التعامل معه؟
لا بد من زيادة نشر الوعي والمراقبة في أماكن تواجد الأطفال والمراهقين
نشر في 28 أبريل 2023 .
التنمر في الماضي كان ربما ظاهرة تقتصر على المحاربة النفسية للشخص المعني ومحاولة إيذائه بسبل لا تتجاوز النقد الهادم وفي بعض الأحيان جسديا وبصورة غير مبالغ فيها.. لكن للأسف ما نراه في الوقت الحاضر فهو مختلف تماما بل و مرعب.. فترانا نسمع عن حالات عنف تحدث ومنها ما تؤدي إلى القتل!!
ولعل من أهم أسباب إنتشار ممارسة هذه الصفة اللئيمة:
1. الإعتلال النفسي لدى المعتدي نتيجة البيئة التي ينشأ بها وسوء التربية.
2. غياب المراقبة في أماكن إكتظاظ الأطفال والمراهقين كالمدارس والنوادي مع وجود البيئة التنافسية.
3. غياب التوعية وغياب دور المرشد الإجتماعي في المدارس في الكثير من الدول.
4. مشاهدة الفيديوهات التي تحمل أساليب العنف في طياتها.. مما يدفع الأطفال والمراهقين إلى محاولة تقليد تلك الوقائع.
5. وسائل الإعلام وما تصدره من أخبار العنف.
6. ضغط الأقران، حيث ينخرط بعض الأطفال إلى أقرانهم في التنمر لتعزيز إنتمائهم في التسلسل الهرمي الإجتماعي.
7. إختلاف مستويات الذكاء، فمثلا يتنمر من هم أقل ذكاءاً على من هم أفضل منهم لتغطية ما لم يتمكنوا من تحقيقه عقليا.
8. إختلاف المستويات المعيشية، فيظن أبناء الأغنياء بأن من حقهم وضع أنفسهم ضمن دائرة القدسية الإجتماعية.
9. الإختلاف العرقي.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة فلا يزال التنمر يترك آثاره السلبية على الملايين حول العالم، ويحتل الذكور نسبة أعلى من الإناث في قضايا ممارسة التنمر؛ ويرجع السبب إلى رغبة الذكور في فرض السيطرة.. وهي مشكلة إجتماعية وثقافية تعاني منها الكثير من المجتمعات فتتعرض الإناث لشتى انواع المضايقة.
وهناك أنواع عديدة للتنمر منها:
1. التنمر الجسدي: وتمتد آثاره لإيذاء الضحية جسديا وقد تكون نتائجه خطرة.
2. التنمر اللفظي: فهو يقتصر على الشتائم والمحاربة النفسية.
3. التنمر الإجتماعي: و يشمل التجاهل ومحاربة الضحية إجتماعيا وتشجيع الآخرين على القيام بنفس العمل، أو تشويه سمعة شخص ما عند الآخرين.
4. التنمر العنصري: حيث توهم التصورات الإجتماعية عند البعض بكونهم ينتمون إلى عرق أفضل من غيرهم، ويأتي هذا من الجهل وعدم تلقي الثقافة الكاملة.
5. التنمر الألكتروني: ويتم ذلك بمحاربة الضحية عبر التعليقات السلبية والصور المؤذية.
وبما إنه من الصعب منع التنمر لدى الأطفال والمراهقين لأن السبب الرئيسي هو العامل البيئي وأسلوب التربية التي يتلقونها من قبل آبائهم.. لذا لا حلول لهذه الظاهرة إلا بزيادة نشر الوعي في المدارس والنوادي والإهتمام بوضع الكامرات في جميع أرجاء تلك الأماكن.
ولا بد من إتباع بعض الإجراءات لمعالجته.. كعرض الضحية للعلاج النفسي إذا ما خلف التنمر لديها آثارا نفسية جسيمة، إلى جانب التشجيع من قبل الأهل وزرع عامل الثقة بإستمرار.. وضرورة توعية الطفل بأن لا يتخذ جانب الصمت وإخبارهم بكل ما يتعرض له.
*مع ضرورة عدم إهمال عرض المعتدي إلى العلاج النفسي لمساعدته على تقييم سلوكه.. ورغم إن كل ذلك لن يوقف التنمر إلا إنه من شأنه خلق حياة صحية لمن يتعرض له.
بقلم:#أسن_محمد
-
د.أسن محمددكتوراه في التنمية البشرية - كاتبة ومدربة