أتعرف يا صديق ..
إنّ القوّة العظيمة التي ترعانا وتسيّر حياتنا على أفضل ما يكون لا يمكن أن تتركك للحظة، ولو حتى كنت مؤمنًا بداخلك أنها من الممكن أن تفعل.
فالقوّة العظمى أخذت صفة العظمة لكونها استثنائية لا تفعل ما قد يفعله غيرها، الله القويّ العظيم نفخ فيك من روحه يستحيل في يومٍ من الأيام أن يضيّعك أو حتى يتركك لنفسك، ففي خضم الفوضى والعشوائية التي تعيشها في نظرك فإنّه سبحانه يخطط لك المسار الذي ستسير عليه بحيث يصبّ كلّ شيء في مصلحتك، وإن أخطأت الطريق ردّك برحمة منه، إنّه يأخذ بيدك إلى حيث يريد.
فالحسابات البشرية لا قيمة لها في معادلة كهذه، ما تريده الآن قد يتسبب بأذيتك لاحقًا، وما لا تريده سيفتح لك ابواب الخير، إنها مسألة معقّدة لا يمكن بعقلك القاصر آن تدركها، المطلوب منك هو أن تؤمن بها فقط،
فليكن الإيمان زادك في الطريق، فمهما بلغت من التشتت والضياع فإن الذي يمنعك الوقوع في الهاوية هو إيمانك الصادق بالرب العظيم الذي يعلم خفايا الأمور وما قد تؤول إليه.