أيا كنت يا من سأخاطب اللحظة و ربما دائما ، تحية مني أشق بها على موج الصراحة لأكتب قليلا من الحقيقة التي ربما يجهلها الكثيرون أو ربما غافلون عنها ، خاصة ان ما تعلق الأمر بأعظم كيان منحك الحياة عطرا و حنانا و سعادة و طمأنينة : أمك..
هل جربت و قبلت قدميها في هدوء و بدموع الاحترام طالبا منها السماح عن كل تقصير بدر منك ؟ ، و هل أدركت ان عمرك مرهون بما قدمته لها من عطاء ؟ و هل تدري ان عند قدميها سكون الجنان لك؟.
حتى لو كنت متزوجا و تحب زوجتك ، زوجتك لن تهديك حبا كالذي تهديه لك أمك ، زوجتك لن تنافس أمك في خوفها عليك مهما حاولت ، و أولادك لن يحبوك بمثل ما أحبتك أمك ، انها سنة و عادة و قانون الأمومة من لا يعوضه تشريع و لا فطرة و لا عرف ألفه الناس على مر العصور، الأم أسطورة عامرة بالحب و الحنان و التفكير الطويل على مستقبلك حتى و ان أبليت بلاءا حسنا تبقى الأم أول من ينتظر فرحك و آخر من يسلم على اليأس فيك لترسل في قلبك نبضا جديدا عنوانه الأمل.
الأم مدرسة تصنع شخصيتك منذ ولادتك و تكبر معك بكل ثانية عمر سقطت منك كلمات النسيان سهوا لأن تحبها أكثر فأكثر ،فلا تكن غافلا أو ناسيا أو لا هيا في حب الزوجة و الأولاد..أسكن قليلا عند قدمي أمك ماذا ستشعر ؟ أكيد القرار لنجاحك يكمن هنا في لقطة انحناءة منك تبدو فيها صغيرا جدا و كأنك ستحبو لأول مرة أمام عينيها ، أسعدها اذن و لا تخش أن لا تفي بالوعد ، هي تحس في قلبها أنك سعيد فلا تفكر ان ما كانت قادرة على نسيان سهوك لها ، هي ذكية جدا معك و مدللة كثيرا أمامك ، تريد منك البقاء الى جنبها عند أرذل العمر و تبكي كثيرا ان تركتها وحيدة ، لا تستعمل حجة العمل و الأولاد و الواجبات فهي لن تبرئك أمام أجمل و أحلى انسان على قلبك ، زد في حبك لها كل يوم ستكتشف أن أبواب النجاح دعائها من يسرها لك ، لا تستهن بأن تمسح على رأسها ، هي تحب هذه اللقطة لتبدو مدللة معك و لكن على قدميها كنز وفير من الخير لا يدركه إلا البارون و الموقنون حقا بعظمة الأم بعد الله عز وجل فأحسن حب أمك من غير انانية أو رياء حتى تنل ما يريده قلبك و بأقل جهد ، انه فلاح الدنيا و الآخرة.
-
.سميرة بيطاممهتمة بالقضايا الاجتماعية
التعليقات
شكرا أختي سلسبيل
حفظ الله لك والديك أيضا..اهلا و سهلا بك مع رحلة قلمي