بطلتي فرنسية الملامح.. شعر قصير تداعب خصلاته ملامحها الناعمة.. رشاقة جسد متناهية تجعلها تنتقل كالفراشة.. كأنها تطير بين الازهار.. و لا تتحرك بين المارة في الشوارع..
بطلتي ترتدي دائما ملابس رياضية بسيطة لكنها مرتفعة الثمن و تتنقل في شوارع الألفية الجديدة في الصباحات الخريفية بصحبة حاسبها الشخصي و هاتفها النقال..
و عندما يحل المساء.. و يمتلئ الجو بعبق السيجار الفاخر و رائحة الازهار البرية و تتخدر الحواس في نشوة الموسيقى الكلاسيكية المنبعثة من القصور الفارهة.. يلتف فستان حريري اسود قصير على جسدها و تستقر الماسات الحرة النادرة حول معصمها الرقيق و خلف اذنيها الصغيرتين و على عنقها الغض.. و هي تتحرك بعنجهية و لا مبالاة في السهرات الصاخبة لاوساط الطبقة الراقية في اربعينيات القرن الماضي..
بطلتي تسكن في مدينة أوربية المعالم و تتصرف كفتاة امريكية معاصرة و تخجل كفتيات الشرق في الازمان الغابرة..
بطلتي لا تابه بالحب و لا الرجال.. مهنتها غير واضحة ربما تكون طالبة او مصممة ازياء او بائعة ورد او مهندسة ديكور او تعمل في مكتبة.. لكنه من المؤكد انها تتحرك في الحياة بخفة و حرية بلا قيود مالية تذكر.. فوق بحر من آلاموال التي الت اليها لسبب ما..
بطلتي يقع في حبها رجل مثقف متعلم متحضر.. ثري شهم انيق وسيم و راق و مهذب.. رقيق القلب..دافئ الصوت هادئ الطباع.. يقضي اوقات فراغه في قراءة الكتب والفروسية و العزف على البيانو..
بطلي لا يفصح عن حبه.. لكنه يطل معها في كل المواقف.. يدعمها.. يسعدها و يفعل المستحيل من أجلها..
بطلي هو مزيج أسر من نيكولاس في انطونيلا و جرفيس في صاحب الظل الطويل.. و دكتور مجدي في ليلة الزفاف.. و حسين في الباب المفتوح.. و دكتور فريد في ليالي اوجيني.. و جي هو في فتيان الزهور.. و جون بيو في المسلسل ذاته..
ابطالي يتحركون كالملائكة بلا غرائز..لا كلمات حب رخيصة في خيالي.. لا ابتذال.. لا دعابات فجة لا سخافات و لا أصوات مرتفعة.. لا فقر و لا عقد و لا خيانة و لا اهانة و لا عذابات..
انها قصة عن يوم واحد يتكرر باستمرار بنفس الوتيرة..لشخصيات خيالية.. تحب بعضها بصمت و هدوء و ثبات و لا تدفع سعادتها و حريتها و حياتها ثمنا لهذا الحب..
لم لا.. انها عظمة الخيال!
-
كاتبةJournalist, feminist and writer