تعاستك بيد مديرك
الـمرجع ( الأسباب الثلاثة للتعاسة في العمل - قصص رؤساء ومرؤوسين )
نشر في 20 شتنبر 2015 .
من خلال خبرتك في ميدان العمل سواء كنت في القطاع الحكومي أو الخاص ستدك أن التعاسة في العمل لا يمكن قياسها أو حصرها، فهي متوقفة على طبيعة الموظف الشخصية ورؤيته لمهنته، ولن تخلو وظيفة من تعاسة مهما كان مستواها المهني بدءًا من منصب مدير فما فوق مرورا بعامل النظافة، فالوظيفة المثالية منتفية بإستثناء من يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، فكلما تدرجت في المنصب زادت المسؤوليات الملقاة على عاتقك، وارتفعت نسبة إدارتك للمخاطر في حين تقل فرصك الوظيفية في سوق العمل.
بالمناسبة الشعور بالإحباط في الوظيفة بسبب تباعد العلاقات بين العاملين، وشعور العامل أن دوره مهمش أو ضئيل داخل المؤسسة فهو فيها مجهول الهوية، وغيرها من الأمور التي قد يكون الموظف فيها مظلوم، حيث ينشأ عن ذلك عدم الرضا وبالتالي التذمر الوظيفي فينعكس على أدائك المهني وعلى الشركة بالضرر فهو مكلف اقتصاديا ومقلل للإنتاجية، ناهيك عن ما قد يحصل من اضرابات واعتصامات من قبل بعض الموظفين في حالة إلتقاء العقول المحبطة.
قد تكون هناك فعلا وظائف جيدة باعثة للملل والعاملين فيها في حالة تعاسة تشوبهم بعض المشاعر السلبية، وبالمقابل هناك مستويات مهنية متدنية وأصحابها في قمة الرضا والقناعة، في هذه الحالة نشير إلى أن المسؤولية تتحملها الإدارة العليا والمدير أيضا الذي أهمل مهامه الإدارية اتجاه الموظفين، لذا يجب إدارتهم على أنهم بشر وليسوا مجرد عمال يتم استغلالهم لصالح العمل.
برأيي المتواضع .. نجاح المؤسسة ورضا موظفيها ناتج من نجاح إدارتها ومدى فهم أصحاب المناصب الذهبية لعملهم الفعلي اتجاه العاملين وخدمة الآخرين ، فبيئة العمل المرضية للموظف لا تكون بتحقيق رغبات العاملين وطلباتهم بل بمداراتهم (إداريًا، واجتماعيًا، واقتصاديًا)، وكلنا يعلم أن إرضاء الناس غاية لا تدرك حتى وإن تفانى الموظف في عمله.
-
FAISAL ALMULLAمهتم في الاقتصاد ومحب للتفكير الناقد والإدارة