(مُضحكاتٌ لكن مُبكيات)
في أقلّ من سنة .. ظهرتْ ببلاد أمّ الدنيا غرائبٌ نادرة تحمل معها عجائباً ساخرة .. حيث اختلطتْ عسْكرة
الاقتصاد بعنْجهية السياسة .. وتنكّرتْ الجغرافيا للتّاريخ .. وتطاول َ بنوعلمان على سيّد ِ الأديان ..
فأصبح الخائنُ أميناً .. و الأمين خائناً .. المشيرُ نبيّاً و الوزيرُ وصيّاً .. الفنّ معصوماً والحياءُ مذموماً ..
نعم هي تلك المُضحكات من نوع المبكيات .. وإذا أردتَ تسجيلها و تبويبَها عندك في فهرس الأرشيف فإنّك
حتماً سوف تُفاجأ بسرّ رموز تلك المبكيات بحروف أبجديّة مكرّرة على النحو التالي :
- العقل المدبّر للإنقلاب والمستفيد الأوّل من الفوضى يُرمز إليه كما هو إسمه الحقيقي ب (سي - سي)
- جهاز الاختراع الشهير والذي اقتُرن علميّاً ب(صباع الكفتة) يُرمز إليه ب ( سي - سي - دي ) .
- في الوقت الذي تُسال فيه الدماء .. ويُسجن فيه الشّرفاء .. في الوقت الذّي تُغلقُ فيه المدارس والجامعات
وتُحاكم فيه التلميذات والطّالبات .. يُقامُ مهرجان لاختيار ملكة جمال الكلاب والتي انتهتْ بفوز الكلبة
المدلّلة ذات الملامح المفطّحة والتي يُرمز إلى إسمها ب ( كو - كو ) .
- وفي الوقت الذّي تفقدُ فيه الأمّهات العفيفات فلذات أكبادهنّ .. وتودّع فيه الزوجات رجالهنّ بالسجون ..
يُقام بنادي الطّيران حفلٌ ساهر بادخ لاختيار (الأم المثاليّة) حيث ذهبت الجائزة و اللقب إلى الراقصة
( العائمة - الحالمة ) ذات الشطحات الهائمة والتي يُرمز إلى إسمها ب ( في - في ) .
هذا غيْض من فيْض .. و أكيد بعد الانتخابات ربّما ستنضاف إلى هذا الفهرس العجيب الغريب رموزٌ أخرى
لتعطيك صورة حقيقيّة على ما أصبح عليه واقعنا في عالمنا العربي .. والخوْف كلّ الخوْف هو أن نصل إلى
حدّ أنْ نرى العدّو وهو يشفق على حالنا .. فياله منْ واقع مرير أو كما قال أحدهم وبصدق :
( واقعنا نحن العرب أصبح كالطفل الذي يلعب في بقاياه ) .
بقلم ذ : تاج نورالدين .
-
تاج .. نورالدين .محام سابق- دراسات في الفلسفة والأدب - متفرغ الآن في التأليف والكتابة .- محنك في التحليل النفسي- متمرس في التحليل السياسي- عصامي حتى النخاع- من مؤلفاته :( ترى من هذا الحكيم ؟ )- ( من وحي القوافي ) في ستة أبواب وهو تحت الطبع .- ( علم ...