الأجدر بالاحترام
نشر في 01 ديسمبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 21 ديسمبر 2022 .
الى حاملي المكنسات أقف احتراما
بقلم محمد خلوقي
—————————————
أجدر الناس بالاحترام والتقدير هم النافعون لغيرهم ، الناكرون لذواتهم ، والمتفانون في خدمة الصالح العام .. للاسف ان هذه الفئة في تناقص بسبب تزايد منسوب حب الذات ، والمصلحة الشخصية ..عند كثير من الناهبين وغير النافعين .. ولكني حين التقي بعضا من الصنف الاول اشعر ان الدنيا لا زالت بألف خير .. وهنا أقف متأملا ثم أنحني احتراما لفئة من العاملين الاشراف ، المكافحين في صمت ،يتعلق الامر بعمال النظافة والتطهير سواء كانوا من جنس الذكور او الإناث . هذه الفئة التي تجول وتجوب شوارعنا في كل أوقات الحر والقر ، في السر والجهر رغم التعب والملل وقلة الأجر ترى العامل منهم ، يمسك بيده العفيفة مكنسته ، ويجر بعضلاته النحيفة عربته ، ويتحرك في كل الاتجاهات قصد تنظف جوانب ازقة أفسدها اهلها بكل انواع الازبال والنفايات ..،
هؤلاء الاشراف تجدهم مجندين في أوقات محددة لتخليص القوم من أزبالهم ، وغالبا ما تجد الشخص منا يرمي بنفايات منزله ذات الروائح الكريهة وهو يسد انفه من جراء نتانة وقذارة ما يحمل ، لكن عامل النظافة يقبل على جمع ما طرح مما يذكر ولا يذكر دون تبرم او انزعاج ، بل يتسلح بقوة الصبر والارادة الواعية ، فيجمع شات ازبال البشر والبقر بعد ان يترك ذلك الدرن لساعات طويلة وسط قارعة الطريق .
هذه الفئة أينما صادفناها لابد ان تستحق منا كل دعم مادي ومعنوي ، وكل تقدير ، وان نسهل عليها مهمتها الشاقة ،بوضع أزبالنا في اكياس مخصصة لذلك ، والا نلقي بها عبثا باي مكان وفِي اي زمان ، و لا نشوه جمالية محيطنا ، ونلوث بيئتنا . وان نعتقد دون إنكار او جحود ان كل من حمل مكنسة ونظف وطهر محيطنا هو انسان عاقل ونافع ومدين لنا بكل مفردات الاحترام والتقدير .عكس الملوثين من الفاسدين و المفسدين غير النافعين بل حتى نفاياتهم احيانا تبقى انظف من جثثهم وإنفاسهم النتنة ..