إسرائيل...هل هي النهاية. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إسرائيل...هل هي النهاية.

  نشر في 17 ماي 2022  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

-ملخص الصراع:

مضى أكثر من 73 سنة على تأسيس الكيان المسمى إسرائيل 73 سنة على إعلان ديفيد بن غوريون (أول رئيس وزراء للكيان) عن دولة إسرائيل عام 1948 ,لتتهافت دول الغرب على الاعتراف بهذا الكيان الذي قام على أراضي المسلمين واللذي بنى دولته على مجازر راح ضحيتها الألاف  من المسلمين.

بن غوريون يعلن إقامة إسرائيل 1948

هذا الكيان اللذي سيكون منذ لحضة تأسيسه رأس حربة للغرب في جهاده ضد الاسلام و خنجرا مسموما في ظهر هذه الأمة الخارجة للتو من أتون الاستعمار و اللذي سيكون الكيان نائبا عنه وممثلا له ,فكما توعد هرتزل أبو إسرائيل اللذي لم ير ابنته قط بأن إسرائيل ستكون منارة للحضارة الغربية في ظلام البربرية الشرقية إذا الغرب دعم إسرائيل و أعان على قيامها وهو ما كان.

-73 عام من القتل و التشريد و التهجير و التعذيب و من كل ما تكرهه النفوس السليمة لكل من سولت له نفسه منازعة هذا الكيان الخبيث أو تحديه ,علو و طغيان و تجبر تحدث عنه الله عز وجل في كتابه حين قالوَقَضَيْنَآ إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً} وهذا نظنه و العلم لله الإفساد الثاني والأخير لأبناء القردة و الخنازير ليأتي العقاب بعده على قدر الفعل و الجريمة .

73 من الحروب مع هذا الكيان بدأً بحرب 1948 التي مني العرب فيها بهزيمة نكراء لتستحق اسم النكبة و هي و الله نكبة ثم  حرب 1956 أو حرب السويس التي اجتمعت فيها كل من فرنسا و بريطانيا و إسرائيل لضرب مصر بعد تأميمها قناة السويس .

ليأتي التدخل الأمريكي و السوفياتي اللذي أوقف الحرب و أثبت أن العالم له أسياد جدد و أن فرنسا و بريطانيا لم يعودا القوتان العظمتان و قطبي العالم و بالطبع ليس هذا حبا لأهل مصر فأمريكا هي ثاني من اعترف بالكيان بعد الاتحاد السوفياتي -الدولة التي بناها اليهود في الأصل- بل كل ما في الأمر أن أمريكا أرادت حماية فتاها عبد الناصر اللذي جاء بانقلاب مدعوم منها على الملك المدعوم من بريطانيا في إطار أمركة المنطقةو  طرد الانجليز منها .

 ثم بعد حرب 1956 جائت نكسة 1967, طامة الكبرى و مصيبة جلل حلت بالعرب فخلال 6 أيام دمر سلاح الجو المصري في مطاراته و اجتاحت إسرائيل الضفة و القدس و الجولان و احتلت سيناء لتتضاعف مساحة الكيان و يكشر عن أنيابه و يعلن أن جيش الدفاع  جيش لا يقهر, كل هذا وسط احتفالات الاعلام الغربي بالنصر الاسرائيلي و خصوصا الاعلام الأمريكي إحتفاله  بعودة شعب الله إلى أرضه و إلى مدينته مدينة داوود كما أخبر العهد الجديد . 

موشي دايان في القدس

و ليخرج علينا رجل الهزائم و النكسات البكباشي عبد الناصر ليعلن استقالته و تنحيه و عودته إلى صفوف الجماهير في مسرحية لا تنطلي إلا على الحمقى و المغفلين.

لتأتي سنة 1973 بعد حرب استنزاف دامت 6 سنوات تواصلت فيها المناوشات بين مصر وإسرائيل ,لتعبر القوات المصرية و تدمر خط بارليف و تتمركز في سيناء لكن سوء التخطيط و التدبير و كذلك الدعم الأمريكي و الغربي المفتوح الإسرائيل- فكل دبابة إسرائيلية  يتم تدميرها كانت أمريكا تقدم ثلات أخرى الإسرائيل-  أوصل الهجوم المصري لحائط مسدود ووقف دون تحقيق شيء يذكر .

بل على العكس توغلت إسرائيل داخل الأراضي المصرية في ما يعرف بمعركة المزرعة الصينية , لتوقع بعدها إتفاقية كامب ديفيد  المخزية و تعترف مصر بإسرائيل و تفتح باب التطبيع مع الإحتلال , و لتأتي بعدها أحداث الإجتياح الإسرائيلي للبنان  عام 1982 و أحداث 2006 و 2008 و 2014 و 2018 و أخيرا 2021 صراعات إنتقلت فيها المعارك مع العدو من حروب الجيوش النظامية إلى حروب العصابات  ضد تنضيمات المقاومة.

-فساد الأنظمة و الجيوش:

الشاهد هنا من خلال إستعراض هذه الحروب أن تلك الأنظمة العلمانية التي كانت تحكم بلاد المسلمين خلال هذه الحروب لم يكن لها و هي على ما عليه من سجن للعلماء و إعدام للأبرياء و فساد مستشر في الإدارة أن ترزق النصر من عند الله عز و جل فما النصر و التمكين في الأرض إلا من عنده ,فجيوش بنيت على أسس علمانية و ذات قيادات علمانية تحارب كل مظهر من مظاهر الدين و التدين داخلها .

جيوش تعبد و تقدس الزعيم القائد من دون الله لم تكن لترزق النصر من عند الله,وهذا هو المشكل الحقيقي و ليس ما يروج من فساد للأسلحة في حرب 1948 و نحو ذلك من التبريرات المادية , ونحن بهذا بالطبع لا ننفي الوسائل أهمية  الوسائل المادية و الحسية لكن فالله عز وجل قال{وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} لكن قوة العقيدة و تحديد الهدف هو العامل الأهم في مثل هذه الأمور فغياب التربية الإيمانية لمن أهم أسباب فشل هذه الأنظمة و هزيمتها أمام العدو .

-جذور الصهيونية :

الكثيرون يخلطون و يخطأون حين يظنون أن الصهيونية حركة دينية و هي عكس ذلك تماما فالصهيونية فكرة و فلسفةعلمانية مادية إلحادية و مؤسسوها كذلك و هرتزل نفسه الأب الروحي الإسرائيل كان لا يؤمن باليهودية و كان لاأدريا .



هرتزل

 ترى الصهيونية اليهودية لا كديانة بل كإثنية و كعرق و كقومية ,تطمح الصهيونية لبناء وطن لها كباقي القوميات الأخرى تزامنا مع فشو النعرات القومية في أوروبا في ق19  و تعالي الأصوات التي تنادي بظرورة إيجاد حل للمسألة اليهودية و تزامن ذلك مع المجازر التي تعرض لها اليهود خصوصا في  روسيا القيصرية.

حيث اتهمت الحكومة الروسية اليهود بأنهم وراء مقتل القيصر الكسندر الثاني و تآمرهم على الدولة و تصدرهم وتزعمهم للحركات الثورية ,فالثورة البلشفية التي أطاحت بالحكم القيصري اللذي دام ما يقارب 4 قرون على سبيل المثال كان معضم قادتها من اليهود حتى وصفها البعض بالثورة اليهودية .

وهذا ناهيك عن كون أب الاشتراكية الحديثة كارل ماركس يهودي مع أن أبوه كان قد اعتنق المسيحية تقيةً.

المهم هنا هو وجود نخب فكرية يهودية علمانية قومية ابتغت تأسيس وطن قومي لليهود بسبب اضطهادهم في أوروبا و ضيق الأخيرة بهم كذلك .

وهذه كانت هي الظروف المحيطة بتأسيس  الحركة الصهيونية التي ستختار فلسطين موطناً لليهود بعدما كان الإختيار بينها و بين أوغندا و الأرجنتين و المضحك هنا أن هرتزل نفسه كان يفضل أوغندا على فلسطين .

-خلو الساحة :

وبعد عزل السلطان عبد الحميد اللذي كان يشكل حائط صد أمام مشاريع اليهود و الصهاينة في فلسطين حتى وصفته الصحافة الأوروبية بمضطهد إسرائيل و حواراته مع هرتزل معروفة , وبعد هزيمة الخلافة العثمانية في الحرب العظمى كانت الأبواب مفتوحة أمام الصهاينة للتمدد و السيطرة على أكبر قدر ممكن من أراضي المسلمين تحت دعم و تغطية  من عدوة الإسلام بريطانيا التي لم تدخر جهدا منذ كانت لها اليد العليا على المسلمين في محاربة الإسلام و التنكيل بأهله.

 و إن كانت طرقها و وسائلها الخبيثة تختلف عن طرق و وسائل فرنسا الفجة إلا أنها أخبث و أمكر و بالتالي أخطر . لكن شعب فلسطين المسلم لم يستكن و لم يركن للعدو اللذي ينهب أرضه بدعم و تسهيل من قوات الاحتلال البريطاني التي ما إن تبين لها أن الصهاينة أصبحوا قادرين على الدفاع عن أنفسهم و أنهم مسلحون أحسن تسليح حتى أعلنت الانسحاب من فلسطين.

إستمر مسلسل تجبر اليهود و الصهاينة المقدسة بعد أن توطدت أركان دولتهم و استقرت سيطرتهم على ما نهبوه من الأراضي بعد مجازر دامية  إستمر القتل و التنكيل و التجبر  دون حسيب أو رقيب.

-أساطير أحقية اليهود في الأرض:

يمكن القول أن مصدر   الصهاينة الأول في إثبات إدعائاتهم في ما يتعلق بملكيتهم للأرض المقدسة هو العهد القديم(التوراة) فالصهاينة بالطبع لا يؤمنون بمصدرية التوراة الالهية إلا أنهم يتخدونها كوثيقة تاريخية تثبت مزاعمهم لا أكثر.

ينبغي التنبه إلى أن عودة اليهود إلى فلسطين الآن يتعارض مع الإعتقاد اليهودي اللذي يعتبر أن عودة اليهود الأرض الميعاد لا ينبغي أن يتم حتى يخرج المسيح المخلص و معه سيعود الشعب إلى أرضه بعد الشتات (بالطبع هم لا يعتبرون أن عيسى ابن مريم هو المسيح اللذي بشرت به التوراة و هم يعتبرونه مجرد مدعي).

 فاليهود يمكن أن يقال أنهم رضوا بالعقاب الالهي عليهم لكن الحركة الصهيونية أبت إلا تأسيس وطن قومي لليهود يجمع شتاتهم كقومية واحدة .


-مؤشرات النهاية:

إن الخطر الأكبر  على أي دولة مهما بلغت قوتها هو الخطر الداخلي ,خطر التقاتل و التناحر الداخلي و الطائفية و التحزب داخل الدولة الواحدة و هذا ما نراه اليوم في إسرائيل فالشعب الصهيوني أصبح شيع و طوائف منفصلة بعيدا عن الهدف الواحد و هذا أخطر ما قد يحل بدولة ما ,فكم من القوى العظمى في التاريخ لم تكن نهايتها في حرب أو نزاع مع عدو لكن كانت نهايتها من الداخل و هذا ما نراه يحصل اليوم في دولة اليهود .

كثرت الأصوات التي تتنبأ بقرب نهاية إسرائيل و هذه الأصوات ليست إسلامية كما قد يتوقع البعض بل من الأوساط السياسية الغربية كيسنجر وغيره  بل و الإسرائيلية نفسها من أعلى مستوى " إيهود باراك, نتنياهو"

إسرائيل لم تعد بتلك الأهمية الاستراتيجية لحلفائها الغربيين و لأمريكا بالخصوص إذ منذ 1967 لم تتمكن إسرائيل من تحقيق الحسم العسكري و كسب أراضي جديدة و هو شيء غاية في الأهمية للأنضمة الاستيطانية هذا بالإضافة للنمو السكاني الفلسطيني الكبير بالمقارنة مع الإسرائيلي و هذه نقطة بالغة الخطورة, فالنضام الإستيطاني ينبغي عليه أن يقضي على أي وجود للسكان الأصليين للأرض و هو ما نراه في حالات الإستيطان الناجحة (أستراليا,نيوزلندا,أمريكا) و هو ما غاب في حالات (الجزائر,جنوب إفريقيا) و كان سببا في عدم نجاح هذه التجارب الإستيطانية.


-بين الوضع الاسترتيجي و التمكين الالهي:

مهما بدى أن الوضع في صالح اليهود و في يد أعداء هذا الدين و أن القوة المادية  بجانبهم اقتصادية و عسكرية و إعلامية كانت فإن المسلم لا ييأس و لا يستكين الأعداء الله اللذين يسعون في  الأرض فسادا و ينبغي على المسلم أن يعلم تمام العلم أن الله عز وجل أكبر و أعظم  و أنه قادر في لحظة على قلب الموازين و هو أقدر على إجثتات أرباب الكفر و الطغيان في الأرض و هم في أوج  قوتهم و فور مجدهم  و لنا في فرعون و عاد و قوم لوط  عبرة, هذه سنة الله في خلقه ...لكننا لا نقرأ القرآن.










   نشر في 17 ماي 2022  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا