اللص النفسي 2019 - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

اللص النفسي 2019

القصة القصيرة - سرقة / جريمة ( اللص النفسي ) 2019

  نشر في 11 يوليوز 2019 .

ما كنت أريده حقا هو ان اصبح طبيباً نفسيا لكي أساعد الناس من تخلص من مرضهم النفسي ومن خلال حديثي معهم اكتشف قدراتهم الداخلية من اجل ان احقق لهم توازناً نفسياً واجتماعياً وكذلك مساعدة المريض على التعامل مع مشاكله بواقعية ، و بطريقة تمكنه من تحقيق نضجا سليما . لكن للأسف هذا حدث في مخيلتي فقط فعند نهاية دراستي في مجال علم النفس لم أجد من يساعدني لأحقق حلمي برغم من مستواي دراسي الذي كنت أظن أن بلادي سوف تكون فخورة بي من خلال تقديم يد المساعدة مثلاً لأتمم دراستي في الخارج لكي اكتسب المزيد من المعلومات حول علم النفس او ان اجد فرصة عمل لكي اصبح طبيبا نفسيا أو شيء من هذا القبيل .

في صراحة أخشى عقلي عندما يبدأ في التفكير لأنني أعلم في آخر المطاف سيقودني إلى ما هو غير قانوني بنسبة لبلادي و ما هو غير شرعي بنسبة لِديني ، لكن للأسف فأنا لست من الأشخاص الذين يجتهدون و يثابرون وفي الاخير لن يصلوا إلى هدفهم . حياتي كلها لم أفكر قط في السرقة حتى و إن كنت في أمس إلى الحاجة ، أتألم كثيراً عندما أتذكر ذكرياتي في الثانوية و الجامعة و عندما أرى بيتي الذي يحمل أحلامي وشواهدي على أني قادر أن أزاول المهنة التي كنت أحلم بها منذ مراهقتي لكن وطني الحبيب جاء بين يدين لا تستحقه يد اللصوص الذي جعلوا مني لصا . وفي أغلب الأحيان ألجأ إلى البكاء لكن الجميل في الأمر عندما أتذكر أن علم النفس يدرس الإنسان ككل بما في ذلك النشاط العقلي ، العمليات النفسية ، وشخصية الإنسان ، بالإضافة إلى قدراتي العقلية التي امتلكها وهذا سوف يساعدني في تلاعب في بعقول الضحايا .

أصبحت لصاً نفسياً عوض أن أكون طبيباً نفسياً الذي يعالج الناس أصبحت شخصاً يتلاعب بعقول الآخرين لكي يسلب أموالهم . . دون أن يدركون ما يفعلون ، ببساطة عوضا أن استغل قدراتي العقلية في ما هو شرعي استغلته في ما هو غير قانوني لست أنا من آريد هذا لكن يقول المثل : يصنع الفقر لصوصا ، كما يصنع الحب شعراء .

كانت أول سرقة لي في محل مجوهرات تملكه سيدة جميلة جداً في صراحة عندما رأيتها عقلي لم يعد يفكر في السرقة جمالها فاتن لكن ليس بناء علاقة هو هدفي في ذلك الوقت ، عندما رأيت محل المجوهرات وبالخصوص يملكه العامل النسوي فكرت في تطبيق استراتيجية رد الجميل التي قمت باستغلالها عندما تظاهرت بأنني مغمى عليه أمام ذلك المحل للمجوهرات لكي تقوم بمساعدتي صاحبة المحل من أجل أن ارد لها جميلها فبدأتُ أتقرب لها يوم بعد يوم إلى أن فزت بقلبها وبحبها لي حتى تمكنت من الاستيلاء على أموالها التي كانت تملك بطريقة ذكية فأصبحت تفعل أي شيء طلبتهُ منها في الحقيقة جعلتها مثل الدمى المقيدة بخيوط تحركها .

و أما عن السرقة الثانية التي قمت فيها بتطبيق إستراتيجية إغواء اللاواعي للشخص الذي اردت سرقته فمازلت أتذكر عندما كنت ادرس في العام ما بعد الأخير في علم النفس أن هناك دراسة وجود بعض المؤثرات الخفية التي تجعل الشخص يقوم بفعل ما دون أن يكون مبرمجاً لذلك ، فعلى سبيل المثال تدفع رائحة المنظفات الشخص للقيام بتنظيف وترتيب المكان ، ونفس الشيء يحدث له بعد رؤيته لصور عيون ، حيث ترمز العيون و توحي بوجود مراقبين بالمكان . ومثل أن يصبح الشخص أكثر تقديمًا للعون إذا سمع كلمات أو جملا مثل " أنت شخص متعاون " و " يُمكن للمرء أن يعتمد عليك " ، ومع ذلك لا ينتبه لوقع هذه الكلمات وتأثيرها عليه . وتعتبر هذه التأثيرات في علم النفس وسائل من إغراءات اللاوعي ، حيث يُمكن أن تتمثل في كلمات ، وأصوات ، وروائح ، وإيماءات ، أو مشاهد قد تقود الشخص لفعل ما لا يكون سيفعله بعيدًا عنها ، وهذه الاستراتيجية هي التي حاولت تطبيقها مع الضحية الثانية وذلك من خلال إمضاء أحد الأغنياء على شيك بمبلغ 300 مليون درهم مغربي.

و الآن فإنني خرجت من السجن الذي قضيت فيه 6 سنوات بسبب جريمة قتل لم ارتكبها عندما أردت أن أخدع احدهم واسلب له امواله لكن عندما قمت بالخروج من منزله وجدته الشرطة مقتولاً بسبب بعض المناوشات مع أعدائه وسبب دخولي إلى سجن هو أحد الشهود وبصماتي التي وجدت في منزل الضحية . لكن خرجت من السجن عندما اكتشفوا أنني لم أقترف تلك الجريمة وبرغم من خروجي من السجن تذكرت أنني سأخرج إلى سجن آخر مظلوما على جريمة لم أرتكبها وهي جريمة أمي و أبي عندما قاموا بولادتي في هذا البلد الذي آعتبره سجنا لا فرق بينه وبين السجن الحقيقي الذي جعل مني لصاً وضحيتاً .

قصة لـ : حمزة لحسيني
Whatsapp : +212697-780182
دواعي وأهداف القصة:
I. هناك أشخاص ليسوا لصوصًا بالفطرة لكن الظروف تضطر إلى اللجوء إلى السرقة.
II. بسبب بعض اللصوص الكبار في بلادنا هي سبب ظهور اللصوص الصغار. الفرق بينهما هو أن اللص الكبير يصطاد اللص الصغير واللص الصغير من صنع اللص الكبير.
III. هناك أشخاص أبرياء في السجن.


  • 1

  • Hamza Lahssini
    حمزة لحسيني. حمزة لحسيني - Hamza Lahssni هو كاتب ومؤلف قصص .لديه تجربة في بعض الاعمال الفنية مثل - الافلام الصامتة المضحكة ، كان مغني راب .
   نشر في 11 يوليوز 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا