...جعلت الدنيا من الإنسان آلة لا تعرف سوى الجري وراء حطامها.. جعلته غير مهتم لما يدور حوله.. غرته بمظاهرها.. ألهته عن دينه و عن آخرته ..ناسيا لما هو أصلا في الدنيا. فعندما نتأمل حقيقتها جيدا ندرك أنها ليست بدار استقرار و لا إقامة ولم تكن يوما كذالك.. ظاهرها فاتن.. لكن.. حقيقتها فانية ، فلا يوجد فيها إلا أناس هم في زحمتها يركضون ..ووراء حطامها يلهثون .
وهناك منهم دائموا القلق ، مشغولوا البال ، لا تشغلهم سوى دنيا الناس. فقد صدق الله عز وجل إذ يقول "وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ". ضع لنفسك هدفا يقربك من الله عز و جل، ولا تشغل نفسك بهموم الآخرين... وقلل من أصدقائك فأحيانا من تظنهم أصدقائك هم من يتسببون في حزنك و تعاستك.. لا تركز أهدافك و أحلامك على أناس هم لا يدرون حتى قيمتها... وكن غريبا... اجعل من الدنيا لك طريقا و مسلكا تصل به إلى موطنك و أرضك ،لا يشغل بالك شئ أثناء السير في الطريق...