كان الهواء يداعب خصيلات شعرها البنى كشعر فرس يقف شامخا وسط صحراء باطنها بور ظاهرها جمال و عزة و تاريخ..
قامت من على الكرسى المبطن من الظهر لتتركه وحيدا حزينا متألما ، فقد فارقه روح لفتاة تشرق الارض نورا بجمالها..
مدت يدها لتلتصق بكف شاب يبدو انه حبيبها الاول و الابدى ، جلسا و الابتسامة لم تفارق شفاها ، و لكن على شفتيه جمود و قسوة لم تعهدها من قبل..
ازيك ؟
الحمدلله كويسة يا ادم..
ياسمين..
ايه يا ادم اتكلم !
انا مش هينفع اكمل..
سكتت ياسمين للحظات و كأن الارض توقفت عن الدوران..
مش هتكمل ايه ؟
علاقتنا مش هقدر اكمل معاكى..
ليه هى لعبة ؟ و زهقت منها و مش هتكمل..
انت طفل يا ادم ! دى الاطفال انضج منك..
كان الجليد ينهار..
بصى يا ياسمين انا بحبك ، بس الحب وحده مش كفاية فيه حاجات اهم..
تفتكرى الحب ممكن يخلينا نعيش مرتاحين ، الحب مبيديش فلوس ، ممكن يدى سعادة و راحة لكن مش هيوفرلنا حياة مريحة نقدر نعيش فيها..
كانت ياسمين تستقبل كلام ادم باندهاش كبير..
ثم قالت :
انا مش عايزة حاجة غير انى ابقى معاك.. بالحب هنقدر نعمل المعجزات..
قال ادم على الفور :
عيبك يا ياسمين انك خيالية و عايشة حياتك زى الافلام العربى القديمة..
يعنى انت عايز ايه ؟ عايز تسيبنى ؟ طيب قوم مش عايزة اشوفك تانى !
هقوم يا ياسمين بس قبل ما اقوم عايزك تفهمى ان الحب مش كافى لاقامة علاقة ناجحة ، انا مرتبى يادوب بيكفينى ، هفتح بيت ازاى ؟ بالحب !
عايزك ترتبطى بواحد يسعدك ، و يقدر يلبيلك طلباتك..
هو ده الحب يا ياسمين.. اللى عايزك تفهميه..
شعرت ياسمين ان كل شىء ينهار و لكن ما الجدوى من اقناع شخص ثابت على رأيه و لا يريد ان يغيره..
قامت و مدت يدها لتلامس كفه الذى بات قاسيا بعد ما كان يفجر باطنه ينابيع من الحنان و الامل..
ظل جالسا و نظر الى مسراها ليتاكد انها خرجت من الكافيه..
ثم قام بامساك هاتفه ، و قام بتوجيه كلامه ل ايسل تلك الفتاة التى يريدها الان..
خلاص يا ايسل انا فركشت مع ياسمين و مستنيكى فى الكافيه..
انا هبدا معاكى قصة حب محصلتش فى العالم ، انا بحبك حب محدش حبه لانسانة..
كانت ياسمين قد خطت اقدامها لسيارتها و بمجرد ان جلست ، امسكت هاتفها و قامت بتوجيه الحديث لاحمد حبيبها الاول الذى غدرت به من قبل لتبدأ معه من جديد..
-
على نور الدينإن عالم “الواقع” لا يكفى وحده لحياة البشر إنه أضيق من أن يتسع لحياة إنسانية كاملة !