الأسطورة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الأسطورة

ربما طال الحديث عن تلك الظاهرة المنتشرة فى مصر تحديدا والتى تبعت مسلسلا رمضانيا يسمى (الأسطورة ) ,ولكن السبب الرئيسى وراء كتابتى لذلك الموضوع اليوم وبعد كل تلك الفترة هو أن الجميع يعرف أن التأثر الحقيقى بتلك الشخصيات الرمضانية يظهر فى العيد وكل المناسبات التى يستعرض فيها الشباب أحدث الصيحات الممكنة فى عالم الموضة والتقليد الأعمى . كما أن هناك سبب فرعى هو أنه -وعلى غير المعتاد- فإن المقلدين هذه المرة هم من الشباب ومن قد نطلق عليهم كبار السن , وهذا قد يدخلنا فى بعد جديد لتقليد من يعتبرهم شريحة كبيرة من المجتمع "بلطجية" .

  نشر في 07 يوليوز 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

عبده موته 


طفل صغير يقلد عبده موته 

منذ عدة سنوات -وكما قلنا مسبقا- منذ عدة أعياد ظهر بعض الشباب فى أزياء غريبة وقصات شعر بشعة يقلدون شخصية من فيلم مصرى كان بطله يدعى (الالمانى) مرة و(عبده موتة) مرة أخرى ومن شدة التقليد الأعمى فإن بعض الشباب قد ساروا عراة من نصفهم الأعلى كما سار البطل فى عدة مشاهد فى الفيلم مطلقين بذلك العنان لمن يريد أن يتخيل أيضا ماذا قد يفعل هؤلاء الصغار ليصلوا إلى مرحلة الألمانى ، ولكن لا حاجة لذلك فبعد لحظات من الإستعراض -كبطل الفيلم- بالأسلحةالبيضاء قتل شابا صغيرا صديقة بواحدة من تلك الأسلحة !!

اذا كان هذا ما يحدث كل عيد .... فما الجديد إذاً ؟!! الجديد أن المقلدين هذه المرة ليسوا صغاراً وإنما يمكن تصنيفهم إلى شباب بل ورجالا تعدوا مرحلة الشباب إلى حد ما وتلك هى المعضلة الكبرى .... فإذا كان الأطفال مقلدين بطبعهم وخاصة المشاهير ، فلما تنتقل تلك العادة إلى الكبار؟!! خاصة إذا اعتبرنا أن هؤلاء الكبار هم العاقلين والقدوة التى يجب أن يحتذ بها الأطفال.

أظن أن السبب الرئيسى هو إختلاف النظرة إلى البطل ، ففى كل مرة كان ينظر إلى الممثل على أنه بلطجى ولكنه "إبن بلد" لذلك كان هناك الكثير من أطفال وصغر المناطق الشعبية لاذين يقلدونه فى مناطق تعتبر البلطجة فيها نوعا من أنواع المفاخر والرجولة الزائدة ، بينما الان ينظر إلى "محمد رمضان" على أنه بطل واجه الظلم المستشرى فى المجتمع بما يستحق ألا وهو البلطجة !!

تقليد لشكل الأسطورة

إن السبب الرئيسى ورا تلك النظرة أن الجميع بدأ يستشعر وبقوة تلك الموجة الساحقة من الظلم وإنعدام العدالة وخاصة ما يحدث من الشرطة والقضاء الذين أصبحا يمثلان تشخيصا حيا اللواسطة أو "الكوسة" كما يطلق المصريون إلى جانب الظلم . وهو ما ناقشه فى المسلسل بشكل غير مباشر .

ولكن إذا كان "الأسطورة" هو مثال حى للنضال من وجهة نظر البعض .. فلماذا ينظر إليه البعض الاخر نظرة البلطجى أو المفسد الإجتماعى ؟!!

هنا تأتى نقطة الجدال ألا وهى : لماذا يقلد الناس تلك الشخصيات ولا يقلدها اخرون ؟!!

والإجابة الت أتوقعها وأظنها صائبة هى أن المشكلة ليست فى الفيلم أو الممثل وإنما فى الثقافة العامة ومستوى التعليم .

بالطبع المثقفون يرون يظلم ويؤمنون بأناس حرروا أنفسهم وأقوامهم من الظلم .ولكن طبقا لثقافتهم ومستوى تعليمهم فقد يؤمنون بأناس أكثر ثقافة مثلهم أو كما يقال عنهم "رموز ثورية" ك "جيفارا" أو "مانديلا" وغيرهم .

ورغم أن تلك الأسماء السابق ذكرها قد أستخدمت العنف والسلاح واعتبرت ان اظهار القوة طريق من طرق الوصول إلى السلام والعدل والإنتقام من الظلم ، إلا أن لا أحد يمكن أن يصفهم بالبلطجة أو العنف لأن التربية الثقافية للمؤمنين بهم تصفهم بالأبطال والمحررين .

لذك أظن السبب الرئيسى وراء تقليد الأسطورة وغيره هو أنه بالنسبة لفئات معينة من الشعب فهو بطل يفل الحديد بالحديد والقوة بالقوة والبلطجة بالظلم .

إن الطريقة التى صنعت بها تلك الأفلام والأعمال قد تبدو سطحية ومكررة ، ولكنها ناجحة جدا على المستوى الجماهيرى وذكية فى طريقة عرض البطل فى شكل "البلطجى الحقانى" سوبرمان المناطق الشعبية والمهمشين .

إن الطريقة المثلى للقضاء على تلك الظاهرة هى بنشر الثقافة والتعليم ، بجعل القراءة المنبع الرئيسى للرقى والتقليد وليس التلفاز وما شابهه من وسائل السيطرة اولتسمم العقلى .

قد يحاول البعض أن يوقف إنتاج تلك الأفلام أو يحاربها ولكن ليعلم الجميع أن من ينتجون تلك المواد يعاملونها معالمة السلع التجارية بمبدأ العرض والطلب ، فكلما زاد الطلب زاد الإنتاج وانتشرت تلك الأفلام والمسلسلات .

يجب علينا أن نعمل على نشر الثقافة وأن نعى حجم المشكلة الحقيقية ، يجب علينا أن نكترث لهؤلاء المقلدين خيرا من لعنهم وإعتبارهم نقمة المجتمع ز وتذكر دائما أن الفرق الرئيسى بينهم وبينك أنك أكثر منهم حظا فى نشأتك فتريبت اكثر تقافة وتعليما .




  • 5

   نشر في 07 يوليوز 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا