خيار علاجي جديد لفقدان الوزن

تأليف الدكتور: جاسون فنج

ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو

بدأت بتطبيق الصيام المتقطع مع ميغان راموس في برنامج الإدارة الغذائية المكثفة منذ عام 2013. في ذلك الوقت بدا مفهوم الصيام غريبا إلى حد ما. وكانت فكرة التخلي عن بعض الوجبات فكرة انتحارية من وجهة نظر فقدان الوزن

ظن الناس أن التخلي عن الوجبات سيجعلك تشعر بالجوع ويدفعك بشراهة لتناول الطعام بدون وعي

عندما بدأنا لم أكن قد سمعت أي شخص يتحدث عن الصيام. ثم فكرت بالأمر ملياً: إذا رغبت بفقدان الوزن قد تجد بعض العون عبر الامتناع عن الطعام. أنا طبيب وأطلب من المرضى الصوم في كثير من الأحيان. يتوجب على المريض الصوم في الليلة السابقة لإجراء أي عملية جراحية. وعند الحاجة لتنظير القولون يجب أن يصوم لمدة 24 إلى 48 ساعة. وعند فحص سكر الدم على الريق يجب أن يصوم. لذا علمت أن الصوم لم يكن محل جدال بالمطلق

ورغم ذلك كان انطباعي الأولي أن ذلك الأمر لن ينجح. ثم فكرت بالأمر ثانية” ولم لا ينجح؟

لم يكن ثمة سبب للفشل. لدي فهم جيد للفيزيولوجيا البشرية وأعلم أن الجسم يخزن الدهون لحالات فقد الطعام. إذا منحنا أجسادنا الفرصة فسوف تحرق تلك الدهون المخزنة بعناية. وبدأت أبحث في ذلك الموضوع. لم أجد شيئاً مكتوباً ذي جدوى حول الموضوع منذ أكثر من 40 سنة. كتب اثنان من بناة الأجسام مواضيع رائعة عن الصيام المتقطع ولكنني كنت مهتماً باستخدام الصيام لغايات علاجية للقضاء على الأمراض. أنتجت هيئة الإذاعة البريطانية في عام 2012 وثائقي الدكتور مايكل موسلي عن الموضوع وكان ذلك جل ما عثرت عليه

بدأت بمعالجة المرضى مستخدما عدة برامج للصوم. وكانت النتائج مذهلة. وتمكن بعض المرضى لدينا من التخلص من داء السكري النمط الثاني خلال بضعة أشهر.وفقد المرضى الكثير من الوزن الزائد. لم ينجح الجميع ولكن الذين قاموا بذلك بجدية فقدوا الكثير من أوزانهم. الأمر بسيط للغاية إذا لم تأكل ستخسر بعض الوزن. ظن الجميع أنني كنت مجنوناً وأحمق. وسمعت ذلك من بعض أقراني الأطباء ومن أخصائيي التغذية والممرضات ومن المدربين الرياضيين

بدأت بعد ذلك بإلقاء المحاضرات في مؤتمرات النظام الغذائي الكيتوني المنخفض الكربوهيدرات. حدث ذلك قبل عدة سنوات. وظن الكثير من الناس أن تناول الدهون كان فكرة مجنونة. ولكن الحميات الكيتونية أصبحت اليوم جزءاً مهماً من البرامج الغذائية وحصلت الكتب المتعلقة بها على مراتب متقدمة في قوائم الكتب الأكثر مبيعاً. وفي هذه الفسحة من المحتمين”المجانين” كان الناس ينظرون إلي نظرة استهجان. ولكن كم تغيرت الأمور في غضون سنوات قليلة

كشفت إحصائية سنوية عام 2018 للصحة والغذاء قام بها لجنة معلومات الغذاء العالمية إن ثلث المستهلكين اتبعوا حمية ما. ولكن أي حمية حظيت بشعبية أكبر؟

حصل الصيام المتقطع على نسبة 10% من المتبعين للحمية بالمقارنة مع 5% لحمية المنخفضة الكربوهيدرات وحمية 30 الكلية. ويعتبر ذلك أمراً مذهلاً لإن الصيام يختلف كلياً عن أية حمية أخرى. تركز معظم الحميات على سؤال”ماذا نأكل؟” بينما يركز الصيام على “متى نأكل؟”

يمكنك إدخال الصيام ضمن أية حمية ترغبها سواء كانت الحمية النباتية أو الكيتونية أو طعام الأسلاف وغيرها. فإضافة الخيارات العلاجية لفقدان الوزن أمر طيب على الدوام

بينت الإحصائية ذاتها أن معظم الناس نسبوا زيادة الوزن لتناول السكر(33%) والكربوهيدرات(25%) وهي نسبة تزيد بمقدار الضعف عن الدهون الغذائية. ساد الإعتقاد في التسعينات أن جميع الدهون ستؤدي إلى السمنة. وحصلنا على معظم المنتجات المنخفضة الدهون. ولكن تناول الأغذية المنخفضة الدهون مثل الخبز الأبيض والمكرونة والبقول لم تساعد في خفض الوزن وسط استغراب الأفراد المناصرين للتوصيات الغذائية الذين أكدوا على الدوام على تخفيض الدهون كرسالة أساسية لصحة مثالية

ولكنك لن تستطيع خداع الناس إلى الأبد

أظهرت توجهات جوجل زيادة الإهتمام بالصيام المتقطع. عندما كتبت في عام 2016 كتاب شفرة السمنة والدليل الكامل للصوم كان الإهتمام بالموضوع ضعيفاً إلى حد ما. وارتفع ذلك بعد عام 2016 بشكل ملحوظ.حيث زادت أعداد الباحثين عن الموضوع يومياً بمقدار ثلاثة أضعاف

يبدو أن عام 2018 يشهد أهتمام وسائل الأعلام الرئيسية بالصيام المتقطع. أشار مقال في برنامج” صباح الخير أمريكا” إلى روبن فوروتان وهي أخصائية تغذية مجازة ومتحدثة بإسم أكاديمية الغذاء والتغذية، وهي المؤسسة الناظمة لعمل أخصائي التغذية في الولايات المتحدة بقولها”من المفيد أن نرى شيئاً يحظى بالشعبية وفي الوقت ذاته يكون آمناً على المتبعين له.”

تحول الصيام من فكرة مجنونة عام 2013 إلى ممارسة تعتبرها أكاديمية الغذاء والتغذية آمنة

توفرت اليوم منتجات تساعد من يعاني بعض المصاعب أثناء الصيام وهي رائعة وتمنح الناس خيارات أكبر. مثل شاي الصوم الذي يهدىء نوبات الجوع ويساعد مركزنا في تقديم النصح الشخصي والمتابعة

كتبت ياهو مقالاً عن هذا الشخص و”كيف ساعد الصيام المتقطع هذا الرجل على خسارة 125 باوند”. لم يكن شخصاً عادياً. كان طبيباً أنهى سنوات من التدريب الطبي وتحول إلى الصيام المتقطع لمعالجة مشكلته الخاصة مع السمنة

وتمكن من خسارة الوزن والمحافظة على ذلك . لقد تحول إلى الصيام المتقطع الذي استخدم منذ فجر لبشرية.

إذا كان الأطباء هم من يتبعونه فلا شك أنهم يعتقدون بإستدامته وفائدته

يكمن الجانب الأصعب في قضية فقدان الوزن في المحافظة على الوزن بعد النزول وليس في فقدان الوزن في المقام الأول

وهنا يوفر الصيام المتقطع للمرضى خياراً أفضل

بدأت المؤسسات الأكاديمية المرموقة مثل جامعة هارفرد بإيلاء الاهتمام بالصيام المتقطع

وكتبت الدكتورة تيلو في مدونة هارفارد الصحية مؤخراً “تحديثاً مفاجئاً” يتعلق بذلك. وتشير إلى الدكتور ويكسلر مدير مركز داء السكري في مستشفى ماساتشوستس العمومي “ ثمة دليل يقترح أن منهج الصوم النمطي اليومي حيث تحصر الوجبات في فترة 10 ساعات فعال للغاية

لم يكن لنصيحة تناول الطعام8 أو 10 مرات في اليوم أو تناول الفطور دائماً أي أساس علمي. ولم يكن هناك أية دراسات على فعالية تلك النصيحة. ولكن إذا لم تأكل لن يستطيع البقية بيعك منتجاتهم. لذلك كان تناول الطعام بإسراف جيداً للتجارة ولكنه سيئاً على خصرك

وكما قلت مراراً وتكراراً حظيت نصحية تناول 10 وجبات صغيرة ببريق لا تستحقه

لا تأكل إذا لم تكن جائعاً. هذا أمر منطقي

ولكننا ظننا وأخبرنا أولادنا “يجب أن تتناول بعض ألواح الجرانولا حتى وإن لم تشعر بالجوع وإلا تعرضت للمرض.” ثم بدأنا بالتساؤل عن أزمة السمنة لدى الأطفال

ذهب إبني هذا الأسبوع إلى مخيم مدرسي للروبوتات. وأرسلو لي في معلومات أولياء الأمور تأكيداً بأنهم سيقدمون لكل طفل وجبة الغذاء ووجبتين خفيفتين كل يوم. لماذا يحتاج ولدي أو أي طفل آخر لوجبتين خفيفتين؟ ولكن بما أن النصح يأتي من المدرسة فإنه يوجه أطفالنا للإعتقاد بضرورة تناول الطعام بإستمرار كي يصبحوا معافين. وبالمقارنة عندما كبرت في السبعينات لم يأكل أحداً وجبات إضافية خفيفة. ولم تكن السمنة مشكلة آئنذاك.

المصدر:

A New Therapeutic Option for Weight Loss

By: Dr. Jason Fung

July 11, 2018

Medium.com