هلما حبا لبلد يعشق شمس الأصيل فيه بن شهيد و مجاهد ،هو في الاصل طبيب و محام و شرطي ، تلكم خزعبلات الحسد من جنس ليس بجزائري ليس قوي العزيمة يبغي عنفا و قسوة رحم فيما بين الجزائريين و لكن لن تفرق بين ابنائه لا فتن و لا مشاكل لأن جنود الخفاء كثر و لا تراهم عين بشر هم من ينصفون القضايا العادلة دائما ، هي هكذا حكمة الله في ان يحمي عروس البحر الأبيض المتوسط ، و ستظل جوهرة افريقيا بل العالم برمته .
جاب قلمي على صفحات من أمل يكتب و يكرر العزيمة أن الجزائر بخير و ستظل مهما كاد لها الأعداء ، هي هكذا على جبين كل حر غالية و ستظل ، فلما تتعبون جهودكم يا من استعمرها بالأمس عدو قزم في قامته و يريد لها شتاتا اليوم ، ليس بعد لم تفهموا عقيدة وطن سال لأجله دم عطر و زكي ، فاح على ربوع خريطة العروس و ها أنذا أكررها قسما و يقينا :
إلا الجزائر لن تنكسر كما سبق و قلت و سأظل أكررها عزة بلد حر هي جزائر قوية فوق كل الظنون ...
نحلل قضايا أبنائنا من أطباء و ممرضين و نتوغل في لب مشاكلهم لنفهم انهم يريدون خيرا للجزائر ليس ألا ، و الا فما حاجة الاحتجاجات و اللافتات إلا بهدف رقي بلد و سيرتقي بإذن الله..مسألة وقت و تزدهر ورود الجزائر حلقات من خير تلفني في قمة سعادة أن الصحة بخير و سترتقي و ما يلفها من فوضى هي بداية الاصلاح الحقيقي ان شاء الرحمان .
سأكتب بالأمل حتى عن الألم لأنه تذكرتي لأصل للضفة الأخرى من تحرر الجزائر من كل القيود التي لفتها لسنوات ، قد أقول اطماع الأجانب و خاصة فرنسا أي نعم ، و قد أقول غيرة بلدان أي نعم و قد اقول تأخر في النمو أي نعم لكن سأقولها بكل عفوية و جرأة : الصحة في الجزائر سترتقي و ستكون بخير ما دام الطبيب و الممرض فيها يعي جيدا ثقافة الحفاظ على الجزائر و يعي أكثر ضرورة تقديم خدمة جليلة للمريض الجزائري ، هكذا هو تصوري و هكذا هو تخميني بعيدا عن كل لغة للتيئيس ، لا وجود لليأس بعد اليوم لأنه عهد جديد للصحة في الجزائر ، هو احساسي لأني أحب الجزائر و أحب أبناء الجزائر و أدافع عنهم حتى و ان أخطأوا فالخطأ من أبناء الجزائر كرامة و عزة نفس ليس الا ، و ما هذا إلا شهادة كل من زار الجزائر و سحر بجمالها و بكرم شعبها ، فكيف لليائسين أن يقولوا البلد انتهت ؟ انتهت من ماذا و الرجال فيها عمدة أساس لا ينهار مهما ساومه الكارهون و الحاقدون على جمال العروس...
انتم من تريدون خلط اوراق عزة بلد ارتاحوا فالبلد بخير و الصحة سترتقي ...و من لديه شك فلينتظر اجابة زمن قادم محمل بكثير من الخير و الأمل و الوعود التي ستتحقق بإذن الله تعالى كما تحقق معها النصر ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 و يوم الخامس من جويلية 1962..
ارتاحوا الصحة بخير فلا تخلطوا فيها لقاح الشك لجهاز المناعة القوي الذي يعصمها من الانهيار فجيناته كبرت من لبن حب الجزائر ...دعونا نستعد لعهد جديد و في الصحة نعتلي عرش الرقي ان شاء الله تعالى ...و لعائض القرني أبيات في العروس أزفها لكل جزائري و جزائرية ، و دعوني ابكي حبا لجزائر عظيمة جدا ...فلكم تلكم الأبيات :
حي الجزائر و اخطب في نواديها
و ابعث لها الشوق قاصيها و دانيها
شعب البطولات حيا الله طلعتكم
كتائب البغي قد قصوا نواصيها
كتبتموا بالدم القاني مسيرتكم
اسأل فرنسا و قد خابت أمانيها
نصرتم الله في تحرير أرضكموا
فصرتموا قصة للمجد نرويها
أنتم أساتذة التحرير ثورتكم
للعالم الحر إيقاظا و تنبيها
رصوا الصفوف على الإسلام وحدتكم
محمد رمزها و الله راعيها
أتيتها و جناح الشوق يحملني
أكاد من فرحة البشرى أناجيها
فصرت بين جموع الناس في لجب
من الأشاوس تشجينا معانيها
رجالهم كأسود الغاب في همم
حتى الغواني ظباء في مغانيها
فكلهم حاتم في بيته كرما
و كلهم عنتر لو صاح داعيها
يا جنة الله في الدنيا كفى خطرا
من سحر عينيك قد ذقنا دواهيها
ترابها زعفران و الربى حلل
منسوجة بيد من صنع باريها
طاب الهواء و راق الماء و ارتجلت
حمائم الروض أبيات تغنيها
و الشمس خجلى غمام الودق يسترها
حينا و حينا بوجه الحسن يبديها
هذي الجزائرأرض الفاتحين بها
منابر المجد تدريبا و توجيها
شكرا لكم يا نجوم المجد ما هتفت ورقاء
روض و ما ست في الربى تيها
شكرا لكم يا أباة الضيم ما رفعت
أعلامكم و سيوف الله تحميها
شكرا لكم من بلاد الوحي أبعثها
الدمع يكتبها و القلب يمليها
**********************************
أما انا فأردد دائما : عاشت الجزائر حرة مستقلة
المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية