القصة القصيرة(سافارى) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

القصة القصيرة(سافارى)

سافارى

  نشر في 23 ديسمبر 2015 .

                                                                         سافارى

- أسرعى ياأمى سنتأخرعلى الطائرة

- كل عام أنسى الكثير من الأشياء بسبب إستعجالك هذا...تمهلى قليلا حتى أستطيع التركيز ياسارا

- أنا شغوفه جدا ياأمى برحله هذا العام تحديدآ, لإنها مكانآ مختلفآ عن مانحن متعودين السفر إلية.... فكل عام غالبآ ما نذهب لنقضى الأجازة فى إحدى الولايات الأمريكية الأخرى التى لا تختلف كثيرا عن ولايتنا, مع أنه لا يوجد أجمل من ولايتنا الخلابه فلوريدا بالطبع,أو نسافر إلى إحدى الدول الأوروبية, لكنها المرة الأولى لنا التى سنسافر فيها إلى صحراء جنوب أفريقيا!

- هل تعلمى إننى أتوجس من تلك الرحله تحديدآ, لا أدرى لماذا, انتى التى ألحيتى على هذة الرحلة, وأباكى لا يرفض لكى طلبآ, كما إنه يعشق الأماكن الغريبة والمثيرة,

وأنا لابد لى من مصاحبتكما....لا مفر

*************

سارا ووالدها مايكل ووالدتها كريستينا, أسره أمريكية صغيره تقطن فى ولاية فلوريدا التى تشتهر بشواطئها الخلابه, كل عام يقرروا السفر إلى دولة من دول العالم, فقد كان مايكل يرى أن من أكثر متع الدنيا هو الإستكشاف, وكان يريد أن تتربى إبنتة على ذلك, كان يعمل مديرآ فى إحدى الشركات السياحية فى فلوريدا, حيث كان ينظم رحلات السائحين من مختلف أنحاء العالم إلى ولايتة الجميلة فلوريدا, لكن لا تنظم شركتة رحلات إلى خارج فلوريدا, فكان عملة لا يشبع نهمة الشغوف بالإستكشاف, لذا كل عام يأخذ أجازة من أجل إشباع رغبته تلك...

*************

تراءت لهما رمال صحراء جنوب أفريقيا الذهبيه, حيث كانت ذات بريقآ ذهبيآ يخطف الأنظار تحت أشعة الشمس ...

أخذت سارا تتأمل كل هذا الجمال, وتمعن النظر فى بعض أشجار النخيل التى تترامى هنا وهناك فى لوحه عبقريه, وقارنت بينها وبين شاطىء النخيل الذى تعشقة فى ولايتها, حيث تجلس على الشاطىء أمام البحر وحولها أشجار النخيل فى كل مكان...

- - سارا....أرى أن مشهد الرمال من هنا قد سلب كل تركيزك ياإبنتى الحبيبة

نعم ياأبى ما أروعة حقآ-

سمعوا جلبه تأتى من المقعد خلفهم, حيث كان أحد الأفريقين يتحدث بطريقة حادة جدآ مع مضيفة الطائرة, فإلتفت مايكل للخلف يسأل المضيفة عن سبب الشجار

- ياسيدى...لقد طلب الأستاذ مخبوزا, فأحضرت لة بيتزا, فقضم منها قضمة ثم بصق مافى فمة على أرض الطائرة بجانبة, وهو يقول هذة ليست أكاراجى, فنظرت سارا لأبيها بعين مسائلة فأجابها بأن أكاراجى هذة أكله تشتهر فى نيجيريا تحديدآ, وهى نوع من العجائن عبارة عن كرات صغيرة مقليه فى زيت النخيل تحديدآ وبها بصل ولوبياء وملح

فسمعت المضيفة هذا التوضيح, فقالت لمايكل: أنا لم أفهم من كلامه سوا إنة يريد بعض المخبوزات, ولم أعلم إنة سيتصرف بهذا الشكل غير اللائق فى الطائرة

أخذ الأفريقى يتمتم ببعض العبارت غير المفهومة بلغتة هو, فصاحت بة المضيفة وهى استشعرت من كلامة انة مصر على تناول تلك العجينه: ليست لدينا تلك اكاراجى هذة..

فقام مايكل من مكانة, وأخذ منها صينية المخبوزات وأخذ يقنعه بلغة إنجليزية بسيطة, بأن هذا المخبوز يشبة الاكاراجى ولكن لا يحتوى على لوبياء, وأن هذا ألذ طعمآ, وأخذ من الصينيه قطعه بيتزا صغيرة وأخذ يلوكها بإستمتاع حتى يشجع الرجل الأفريقى على أن يقلدة, وبالفعل إبتسم لة الرجل, وأخذ يأكل بقية المخبوزات.....

*********

قابلتهم موجة حر ساخنة جدآ فور نزولهم على أرض دولة جنوب أفريقيا,ولكنهم سرعان ماتجاوزوها...

كانت كريستيا تريد أن تنطلق إلى صن سيتى ريزورت حيث سمعت عنة كثيرا من أصدقائها إنة مملكة الترفية هنا, بينما كانت سارا ووالدها يخططان ليقضيا هذة الأجازه فى الصحراء, فولايتهم فلوريدا لن يجدا أجمل منها فى كل وسائل الترفية, بينما هما كانا يبحثان عن الإختلاف, لذا فمنذ بداية إستقرارهم فى هذا الفندق الراقى فى صن سيتى, حتى إنطلقت الأم فى جدول الرحلة التى رسمتة لنفسها, بينما إنطلق الأب وإبنتة إلى الصحراء....

إستأجرا سيارة ليتجولا بها بمفردهما, فقد كانا يريدان الإنطلاق فى هذا الفضاء الأصفر الشاسع أمامهما, الذى يشعرك بإنك تمتلك الدنيا كلها, ورفض الأب اصطحاب مرشد معة, فقد كان لا يريد أن يلتزم بأى طرق أو إرشادات, كان يريد الإنطلاق بحرية دون أى ضوابط, الإنطلاق فحسب.....

انطلق الأب بسيارتة سريعا جدا, حيث ساعدتة هذة السيارة الأفريقية كثيرا فى خرق حواجز المجهول, بينما حبات الرمال الصفراء تعلن ثأرها وذلك بإختراق عيونهما, حتى أجبرت الأب على التوقف.....

أين هو الأن؟؟ هو لا يعرف حقا!!!

لقد مرت الساعات وهو يقود السياره..نظرا فى كل الإتجاهات... لا يوجد غير الرمال الصفراء التى تأسرهم بداخلها!!

- لقد أخطأنا ياأبى عند إصرارنا على عدم اصطحاب مرشد, حتى أن هاتفى الخلوى فقد الأثر لإنة لا يوجد شبكه إنترنيت هنا ولا يوجد شبكة تغطية علية, كما أن المشكلة الكبرى الأن أن الطعام والشراب فى طريقهما السريع إلى النفاذ....

ليتنى أحضرت معى أدوات الكشافة التى كنت أحملها معى دائما فى صغرى فى كل رحلات المدرسة

- التكنولوجيا ياابنتى الحبيبة طغت على كل هذة الأدوات التقليدية, ولكنى اعترف انك على حق الأن, كانت ستنفعنا مثلا البوصلة لنعرف إتجاهنا الأن ونحدد موقعنا على الخريطة التى لحسن حظنا أعطانا إياها سائق تلك السيارة العتيقه التى مثلها نضعها عندنا فى المتحف ولكنى أعترف إنها سريعه جدا والحق يقال...

هيا لنكمل طريقنا لعلنا نهتدى إلى شىء

اللعنه!!! السياره لا تريد أن تتحرك !

يالهذا اليوم العصيب!!

- اهدأ ياأبى وسيطر على غضبك حتى نستطيع التفكير بهدوء والخروج من هذا المأزق

- ماذا سنفعل الأن..ليتنا سمعنا كلام أمك وقمنا بالترفية مثلها, إنها الأن تستمتع بوقتها حقا ونحن هنا على وشك إنتظار الموت فى هذة الصحراء القاحله!!

- إسمع ياأبى... سأبقى أنا هنا فى السيارة بجانب متاعنا الذى بها, وأنت إذهب فى طريق مستقيم وحاول أن تجمع بعض الأحجار لتعلم بها طريقا حتى تستطيع أن تعود لى على نفس الطريق...

- كيف سأتركك وحدك فى هذة الصحراء القاحله ياإبنتى الحبيبه!!

- لا تخف ياوالدى.. فنحن فى وضح النهار والشمس ساطعة, باقى عدة ساعات على الليل.. لا تخف حقا ياوالدى.....

*********

أخذت سارا تلهو فى هاتفها النقال, فهو الأن أصبح أله للألعاب والقراءه فقط, فأخذت تمضى الوقت فى اللعب على الهاتف تارة, وفى قراءة الكتب تارة أخرى, ولكن سرعان مامر الوقت, حتى بدء الليل يسدل أستارة السوداء على الأرض, ولم يبق إلا الضوء الصادر من هاتفها الخلوى, حاولت تشغيل كشافات السيارة, ولكن ماخرج منها ضوءا باهتا للغايه تكاد تحسبة ضوءا لشمعه!

لك أن تتخيل كم الوحشه والرعب اللذان شعرتا بهما سارا فى هذا المكان والزمان الموحشان!

الخوف من الصحراء وما تخبئة... والخوف على أبيها الذى تأخر حتى هذا الوقت, فالأرجح إنه لم يهتدى إلى طريقها, وأن تكون تلك الحجاره التى وضعها كعلامات على الطريق قد طارت مع الرياح, ولكن لاح منها بصيص من الأمل من أن يرى الضوء الصادر من هاتفها ومن السياره فى هذا الظلام الدامس, حتى النجوم قررت أن ترتدى حجابآ من السحب اليوم فلا يظهر منها إلا القليل مما يسمح بة شرع السماء!

ومن الممكن أيضا أن يهتدى إليها أحدا أخر لينقذها من مصيرها المحتوم هنا... ولكن من الممكن أن يكون هذا الشخص من الأشرار وليس من الأخيار, ومن الممكن أن يراها حيوانا مفترسا! ويجعلها وليمتة الليله على العشاء!! إرتجفت من هول تلك الفكرة...

سمعت صوت خطوات قادمة, فوقفت على مقعد السيارة وأخذت تنادى بصوتآ عاليآ لعله يكون والدها قد رجع, ولكنها إنتبهت أن صوت الخطوات هذا لأكثر من شخص, ففكرت إنة ربما يكون والدها قد جاء بأحد أهل الصحراء معة, ليساعدنا...

- أنا هنا أنا هناااا

ثم سمعت صوت الخطوات يتوقف, وصوتآ رجوليآ يصيح بلغة لا تفهمها, فكررت ندائها مره أخرى, فتحركت الأقدام مره أخرى فى طريقها, فإذا هما رجلان يرتديا تلك الملابس التى يرتديها الأفارقة, وتراها على الإنترنيت وفى قناة ناشيونال جيوجرافك وبعض القنوات الأمريكية الأخرى, من التى يتم تصنيعها من الحيوانات التى يقومون باصطيادها..

- أنا هنا منذ الظهيرة تقريبا, وكنت مع أبى, ولكن السياره تعطلت وذهب يطلب المساعدة, ولكنه لم يأتى حتى الأن ...

أخذا الرجلان ينظران إلى بعضهما البعض, لم يفهما تلك الإنجليزية التى تقولها الفتاه على الإطلاق!

ولكنهما فهما إنها ضلت طريقها فى الصحراء, فقام رجلآ منهما بعمل إشارة تعنى إن بإمكانك أن تأتى معنا, فوقفت لحظات تفكر... هلى تذهب معهما وتثق فيهما؟ أم تنتظر أباها عله يأتى هنا ولم يجدها...

ولكنها قررت أن أى حل هو أفضل من البقاء هنا... لذا فقد حسمت أمرها بالموافقه ....

*********

ساروا جميعآ كثيرآ جدآ حتى أعياها حقآ السير, حتى لاح من بعد بعض الخيام البدائيه تضيئها بعض المشاعل المعلقه على بعض أشجار النخيل, والنيران التى تتصاعد من حرق الأخشاب أمام كل خيمه....

دخلوا إحدى هذة الخيام, فرأت إمرأة أفريقية ترتدى بعض الأقمشه الملفوفه حول جسدها كيفا إتفق, وفتاة وولد رضيع وضع على أحد الأحشيه الباليه على الأرض...

نظرت السيدة الأفريقية إلى رجلآ منهما في تساؤل عن هذة الفتاة, وأخذا يتحدثان بتلك اللغة الأفريقية, وسرعان بعدها مارحبت بها المرأة وأجلستها على أحد الأحشية بجانب الرضيع, وأجلبت لها حساءآ مصنوعآ من الموز المهروس, قامت سارا بتذوقة فقط ثم أبعدتة عن فمها متقززة ومعتذرة إنها ليست جائعه, وكل ذلك بالطبع بلغة الإشارة التى أبلغ من كل لغات العالم, ولكنها بعد فترة قليله من الوقت تعودت على تذوق طعامهم وإلا ستموت جوعآ

هنا....

********

كانت هذة الحياه هى على النقيض تمامآ من حياتها فى فلوريدا, هنا ينامون على الأحشيه الخشنة على الأرض, ويتذوقون صنفان أو ثلاثة على الأكثر وفي العادة، تجمع الأوراق الخضراء وسيقان الخضروات، فتغسل ثم تقطع. وبعدها إما تسلق أو تغلى وتبهر ببهارات محلية مع خبز البلوط, أما الحليب فقليل نوعآ هنا لإنتشار أمراض الحيوانات.....

وحتى ملابسهم مصنوعة من جلود الحيوانات التى يصطادونها, لكن الحيوانات هنا تصطاد منهم أكثر من أن يصطادوا منها....

حتى النساء فى هذة الحياة القاسية تحاول ان تتجمل بأى شىء مما تجود بة الطبيعة هنا, فمثلآ صنعوا من أسنان بعض الحيوانات القلائد التى يعلقونها على رقابهم وأيضآ تيجان تعلق على شعورهم, وهناك مادة صمغية إستخلصوها من بعض النباتات العشبية هنا صنعوا منها كحلآ للعين, وأيضآ توضع تلك المادة على أظافر أيديهم وأقدامهم, وهذا ليس مقصورآ على النساء فقط, ولكن الرجال أيضا يتزينون بتلك القلائد وهذا الكحل....

********

تعلمت سارا من هذا أن كل شيئآ مهما بدا صغيرآ عديم القيمة, فإنة من الممكن أن تصنع منة أشياءآ عظيمة بالنسبة لك تمنحك السعادة والإستمتاع بنفسك.....

فكرت سارا فى أن هذة القبيلة ربما لا يعلم بوجودها أحدآ, فهم أعدادهم قليله, لأن الوفيات هنا أكثر من المواليد, بسبب إفتراس الحيوانات لهن بإستمرار, فهم غذاء جيد لهم, وبعض الأمراض التى يصابون بها بسبب لدغات بعض الحشرات المسببة لهذة الأمراض, وبالطبع يموت بكثرة هؤلاء المرضى, لإنهم حتى يستطيعوا الوصول لأقرب مكان بة مستشفى هنا, يكون المريض قد تحلل ويحاسب أيضآ....

حياه قاسية بالفعل, وعرفت إنهم فرع من قبيلة كبيرة, وولدوا هنا, ولا يعرفون أين قبيلتهم الأساسية....

ونشاطهم اليومى هو محاوله إصطياد الحيوانات وفرزها إلى لحم وعظم وجلود, كما إنهم يجمعون الأعشاب الصحراوية, وبحكم خبراتهم عرفوا فائدة كل عشب وما أضرارة, وبالخبرة أيضا تعلموا زراعة بعض النباتات التى تلائم المناخ الصحراوى, كما أن بعض أشجار النخيل القليلة جدآ هنا, تأتى لهم بالتمر الذين يضعونة فى غالبية طعامهم القليل هنا........

********

أجمل مافى هذا المكان ليلآ, الحفلات التى يتجمع فيها كل أفراد القبيلة, ويشعلون النار فى خشب كثير فى منتصف دائرة يشكلها الجميع, هذا بالطبع عند اصطياد أحد الحيوانات, فهنا عشقت سارا روح الجماعه التى تسود تلك القبيلة, فالجميع يتشاركون فى جميع الأعمال.... الطعام والشراب فى إعدادة وتناولة, وصنع أدوات المعيشة, فهنا إكتشفت سارا معنآ جديدآ, وهو معنى التجمع الأخوى, فهذا المعنى قضى علية التكنولوجيا تمامآ, فحتى لو وجدت كل أفراد الأسرة يجلسون مع بعضهم البعض وهذا نادرآ, فستجد كل منهما يحمل فى يدية هاتفآ خلويآ, أو حاسوبآ شخصيآ, ويعيش معة بروحة وكامل تركيزة, تاركآ جسدة فقط مع الأخرين, وبالتالى إنعدم الحوار بين الجميع.....

لكنك تجد هنا الجميع يتحدثون مع بعضهم البعض دائمآ, ولا يوجد حياة خصوصيه هنا بكل فرد سوى النوم ليلآ فقط فى الخيام, وذلك لإنهم قومآ يمتازون بالحياء, فالعلاقات الزوجيه هنا هى خاصه جدآ لا يطلع عليها أحدآ, ولا أحد يتكلم عنها تمامآ, ولكنك تجد عندنا فى فلوريدا النساء والرجال على الشواطىء العامه يفعلون مايحلو لهم دون أى ضوابط, فذلك هو السائد فى ولايتنا كلها, بل فى جميع ولايات أمريكا, وأنا أهمس إليك سرآ, أعتقد أن شيوع تلك العلاقه الخاصه أمام الأخرين, لا تجعلنا نشعر بلذتها, فصديقى جون عندما أقول لة ذلك عندما يريد أن نمارس ذلك على شاطىء النخيل الذى أفضلة فى فلوريدا, كنت أمنعة وأطلب منة أن نتوارى فى أحد الأمكنه التى ليس بها أحدآ, وكان يتعجب جدآ من حيائى وهذا ويصفنى بأننى لست أمريكيه, وجئت بالخطأ من دول العالم الثالث المتأخرة الرجعية, التى تخبأ الحريم تحت الملابس السوداء ههههههه مجنون جون هذا ولكنى أحبة......

كل ذلك لاح على بال سارا وهى تجلس مع الفتاة الأفريقية التى تدعى"أيوكا" ويتسامران ببعض المفردات القليله التى تعلمتها سارا فى تلك القبيله حيث أن هذا اليوم الخامس لها هنا........

**********

لا تعلم سارا لم تشعر بالشغف بكل ماتفعلة هذة القبيله, بالرغم من الفقر الشديد لة الكلمة السائدة هنا, والعجيب فى ذلك إنهم سعداء, إن المال هو مصدر السعادة لا شك فى ذلك, فبة تشترى كل شىء تحلم بة ويجلب لك السعادة والرفاهيه, لكن هنا للسعادة مصدر أخر, ألا وهو القناعه, أن تكون سعيدآ بأبسط الأشياء, فهذا معنى لا يمكن أن تفهمة إلا إذا ولدت فى هذة الصحراء مع هؤلاء القوم.......

*********

كانت سارا لا تفارق أيوكا أبدآ, فتستيقظ معها فى الصباح الباكر, ويتسلقا شجرة النخيل التى علمت سارا كيف تتسلقها, أو تقف بالأسفل تجمع ماتقذفة لها أيوكا, ثم يقوما مع الأخرين بتخزين البعض, والبعض الأخر يوزع على كل أفراد القبيله بالتساوى, ويحملا نصيبهما ونصيب أباها وأمها, وعندما تعود أيوكا تقوم بإحضار اللبن وتنقع التمر بة, ثم يذهبا للإشتراك مع بقية النسوة فى صنع الملابس وأدوات الزينه, وأحشية لينامون عليها, أو لتجميع العشب من الصحراء حولهم, التى غالبآ مايقوم بها الرجال والصبيه والصبيات الصغار, ثم يفرزونها, البعض كطعام, والبعض يدق كدواء, ويقوم الرجال أيضآ بصيد أى حيوان قادة حظة العاثر بالقرب من القبيله, وهذا لا يحدث كثيرآ, واليوم الذى يصطادوا فية حيوانآ, تعرف إنة سيكون ليلة حفلة شواء وسمر, وإذا رجعوا بخفى حنين, فإنهم سيكتفون بالتمر والكاسافا........

- ***********

- لقد أوحشنى كثيرآ أبى وأمى ياأيوكا

- أعلم ذلك ياصديقتى, لكننا هنا ليس لنا علاقة بالعالم بالخارج, ولا يعلم العالم بالخارج عنا شيئآ, إلا القله من الناس, ولكن..... مهلآ..... إفتكرت شيئآ.....

هناك رجل من قبيلتنا قرر أن يتركنا وينتقل للعيش فى المدينة نفسها, ولكنة كل فترة يأتى إلى القبيلة ليطمئن علينا, ويجلب لنا بعض الأشياء الجديدة من العاصمه, والتى لا نعرف عنها شيئآ........

ولكنة للأسف قلما يأتى هنا, وهذا أيضآ لأن مكاننا هنا فى الصحراء صعب الإهتداء إلية بسهوله, فلو كان حظك جيدآ, فإنة من المفترض أن يزورنا فى الفترة القادمه, لأن هذا موعد مجيئة كل عام......

- حقآ........هل هذا الشخص ممكن أن يساعدنى حقآ لو جاء هنا؟

- بالتأكيد ياصديقتى, فإنة من الممكن مثلآ أن يصل بياناتك إلى سفارة بلدك فى العاصمه, وهم بالتأكيد سيصلون إلى أسرتك

- ولكن..... أنا متأكده أن أسرتى لن تعود إلى أمريكا من غيرى, قلبى يحدثنى إنهما مازالا هنا

- لم تقولى لى ما رئيك فى هذا الملبس الجديد الذى حيكتة من أجلك؟ أعلم أن ملمسة يؤذيكى, ولكنك ستتعودى علية

- لا... لا أبدآ ياأيوكا, إنة رائع, يكفى إنة مختلفآ عن كل ماإرتديتة فى حياتى, مع إنة بالفعل يحك فى جلد جسدى هههههههه

- هيا إستعدى إلى حفلة السمر ليلآ, فقد قام رجالنا الأشداء بإصطياد حيوان دسم للغايه

- لاااااااااا أنا لن أأكل هذا الشىء, ولن أجعلة يلمس لسانى

- ههههههههههههه ستتذوقينة, أنا أعلم أن رائحة الشواء المنبعثة منة, ستجعلك تتذوقينة, حتى قبل أن تنتهى تسويتة.......

ياااااااااااة لقد حضر أديكا

- من هذا ياأيوكا؟

- هذا هو الشخص من قبيلتنا الذى يسكن فى المدينه, ويأتى كل فترة ليطمئن علينا.......

**********

ومن حسن الحظ أن أديكا كان يعرف بعض الإنجليزية, وعرف الموضوع, ووعد إنة صباحآ عندما يعود إلى المدينة سيذهب إلى السفارة الأمريكية, ويحكى لهم عن الفتاة الأمريكية سارا, التى كانت تائهه فى الصحراء....

وبالفعل أوفى أديكا بوعدة, وعندما وصل إلى المدينة, كان أول شيئآ فعلة, كان التوجة إلى السفارة الأمريكية, وإدلائة ببيانات سارا, أما لماذا لم تذهب معة إلى المدينة, حيث سفارة بلدها, فهذا يرجع إلى إرتباطها الشديد بأيوكا, وفضلت المكوث معهم فى القبيلة, حتى يهتدى إليها والديها, فلقد أحبت أيوكا حقآ, حتى أكثر من صديقتها فيولا فى فلوريدا.....

وهذا على الرغم من حياة التقشف الشديد التى يعيشونها, ولكن الروح السائدة والدفء وجو الأسرة الكبيرة هذا أدمنتة حقآ, فهى مع أسرتها تكاد تجزم أن الفترة الوحيدة التى يجتمعون فيها معآ كل عام فى الرحلة التى يقومون بها فى أجازتها المدرسية السنوية......هذا فقط........

لكن ماذا عن بقية العام........

فوالدتها مصممة أزياء, وهى مشغولة دائمآ فى عملها, ووالدها مايكل دائمآ مع الأفواج السياحية, أما هى فحياتها مقسمة مابين مدرستها, والنادى حيث تقابل صديقتها فيولا, وصديقها جون, وتلعب معهما السباحة, وليلآ تسهر على شبكة الإنترنيت, حيث تقضى الساعات الطويلة فى غرف الدردشة, وعلى صفحات التواصل الإجتماعى, للتعرف على أشخاص من جميع أنحاء العالم...... بعضهم تعرفهم شخصيآ من خلال رحلاتها السنوية إلى عدة بلدان فى العالم, وأخرين لا تعرفهم شخصيآ, ولكن تجمعها بهم بعض مجموعات الصداقة ذات الإهتمامات الواحدة, وذلك على مواقع التواصل الإجتماعى.......

**********

بعد أن أخذ الموظفون فى السفارة الأمريكية بالتحرى عن أسرة سارا, بعدما أبلغهم أديكا بكل البيانات التى أخبرتة بها سارا عنها وعن أسرتها, ولكن لم يكن معها أرقام الهواتف, لكن هاتفها الخلوى لم يعد يعمل تمامآ منذ وصولها إلى القبيلة, ولم يستطع أحد أن يقوم بإصلاحة, نظرآ لعدم إدراكهم بعد بتلك الأجهزة التكنولوجية الحديثة, حتى أديكا لم يستطع تصليحة.......

لكن إستطاعت السفارة الأمريكية الوصول إلى الرقم الدولى, الذى يحملة مايكل والد سارا, وإتصلوا بة, وكان لحسن الحظ لم يغادر هو وكريستينا أفريقيا بعد, كانا يبحثان عن إبنتهما سارا فى كل مكان , حتى يأسا تمامآ من إيجادها, فبعد أن عاد مايكل إلى مكان إبنتة فى الصحراء بعدما وجد سيارة كان يقودها أحد المواطنين الأفريقيين, فلم يجدها فى السيارة, وبعدما بحثا كثيرآ عنها فى الصحراء, لم يهتديا إلى مكانها, فرجعا مرة أخرى إلى مكان السيارة, وربطوها بحبلآ بسيارة الرجل الأفريقى, وجروها حتى الطريق الرئيسى, ومن وقتها وهو لا يغمض لة جفن, حيث لم يتركا هو وكريستينا شبرآ فى المدينة, إلا وذهبا لة يتفقدونة لعلها يجدا إبنتهما الوحيدة, وبرغم ذك أصرا على عدم الرجوع إلى فلوريدا, إلا ومعهما سارا, حتى لو قضيا هنا بقية عمرهما........

********

لك أن تتخيل كم الفرحه التى شعرا بها, حينما إتصل موظف السفارة على مايكل, يخبرة بأن إبنتة سارا بخير, وإنها تعيش بين أفراد قبيلة أفريقية مسالمون للغاية, حينما سمع مايكل ذلك, تنفس الصعداء, وإطمئن قلبة, بينما تملك كريستينا الخوف, فهى تخاف من المجهول دائمآ, تخاف من كل شىء لا تعرف كنهة, كما إنها قرأت عن قبائل أفريقية آكلة لحوم بشر, لذا فإنها تعتقد أن كل القبائل الأفريقية همجية, كما إنها تعتقد أن مثلما الزنوج فى أمريكا حانقون دائمآ على البيض, حتى بعد التحضر والمدنية, فإن هذا ينطبق على السود من الأفارقة, وكراهيتهم للكيان الأبيض وكل مايمت لة بصلة...........

**********

مشهد يبعث على البكاء......حينما ترى سارا وهى تودع تلك القبيلة الأفريقية, هى أحبتهم حقآ, وهم قد أحبوها بالفعل, كان مايكل يتوقع ذلك, فهو يعرف إبنتة جيدآ, ويعرف كم تتعلق سريعآ بالأخرين, وخاصة المختلفين منهم, لكن كريستينا كانت كل ماتفكر بة, كم التلوث والأمراض, التى غالبآ إلتقطتها البنت من هذة القبيلة التى تذخر بالميكروبات.........

***********

ركبت الطائرة الهليوكبتر التى أرسلتها لها السفارة الأمريكية, وكان بصحبتهم أديكا, لأن قليلين جدآ من يعرف طريق تلك القبيلة, ووصلت إلى والديها, اللذين ردت إليهما روحهما بعودتها, سافروا جميعآ إلى فلوريدا فور وصولها إليهم مباشرة, فلقد تشاءما من تلك المدينة, حتى مايكل ذاتة, بل إنة إتخذ قرارة بأن الأجازة السنوية سيقضيها كل عام, إما فى إحدى الولايات الأمريكية, أو إحدى المدن الأوروبية, أو حتى أستراليا ....فقط

سيبتعد عن القارة الأفريقية كلها, حتى زيارتة القادمة التى كان يخطط لها للمغرب العربى سيلغيها.......

************

إختلفت شخصية سارا كثيرآ عندما عادت إلى فلوريدا بجسدها فقط, لكن روحها كانت مازالت هناك, ورجعت وحيدة مرة أخرى.......

فسرعان ماإنخرطا والدها ووالدتها فى عملهما, وهى وحيدة بمفردها فى المنزل, خاصة وأن الأجازة الصيفية مازل أمامها شهرين على الإنتهاء, أخذ الإكتئاب يتسرب إلى نفسها رويدآ رويدآ, حتى كل الكتب التى تفتحها لتقرئها, كانت تظل تنظر إلى صفحة واحدة لعدة ساعات, وعقلها بعيدآ هناك فى أفريقيا.....عند تلك القبيلة الأفريقية المتماسكة, كانت تحبهم حقآ, وبما أن من يحب شخصآ يحعلة أكثر سعادة, فقد أخذت تفكر فى أى شىء ممكن أن تفعلة, لتجعلهم أفضل حالآ, هذة الفكرة جعلتها تبتسم, وأمسكت ورقة وقلم وأخذت ترتب أفكارها, رسمت دائرة فى منتصف الورقه, وكتبت بداخلها"مالذى يمكن أن أفعلة لتحسين حالة تلك القبيلة"

ثم رسمت خطآ متفرعآ من تلك الدائرة كتبت تحتة"أن يتم تحسين حالتهم المادية"

ثم أخذت ترسم خطوطآ متفرعة من هذة الفكرة, لتنظيم أفكارها فى تلك الخريطة الذهنية على النحو التالى:

1- الإستفادة من مواردهم من نخيل وحيوانات الصحراء

وكيفية تفننهم فى الإستفادة بكل جزء من الحيوان بطريقة مبدعة حقآ

2- حفلات السمر ليلآ..... من الممكن أن تقوم الشركات السياحية, التى تقوم بعمل رحلات سافارى, بتنظيم رحلات هناك, كما أن المدارس والجامعات من الممكن أن تنظم معسكرات كشافة هناك, ليتعلم الطلاب منهم كيفية مواجهة الحياة بأبسط الأشياء مع المحافظة على إبتسامتك وشعورك بالرضا والسعادة, وبالنسبة لمشكلة إبتعاد تلك القبيلة كثيرآ عن المدينة, ومعرفة قلة من الناس بطريقها, فمن الممكن أن نجعل أديكا يحاول رسم خريطة مفصلة لموقع القبيلة فى الصحراء, خاصة وإنة الوحيد من أهلها, الذى يذهب ويجىء إليها من المدينة, ولا يتوة أبدآ

3- إقناع الحكومة هناك لمساعدتهم لبناء بعض المبانى السكنية لهم فى الصحراء, مع الإبقاء على الخيام لعدة أسباب.......

أولآ: لإنهم يحبون العيش فى الخيام

ثانيآ: أن السائحين يحبون البيئات المختلفة عن بيئتهم, حيث أن مشهد الخيام بالنسبة لهم, هى جزءآ من اللوحة المرسومة فى أذهانهم عن القبائل الأفريقية ورحلات السافارى بصفة عامة

ثالثآ: هؤلاء السائحون سيحبون أن يقيمو خلال فترة المعسكر فى هذة الخيام, لإنها شيئآ مختلفآ عن حياتهم ومبانيهم السكنية, وهذا نوع من تجديد روتين الحياة بالنسبة لهم

4- لابد من تصوير أفراد القبيلة بزيهم التقليدى الجميل, وتصوير حفلاتهم ورقصاتهم وعاداتهم وتقاليدهم, ونشر تلك الصور على مواقع شبكة الإنترنيت, وإرسالها إلى كل شركات السياحة, التى تتعامل مع رحلات السافارى إلى القارة الأفريقية, ليبدئو بتنظيم أفواج السائحين لهم...........

ثم تركت الورقة والقلم, وأمسكت هاتفها الخلوى, وطلبت رقمآ...........

- أبى.... أريد مساعدة تلك القبيلة الأفريقية لجعل حالهم أفضل, وقد فكرت فى فكرة أرجو أن تأيدنى عليها, وتساعدنى فى تحقيقها, بصفتك مديرآ لأكبر شركة سياحة فى فلوريدا وعلى علاقة بمديرى معظم الشركات السياحية الأخرى........

***********

(منشور على بعض مواقع التواصل الإجتماعى مصحوبآ ببعض الصور)

"أصدقائى الأعزاء...... لقد سافرت مع أسرتى إلى دولة جنوب أفريقيا هذا العام, وقضيتها لدى قبيلة أفريقية رائعة حقآ, ستأثرك مشاهدة الأفريقيين بلباسهم التقليدى, والخيام الرائعة, وأدوات الزينة للنساء والرجال المصنوعة من بقايا الحيوانات, ولك أن تتخيل مدى جمال حفلات السمر ليلآ, مع رائحة شواء حيوانات الصيد, والأهم من هذا كلة, جو الألفة والحب, الذى لن تجدة إلا لدى تلك القبيلة الأفريقية التى عشقتها حقآ...........

تنظم شركة فلوريدا تورز وشركة أفريقيا تورز للسياحة الدولية, معسكرات إلى تلك القبيلة الأفريقية بأسعار لن تتخيلها, إتصل على الأرقام الأتية لسرعة الحجز........"

- ************

- أيوكا حبيبتى......كنت متأكدة أننى سأراكى مرة أخرى, لقد إشتقت لكى كثيرآ حقآ

- حبيبتى سارا, إفتقدتك كثيرآ, أتطلع دائمآ إلى تلك الليال الجميلة التى كنت أتحدث لكى ليلآ, باللغة التى تعثرتى كثيرآ وأرهقتينى, حتى إستطعتى تعلمها, ونهارآ عندما كنا نصنع معآ أدوات الزينة والملابس والطعام......

- أنا أصريت على أن أأتى مع هذا الفوج السياحى القادم من ولايتى فلوريدا, لقد أقنعت أبى وأمى بكثيرآ من العسر حتى وافقا, وخاصة أن هذا الفوج من الصغار زملائى فى المدرسة كما ترين ههههههههه, فقد أقنعت مسئولة الرحلات عندنا فى مدرستنا, بتنظيم هذا المعسكر, لم أكن أدرى أن لدى قدرة على الإقناع كبيرة هكذا ههههههههه

- سارا...... أشكرك حقآ, لقد جعلتى من قبيلتى شيئآ عظيمآ, وعرفتى العالم بنا, بعد أن كنا منسييين تمامآ, ونحيا فقط لأن الحياة يجب أن تستمر.........

- أيوكا ......أنتم عظماء بالفعل, ولكن لم يكن الأخرين يعرفون كم أنتم عظماء, وجئت أنا لأقوم بهذا الدور, أشعر أن مسألة التية فى الصحراء هذة كانت بتقدير من الرب, لأقوم بما فعلتة, فتغيير حياة الأخرين للأفضل من أهم الطرق لسعادة الأنسان على هذة الأرض..........

                                                                                      تمت


  • 1

  • هبه عبدالمنعم محمد
    انا هبة عبدالمنعم محمد, خريجة كلية الإعلام جامعة القاهرة, أهوى كتابة المقالات والقصص القصيرة والروايات, كما إننى أقرأ الكتب بنهم
   نشر في 23 ديسمبر 2015 .

التعليقات

عمرو يسري منذ 8 سنة
جميلة بحق و وصف الأماكن و الحالات النفسية للافراد رائع , مع اني اشفق على هذه القبيلة التي سيزعجها السياح و يبددوا هدوءها :)
0
هبه عبدالمنعم محمد
ميرسى جدا على تعليق حضرتك

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا