الحقيقة بين المنابر والمعابر
محمد خلوقي
--------------------
الحقيقة الكاشفة عن كل فساد لا تسمعها من فوق المنابر الرسمية ،ولكن تدار همسا بين ممرات المعابر والقنوات الرقمية ، لان كل من علا صوته بالحق فوق مثل هذه المنابر ،استودع نفسه و استوطنها بسرعة ضوئية ارضية المقابر.
والمحصلة المنطقية والواقعية ان طريق المنابر الرسمية لا تصدح من فوقها حناجر الحق ، بل تجد اغلب الخطباء فوقها يرددون اوهاما وتحليلات هم بها كافرون او لتصوراتها كارهون ،والسبب هو الخوف من بطش الظلم ، او التزلف لمنصب والتقرب المادي لمن هم غير أهل للحق ..
ولهذا علا صوت الدجالين والمنحلين والعابثين ..فوق منابر السياسة والدين والاقتصاد والتعليم والثقافة ..يرهقون خيالهم بمحاولة اصطياد ألوان من الحجج والبراهين التي تخدم غير الحق، و تقلب منطق الحقائق ، وتصور المقبول مهبولا ،وتجعل رأي المخبول مقبولا .
وقمة المفارقة تتكشف وتظهر حين ينزلون عن تلك المنابر . وهم يغطون وجوههم الكالحة بأقنعة من النفاق ،ويتسللون بواسطة تلك الاقنعة الى عقول السذج والبسطاء .. وهمهم. هو راحة واستراحة ماكرة، يشمون فيها هواءا متعفنا من فنون الغواية والإضلال .وان بقي في ضمائرهم صحوة، فان الخوف يلجمهم مرة والمصلحة تشلهم وتصنمهم مرات ومرات .. فلا يكون مركبهم اليها صهوة المنابر الرسمية ، بل يرسلونها رموزا في الفضاءات المغلقة ،والمعابر المظلمة ،ويحكونها رسما او همسا ، وعيونهم زائغة تراقب ، كالعادة ، خلو المكان من رجال مباحث سيادة السلطان .
اي زمان هذا ..يسمع فيه لأهل البهتان .. ويلجم أهل الحق والبيان .؟؟!!