قد يكون التحدث عن هذا الموضوع صعبا أو مؤلما لأي شخص.. فهو يحتاج إلى جرأة الخوض فيما يؤذينا، وإلى مهارة التواصل مع من يعيشونه.. لأنهم بالفعل يجدون صعوبة في الإندماج مع العائلة والأصدقاء، ربما يرجع السبب إلى النظرة الخارجية تجاههم حتى من أقرب الناس للأسف..

حيث تفتقر تلك النظرة إلى الرحمة والتفهم؛ فبدلا من محاولة التقرب منهم وتقديم الدعم.. يبتعد الأشخاص عنهم وكأنهم في خضم فيروس مُعدي!

لكن من المهم معرفة بأن هناك من لا يحب التحدث عن هذا الشأن وعن أسباب إصابته بالعقم، بينما يوجد من لا يمانع من الخوض فيه.. وهنا يأتي دور المقربين في إثبات وجودهم معهم.

ولكون العقم ليس أمرا يتمحور حول المرأة فقط؛ فمن الممكن إصابة الذكور به.. ومن الممكن أن يعيش الرجل حزنه هذا بصمت لأسباب قد تكون أولها مجتمعية للأسف.. لذا من المهم التقرب بلطف من الشخص المعني وتشجيعه على العلاج عن طريق مشاركة أية تجربة شخصية معه إن حدثت بالفعل.

لكن في حال إن توصل أحد الزوجين إلى قرار وقف التجربة.. فيجب إحترام هذا القرار من قبل الطرف الآخر، فقد يكون من غير الممكن للزوج تحمل علاجات العقم للأبد.. وبالتأكيد سيترك هذا القرار وقعه المحزن عليهما، لذا كان من المهم أن يتبعا بعض التوجيهات التي من شأنها أن تساعد كثيرا.. ومنها:

• تَقَبُل المشاعر مهما كانت.. فهذا يساعد على التأقلُم.

• عدم مقارنة وضعه مع الآخرين من حوله.

• اللجوء إلى العلاج النفسي عند الحاجة.

ومن هنا ننتقل إلى بعض النقاط التي يرجى مراعاتها عند التعامل مع شخص عقيم من العائلة أو الأصدقاء:

1. التقرب منه وإشعاره بكونك تهتم به دون تذكيره بحالته.

2. تجنب تقديم النصائح(لأنها ستكون على الأرجح غير مُرحب بها) لكن هذا لا يمنع محاولتك البحث والقراءة عن العقم لكي تتمكن من تقديم الدعم بطريقة أكثر تفهما.

3. إسأله عما إذا كان بحاجة إلى المساعدة، و إعرض عليه حضورك معه جلسات العلاج إذا ما كان قد صارحك بحالته مسبقا.

4. لا تتجنب إخباره بكونك ستُرزق بطفل، فقط تجنب إخباره بشكل مباشر لإتاحة المساحة الخاصة به للتعامل مع ردة فعله (لذا الرسائل هي أفضل وسيلة).

وقد يُصاب أي فرد بالعقم بعد إنجاب طفله الأول مثلا.. لذا لا يتطلب الأمر غير الوعي والتفهم وإتباع الحلول المتاحة.