بقلم: مُهاب أسامه
اليوم خلق على ظهر هذه الأرض رجلٌ لن يُأتى بمثله في الدنيا حتى قيام الساعه إنه "محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب" صلى الله عليه آله وسلم هَل ربيعه الكريم في الثاني عشر من ربيعٍ الأول و هَلت معه كل الرحمات و البركات و الأمنيات و الخيرات، مولده كان إشعاراً بالنّور الذي سيُضيء الدُنيا و الرحمة التي ستعُمّ الوجود في ذكراه نحيا لحظاتٍ من الفرح والسُرور وفم الزمان تَبَسُّمٌ وثناءُ الروح والملأ الملائك حوله للدين والدنيا به بُشراء.
بكى يوماً صل الله عليه وسلم، فقالوا: ما يبكيك يا رسول اللّه؟ قال: اشتقت لأحبابي, قالوا: أولسنا أحبابك يا رسول الله؟ قال: لا أنتم أصحابي, أما أحبابي فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني.
أي إنسان يستطيع أن يبكى حد الشوق على إنسان مثله؟ هو من بكى! بكى علينا فقط لأننا نؤمن به و بسنته دون رؤية وجه الكريم وصوته الكريم بكى لأنه أنا وأنت وأنتي نصلى عليه كل يوم دون رؤيته فقط لأننا نؤمن أنه أنقى و أطهر البشر.
لازلت أتذكر ذاك اليوم الذي زار فيه جدي روضتك الشريفةً وقف هادئاً ساكناً يتمتم ويهمس ثم بكى كالأطفال لا يصدق أنه يقف أمام قبرك الكريم أمام أعز البشر و الرجال أمام الرجل الذي واسى طفلاً لأجل عصفوره الميت و الذي طيب خاطر "صفية" و مسح بيديه الكريمتين وجهها و دموعها، وهو الرجل الذي كان يحفز رجاله قبل كل معركه.
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ فاقتْ محبةَ كل مَن عاش على الثرى لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ لا تنتهي أبداً ولن تتغيرا.
الكلمات في حقك يا سيدي لا تكفي وأي كلماتٍ تلك قد تُكفيك وأنت من أنزل عليك خير الكلام، الحب في حقك لا يكفي وأنت من علمت الدنيا معنى الحب الحقيقي، في عز مرضك خطبت في الناس يوم الوداع وقلت "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" فأي حقك قد نرده إليك وأي نصره ننصرك بها و أي شفاعة نستحقها ونحن المشتاقون إليك.
بربك شهدنا وبرسالتك أمنا و بك صل الله عليك وسلم أحببنا فأنت للعالمين أمامُ، فداك أبي و أمي يا رسول الله.
-
مهاب أسامهباحث إعلام مهتم بمجال صناعة المحتوى وعلم النفس الإكلينيكي