ومازال الحديث مستمراً عن الأحياء الشعبية وما بها من بلاء غير وجهها القديم - والتي كانت رمزاً للأخلاق الحميده والود والتآلف بين أهلها لتكون نبراساً يتعلم منه الآخرين - إلي وجه آخر قبيح لا يحب عاقل أن تكون عليه.
واليوم نتحدث عن ظاهرة مؤسفة أصبحت منتشرة كغيرها من الظواهر الغريبة علي مجتمعنا ألا وهي أطفال الشوارع الجدد؟!
نعم، أطفال الشوارع الجدد!!!
فهم يأخذون من أطفال الشوارع مكثهم في الشوارع لكن لهم بيوت وآباء وأمهات لكنهم لا يقومون بدورهم تجاههم فيتركونهم في الشارع دون تربية أو سؤال عنهم حتي لو ظلوا حتي الفجر في الشارع لا يعلمون عنهم شيئاً وهؤلاء الأطفال لا يتورعون عن الإيذاء بأيديهم وألسنتهم وكأنهم يستمتعون بذلك كنوع من أنواع التسلية والإنتقام ممن لم يؤذهم ولا يعرفهم أصلاً فتارة يلعبون الكرة ليل نهار غير مبالين بمن يحتاجون للراحة بعد يوم عناء طويل أو من يريدون أن يستذكروا دروسهم أو مريض يحتاج للراحة علها تقلل من آلام أمراضه فلا يوقرون كبيراً ولا يرحمون صغيراً أينما حلوا وجد البلاء والشقاء ولا شك أن من أنجبهم يتحمل المسئولية الأولي عما وصلوا إليه وبصراحة شديدة يستحقون قانوناً مشدداً يعاقبهم قبل أن يعاقب أبنائهم علي ما فعلوه بالأبرياء لعله يمنعهم عن غيهم أو يشفي صدور قوم ملوا إيذاء أبنائهم لهم ولا شك أيضاً أن هؤلاء الأطفال لو كانوا يعملون - عملاً يقدرون عليه حسب عمرهم ويأخذون عليه مقابلاً مادياً - لكان من الممكن أن يتغير وضعهم فلن يؤذوا أحداً طيلة فترة عملهم وسيحتاجون للراحة بكل تأكيد بعد ذلك وسيكون الترفيه في وقت قليل من الأسبوع - لاشك أن أحداً منا يحتاجه حتي لا يمل ويستطيع أداء عمله بنشاط - وربما يتغير سلوكهم فبدلاً من اللعب في الشوارع وإيذاء الناس يمكن أن يلعبوا في مراكز الشباب المنتشره في الأحياء والمخصصة لممارسة الرياضة بشكل صحي.
تري هل الآباء والآمهات هم المسئولين عما وصلوا إليه أم المجتمع له دور أيضاً بسكوته عليهم وعدم محاولته لتقويمهم والوقوف أمامهم؟
هل ما يشاهدونه في المسلسلات والأفلام يساعدهم علي ذلك أيضاً؟
هل سوء مستوي التعليم له دور في ذلك؟
هل البعد عن الدين له دور في ذلك؟
هل هناك أسباب أخري؟ ربما!
أعتقد أن كل ما سبق له دور فيما حدث وسوف يتحولون وبلا شك ليكونوا في المستقبل بلطجية كبار يقع الناس تحت رحمتهم إن لم ننتبه لهذا الأمر الخطير.
-
Ahmed Tolbaشاب في نهاية الثلاثينات يرغب في مشاركة ما يجول بخاطره مع الآخرين تقييماً ونقاشاً حتي نثرى عقولنا فهيا بنا نتناقش سوياً
التعليقات
الأمر معقّد للغاية و لكي يتم حله فهو يتطلب تضافر جهود الجميع .
مقال رائع , بالتوفيق و في إنتظار كتاباتك القادمة .