ايحدث ان يحدد اسم مسار حياة ؟ ايعقل ان تتعايش روح مع ماضي روح اخرى ، تشاطرها الفرح لحظة بلحظة ؟
أتذكرين دمعة طفلة هزيلة أبكتها سخرية الأقران في أول يوم مدرسة ؟ أتذكرين نظرة الدفء الحنون حين هدهدتها بتاريخ عظيم ؟
أجل ، ما كانت الطفلة الا أنا و قد عدت بأول خيباتي المدرسية باكية شاكية لوالدي قبح اسم حملته ولم اختره . فكان أول عهد لي مع العشق . للحقيقة ، لم أحب اسمي حينها بل أحببت زوج إمرأة اخرى بغيرة مجنونة . تقمصت دورها بخيالي . تخيلته رجلا مهيبا عظيما تخجل العذارى من عفته . و تزهر القلوب لجميل طلعته . و تنحني رؤوس الجبابرة هيبة و رهبة ، و تخضر الأرض القحط اذا ما مر بها من سيل دموع رحمته و فيض كرم يديه الحانية ...
محمد لم يكن بعيني تلك الطفلة رسولا او نبيا منزلا بقدر ما كان رجل قلبها و مسير عقلها !
كبرت الطفلة عمرا و لم يكبر طيف خيالها . مازال محمد الرجل مداد أفكارها و ملهم أحلامها . و ان صار محمد بقلبها نبيا اصطفاه الله برسالته و أكرمه بخلته . و ظلت خديجة سيدة نساء العالمين المحددة للكثير من خيارات حياتها . و ظل السؤال بعقلها :
ا هي الاقدار من اختارت لها ان تسير على منهج اسم - فإن لم يكن -لن تكون هكذا ؟ ام ان هذا العشق ولد مع أول نبضة لقلبها و تدخل الاقدار لم يكن الا ليحدد مهايته و حدوده ؟
-
خديجة بوقنةأخصائية اجتماعية ، مؤلفة للمنشور الالكتروني " عروس قلبي "